إسرائيل ليست هي المشكلة
رحب رئيس الكيان الصهيوني شيمعون بيريس بالإجراءات العربية المتشددة تجاه التنظيمات الفلسطينية، وخاصةً تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبراً أنها إجراءات حكيمة وعاقلة، وأنها تأتي في صالح الأنظمة العربية، التي باتت تدرك أن إسرائيل لم تعد هي المشكلة في المنطقة، بل إن المشكلة هي في الإرهاب الذي يستهدف المنطقة برمتها.
يبدو أن العجوز الإسرائيلي وثعلب سياستها الأول شيمعون بيريس، يأبى أن يغادر منصبه قبل أن يسدي النصح إلى الحكومات العربية، ويمحظها حكمته المتراكمة، وخبرته الطويلة، وتجربته المحنكة، فهو يفهم بدقة ما يجري في المنطقة العربية، ويعرف حقيقة الإجراءات الرسمية التي تقوم بها الأنظمة والسلطات، ويدرك أنها تخدم مستقبل إسرائيل، وتساعد في استقرارها أكثر من الحروب والمعارك العسكرية التي خاضتها، وأنها تأتي في وقتٍ تحتاج فيه بلاده إلى تشريع وجودها، وتأكيد هويتها، وضمان أمنها واستقرارها، ويبين أن مستقبل كيانه ومستقبل الأنظمة في المنطقة مرتبطان معاً، وأن مصيرهما واحد، والخطر الذي يحدق بهما ويهددهما أيضاً واحد.
فقد رحب رئيس الكيان الصهيوني شيمعون بيريس بالإجراءات العربية المتشددة تجاه التنظيمات الفلسطينية، وخاصةً تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبراً أنها إجراءات حكيمة وعاقلة، وأنها تأتي في صالح الأنظمة العربية، التي باتت تدرك أن إسرائيل لم تعد هي المشكلة في المنطقة، بل إن المشكلة هي في الإرهاب الذي يستهدف المنطقة برمتها.
وثمن بيريس الخطوات المصرية الأخيرة تجاه حركة حماس وقطاع غزة، وأكد أن ما تعاني منه مصر هو نفسه الذي تعاني منه إسرائيل، فحركة حماس تشكل خطرًا على أمن البلدين، ومستقبل الشعبين، وهي حركة إرهابية توزع أعمالها الإرهابية في كل مكان، ولا يعنيها سقوط ضحايا أبرياء جراء عملياتها الإرهابية، داعياً المجتمع الدولي إلى مساندة الحكومة المصرية، ومساعدتها للخروج من الأزمة، وتحقيق الاستقرار في الشارع المصري، وتمكينها من محاربة المجموعات الجهادية، والسيطرة عليها.
وأشار بيريس إلى تغير الواقع العربي كلياً، فبعد أن كانت الحكومات العربية تطالب بقلع إسرائيل، وشطبها من الخارطة السياسية، باتت اليوم تقبل بها، وعلى الاستعداد للاعتراف بها، والتعامل معها، وترفض الاستجابة إلى نداءات ودعوات المطالبين بقتالها، وتعريض أمن سكانها وسلامة أراضيها للخطر.
مصطفى يوسف اللداوي
- التصنيف: