قالت وقلتُ

جلست زوجتي تقرأ في غزوة الأحزاب، وجلستُ أقرأ في أخبار بيت حنون والعراق وباقي بقاع العالم الإسلامي. فحدث هذا التداخل في الحوار .

قالتْ : اليهودُ يُقَلِّبون الأحزاب ... يَطُوفون على القبائل ... يُجَمِّعون قريشا وخزاعةَ وأسْلَم وغطفان .

قلتُ : اليهود يَؤُذُّون أوروبا واستراليا والأمريكان . . . يريدون وأدَ الإسلام وقد فعلوها في أفغانستان والصومال والعراق واليوم حطوا رحالهم على أبواب السودان . و هكذا اليهود من يومهم يضربون بيد غيرهم .. مرَّةً بيدي عباد الأوثان كما في غزّوة الأحزاب ومرة بيدي عباد الصليب كما حدث ويحدث في العراق وأفغانستان، ومرَّة بيدي المنافقين كما يحدث في فلسطين ... وباقي أراضي المسلمين .

قالتْ : جيش الكفر يزحف يريد يثرب ... عدد الجيش أضعاف النساء والصبيان فضلا عن الرجال ..أواه ... أواه .

قلتُ : على أرضهم يزحفون ... وعلى أرضنا يزحفون ... جاءونا على ظهور إخواننا ... أواه ... أواه .

قالتْ : حييُ بن أخطب، وعمرو بن عبد وُدّ، وابنُ سلول .

قلتُ : بوش، وبليمر، وبلير، وكرزاي والمالكي وعباس ...

قالتْ : رسول الله وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد ..... .

قلتُ : .......... ......يُقيض الله للدين رجال .

قالتْ : اشتد الحصار .. . غدرت يهود وانكشفت الظهور ... وبرز النفاق ...حِصْنُ النساء بلا رجال .

أخاف أن يدخلوا ... فيُذبح الرجال وتُسبى النساء والأطفال .

قلتُ : قد دخلوا وذبحوا الرجال وأخذوا الأموال وحملت فاطمة من علج الكفار ... وهي تصرخ : أين الرجال ؟؟!!

قالتْ : اشتد البلاء .

قلتُ : اشتد البلاء .

قالت : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحفر الخندق ومعه الكرام ... قلَّة جادَّة ... عملٌ وذِكر ... رجالٌ أي رجال .

قلتُ : قلّة غافلة ... أُخِذت ديارهم وأموالهم وهُتكت أعراضُ نسائهم ... وهم في المنتديات وفي الجلسات للصباح لم يحسموا بعد أمرهم ... منشغلون بجاهلهم : معذور أم غير معذور ؟ ... وعدوِّهم ذاك الذي سلب الأموال وخرَّب الديار وهتك الأعراض: ولي أمر يطيعونه أم عدو يقاتلونه ؟! . ومن خرج منهم للدفاع عن الكليات الخمس (الدين والعرض والمال والنفس والعقل) مختلفون في أمرهم : مجاهدون أم خوارج مارقون ؟!

قالتْ : فرَّجَ اللهُ الكربَ ... واندحر الكفر ... وانكشف النفاق ... وذُبِحَت اليهود .

قلتُ : اشتد الكرب ... النفاق يصول ...الجولة ليهود ...

قالتْ : حقا {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [ الحج:من الآية40]

قلتُ : حقا {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [ الشورى:30 ] {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [ الروم:41 ]

قالتْ : قد جعل الله من بعد عسر يسرا .

قلتُ : سيجعل الله من بعد عسر يسرا

هذا ولم تقرأ زوجتي ولكنه خيال الأدباء، أردت به أن أقارن وأقرب ؛ والله أسأل أن يكتب أجر من كتب ومن قرأ ومن نشر .