بُشرانا بالنَّصر
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
- التصنيفات: الشعر والأدب -
مذبـحةٌ تتلو مذبـحةَ *** في أرضِ الشـامِ وفي مِصرا
والأمـةُ تَذرفُ أدمُعَها *** وتـذوقُ مَآسيها الكُـبرى
ونـظامُ العَالمِ مخمـورٌ *** مِن دَمـنا يَرتشـفُ الخَمرا
وطغـاةُ عُروبَتِنا حَفَروا *** أُخدودَ تَـآمُرِهِـم حَفـرا
قَتلوا بِالظُلمِ شُعُوبَهـمُو *** وأضَّـاعُوا المَقدِس والمَسرَى
وَأضاعُـوا الشامَ وبغدادَا *** وأَضـاعُوا الشاطئَ والبَحرا
مَجزَرةُ الغُـوطةِ كَارثةٌ *** تَنـتظِمُ كوارِثنـا الأُخرَى
والسـيفُ المُغمدُ يتَلَوى *** مِن غَضبٍ لا يَملِكُ عُذرا
وسـلاحُ الشعبِ يُدمِره *** والظالمُ يـَحترِفُ الغَدرا
يا رايةَ أمتـنا ارتفعـي *** ودعي الطُغيانَ وَمَا أَجرى
وَدَعي جَامعةَ عُروبَتِهم *** في غِـي تذلُلِـها سَكرى
وَدَعي العُملاءَ وَمَا اقترفُوا *** فَسيكسِرُهُم ربي كَسرا
يا أهلَ ضَحايا غُوطتنا *** يا أهلَ الجَرحَى والأَسرَى
أنـتُم واللهِ أحِبتُـنا *** واللهُ بـما نشعـرُ أدرَى
الجُـرحُ كَبيرٌ وعَميـقٌ *** والغدرُ تمادَى وَاستشرَى
يا أهـلَ الشامِ مَصائبُنا *** كاللـيلِ سَيعقبنا فَجرا
فَاعتَصِمُوا باللهِ وكُونُوا *** أَعظـمَنا فِي المحنةِ صَبرا
مَـولانا يمنحُنَا أَجـرا *** بالصبـرِ ويمنحُنا نَصرا
بُشرانَا بالنصرِ الآتي *** مَا دَامَ اللهُ لـنـا ذُخـرَا