غَضبتُ لأمتي

منذ 2014-01-17

إلى الذين يخذلون شعوبهم ويقتلونهم بدماء باردة ..

 

أَمانةُ أمتي ضيّعتموها *** وثَروةُ أمتي أهدرتموها
ملأتم قلبها الشاكي أنيناً *** وفي دربِ الرَدى ألقيتُموها

بنيتم في مَعاقلها جُيوشاً *** وَأَقسمتم لهَا أن تحرسوها
فلما طالبتْ بالحقِ يوماً *** بغير هوادةٍ حاربتموها

هَدمتم صرحَ أمتكم وخنتم *** أمانتها وما أنصفتموها
وَأعلنتم كرامتها ادّعاءً *** ومرّ الدهر مَا أكرمتموها

أكلتم قوتها حتى شبعتم *** وأُتخمتم وما أشبعتموها
شَرِبتم مَاءَها من كل نبعٍ *** وفي قيظِ الأسى أظمأتموها

لبستم ما اشتهيتم من ثيابٍ *** مزوّقةٍ وما ألبستموها
ركبتم كل فارهةٍ وسرتم *** كما شئتم وما أركبتموها

عرضتم من موائدكم صنوفاً *** مُشهّيةً وما أطعمتموها
كسرتم قلب أمتكم ولمّا *** رأيتم دمعها أنّبتموها

حلفتم أن تُعزّوها ولمّا *** خضعتم للعِدا أخضعتموها
كذبتم في دَعاوَاكم عليها *** وحين تحدّثت ألْجمتموها

نسيتم فضل أمتكم عليكم *** ومن إحساسها جرّدتموها
فيا حزني لها صبّحتموها *** على ألمٍ كما مسّيتموها

وأغلقتم نوافذها عليها *** وللمتآمرين فتحتموها
ملأتم كأسها خوفاً وممّا *** يحقّق أمنها أفرغتموها

أيا حكّام أمتنا، لماذا *** -برب العالمين- حكمتموها؟
أليس لمنحها حقاً صريحاً *** فكيفَ من الحقوقِ منعتُموها

وكيف نشرتم الإفسادَ فيها *** ومن أخلاقها جرّدتموها؟
وكيف ركبتم الأهواء فيها *** وفي دربِ الهوى عرّيتموها؟

وكيف بجيشها الحامي حماها *** هدمتم دارها وقتلتموها؟
وكيف ببحرها أغرقتموها *** وكيف بمالها أفقرتموها؟

وكيف برمحها صوّبتموها *** وكيف بسيفها جَنْدَلتموها
مشيتم في جنازة من قتلتم *** من الأولاد ما عزّيتموها

أيا حكّام أمتنا أفيقوا *** فقد جرتم وما أنصفتموها
غضبتُ لأمتي مِنكم لأني *** رأيتُ البيعَ لما بعتموها

غضبت لأمتي منكم لأني *** رأيت الظلم حين ظلمتموها
غنمتم بعض دنياكم ولكن *** هي الخسران حين غنمتموها

 

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 1
  • 0
  • 2,891

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً