الإيثار في السُّنَّة النَّبويَّة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طعام الاثنين كافي الثَّلاثة، وطعام الثَّلاثة كافي الأربع». وفي لفظ لمسلم: «طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثَّمانية».
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
يقول العيني: فيه منقبة عظيمة للأشعريين من إيثارهم ومواساتهم بشهادة سيدنا رسول الله وأعظم ما شرفوا به كونه أضافهم إليه، وفيه فضيلة الإيثَار والمواساة.
وقال أبو العبَّاس القرطبي: هذا الحديث يدلُّ على أنَّ الغالب على الأشعريِّين الإيثَار، والمواساة عند الحاجة، فثبت لهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّهم كرماء مؤثرون.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». وفي لفظ لمسلم: « ».
قال المهَلَّب: والمراد بهذه الأحاديث الحضُّ على المكارمة في الأكل والمواساة والإيثَار على النَّفس، الذي مدح الله به أصحاب نبيَّه، فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9]. ولا يُراد بها معنى التَّساوي في الأكل والتَّشاح؛ لأنَّ قوله عليه السَّلام: « » دليل على الأثرة التي كانوا يمتدحون بها والتَّقنُّع بالكفاية، وقد همَّ عمر بن الخطَّاب في سنة مجاعة أن يجعل مع كل أهل بيت مثلهم، وقال: لن يهلك أحد عن نصف قوته.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «».
قال ابن بطَّال: فيه أنَّ أعمال البرِّ كلَّما صعبت كان أجرها أعظم، لأنَّ الصَّحيح الشَّحيح إذا خشي الفقر، وأمَّل الغنى صعبت عليه النَّفقة، وسوَّل له الشَّيطان طول العمر، وحلول الفقر به، فمَن تصدَّق في هذه الحال، فهو مؤثر لثواب الله على هوى نفسه، وأمَّا إذا تصدَّق عند خروج نفسه، فيخشى عليه الضِّرار بميراثه والجوار في فعله.
وعن جابر بن عبد الله حدَّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه أراد أن يغزو فقال: «».
المصدر: الدرر السنية