القرضاوي والتسخيري .. اللعبة انتهت !
22 - 1 - 2007
جمال سلطان
شهدت العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام مؤتمراً إسلامياً للحوار بين المذاهب الإسلامية ، فاجأ الشيخ يوسف القرضاوي الحضور في مفتتح اللقاء بانتقاده الحاد لسياسية "التشييع" التي تنتهجها إيران في المجتمعات الإسلامية السنية ، وقال موجها كلامه إلى آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران: «لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر».
وتساءل: «ماذا ينفعكم أن تدخلوا بلداً سنياً مثل مصر أو السودان أو المغرب أو الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية... وأن تحاولوا أن تكسبوا أفرادا للمذهب الشيعي؟... هل ستكسبون 10 أو 20 أو 100 أو 200 لكن بعد ذلك تنجزون فتنة في البلد، وسيكرهكم الناس ويلعنونكم بعد ذلك» ، كلام القرضاوي شديد المنطقية ومن رجل قضى سنوات طويلة من عمره ينافح عن التقارب المذهبي وهو مبرأ من أي شبهة غلو مذهبي أو كراهية للآخر.
أيضا في نفس المؤتمر تحدث المفكر الإسلامي السوداني ووزير الأوقاف السابق الدكتور عصام البشير ، وهو حاليا الأمين العام لمركز الوسطية ، تناول الموقف نفسه وأثار موضوع توزيع كتب لمراجع شيعية في معرض الكتاب الأخير في السودان، وتساءل عن مغزى ذلك في بلد كل أهله من السنة. ودعا مراجع الشيعة إلى اتخاذ إجراءات عملية لمنع الكتب التي تتناول الصحابة بالسباب والشتائم ، ونبه إلى ضرورة صدور فتاوى منهم في هذا الشأن ، هذا الكلام وما سبقه شديد الوضوح ، فماذا قال الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لما يسمى بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران ، دافع عن إيران بشدة وحذر بعاطفية تمثيلية من المؤامرات التي تقوم بها قوى الاستعمار العالمي والصهيونية من أجل التفريق بين المسلمين وبث روح الفرقة ، وهذا كلام أقل ما يوصف به أنه مراوغة لا تليق برجل دين ، وهروب من مواجهة الأسئلة الصريحة المباشرة ، وهو كلام نعبر عنه في العامية المصرية الدارجة بأنه "كلام في الهجايص" ، ما دخل إسرائيل في قيام الجمهورية الإيرانية بنشر كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب تهاجم الصحابة وتسب في أهل السنة ورموزهم وتاريخهم ودولهم وتدعو إلى التشيع الصريح ، هل هناك أصابع صهيونية هي التي اخترقت ـ مثلاً ـ المؤسسة الدينية الإيرانية و حرّكت "رجالها" هناك من أجل إنتاج هذه الكتب وشحنها إلى القاهرة وعرضها للبيع برخص التراب وأحيانا توزع مجاناً على المسلمين السنة؟
وما دخل الصهاينة أو الأمريكان في احتضان إيران لشخصيات مصرية تشيعت و إمدادها بالمال و الكتب و الاستقبالات المبهرة في طهران و قم (مدينة كبرى بإيران ) لكي تعود تنشر سمومها و أحقادها على كل ما ينتمي للسنة في الصحف المصرية وتتباهى المواقع الشيعية الإيرانية وهي تنشر صورهم في احتفالات قم وغيرها محتضنين رموز الشيعة الإيرانيين ، ونفس الشيئ في السودان ، البلد السني تاريخياً وبالكامل ، لماذا تنشط الحكومة الإيرانية ومؤسساتها الدينية من أجل نشر التشيع بين شبابه ، هل هذه الجهود هي التي تصنع الألفة بين المذاهب الإسلامية ، وهل هذه النشاطات هي التي تعزز التضامن أم أنها هي التي تخدم مخططات أعداء الأمة من أجل تعزيز الفرقة ، و هنا يصح أن نقول بأن النشاطات الإيرانية هي الظهير الداعم للمخططات الإسرائيلية لتفتيت المنطقة و بث روح العصبية المذهبية فيها و تهييج الخواطر ، بدون أي معنى.
ومن حقنا أن نكرر ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي : " كم شخصا ستربحون لتشييعهم عشرة عشرون ، ولكنكم ستكسبون عداوة الملايين وتبثون روح الكراهية بين جنبات الأمة وتخدمون بذلك مخططات الأعداء العابثة "
إن معلوماتي المؤكدة تفيد بأن التسخيري الذي يقدم نفسه بأنه راعي الحوار بين المذاهب هو شخصياً المشرف على جهود التشييع في العالم السني ، ولعل هذه المعلومات التي وصلت للشيخ القرضاوي هي التي استفزته مؤخرا عندما غضب في نقابة الصحفيين المصريين وفي جلساته الخاصة وفي مؤتمر الدوحة أخيرا ، عندما وجد أن "التسخيري" وجماعته يخدعونه ويبتزون طيبته لأغراض دنيئة ويتخذون من كلماته التي تحض على السماحة مجرد غطاء لتمرير جهودهم السوداوية لتشييع شباب السنة في بلدان لا تعرف الفرق بين الشيعي والشيوعي فيثيرون اللغط والفتنة والقلق ، ثم في النهاية يعطوننا الدروس عن أهمية الوحدة وخطورة مخططات الصهاينة والأمريكان والجن الأحمر .
- التصنيف:
عزالدين
منذسامية
منذابو طلحة
منذالرحموني العلمي جواد
منذالركادي فهد
منذأحمد عثمان
منذأبو حازم المصرى
منذابو عبدالرحمن
منذمحمد
منذفيصل
منذ