كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم (2-2)

منذ 2014-01-19

خالف الأشاعرة أهل السنة في بعض تفاصيل مسائل النبوات والمعجزات والكرامات. ومن ذلك: "قولهم: إن كرامات الأولياء ليست من آيات الأنبياء"، وهذا راجع إلى مذهبهم "في شروط المعجزة؛ حيث جعلوا منها: أن تقارن دعوى النبوة، وهذا مخالف لمذهب الجمهور الذين جعلوها من آيات الأنبياء؛ لأنها مستلزمة لنبوتهم وتصديقهم فيها، ولولا تصديقهم للأنبياء واتباعهم لهم، لم تكن لهم كرامات".

 

في الحلقة الأولى: تَقدَّم الكلام عن مفهوم الولاية والأولياء بين أهل السنة والمتصوفة، ومفهوم الخوارق والكرامات وما تتميز به عن الأحوال الشيطانية، ثم الإلهام والفراسة والرؤى؛ ببعض الأدلة والأمثلة والضوابط والفوائد، وتبِع ذلك ذكر مواقف المخالفين من المنكرين للكرامات، أو المتوسعين فيها المتفلتين من الضوابط الشرعية.


عقيدة أهل السنة في الكرامات:

 

من عادَ إلى كتب أهل السنة وجد موقفهم من الكرامة وسطاً بين إنكار الجافين، وتوسُّع الغالين؛ قال الطحاوي عن الأولياء: "ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" (شرح الطحاوية: [2/745]).

وقال ابن تيمية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء وما يُجرِي الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة" (الفتاوى: [3/156]، وانظر شرح الواسطية لخليل هراس؛ ص: [176]، وانظر الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف للصنعاني؛ ص: [20]).

 

و"لقد تواترت نصوص الكتاب والسنة والوقائع قديماً وحديثاً على وقوع كرامات الله لأوليائه المتبعين لأنبيائه" (التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة للشيخ السعدي؛ ص: [97]، وانظر لوامع الأنوار: [2/294]).

 

والأدلة كثيرة؛ منها:
 

- "ما ذكره الله من مجيء الرزق لمريم؛ لا من بشر، وكذا إنبات الرطب وإجراء النهر لها؛ ولم يكن شيء منها قبل ذلك" (هذه الكرامة تجدها في سورة [آل عمران:37]، [مريم:25]).
 

- ومنها: ازورار الشمس عن أهل الكهف، فلا تصيبهم مع أنهم في مكان منفتح انفتاحاً واسعاً" (هذه الكرامة تجدها في سورة [الكهف:17]).
 

- ومنها: ما وقع لسارة من حملها بإسحاق رضي الله عنهما في سن اليأس" (هذه الكرامة تجدها في سورة [هود:71-72]).

 

- ومنها: إحضار الذي عنده علم من الكتاب عرش بلقيس إلى سليمان عليه السلام" (هذه الكرامة تجدها في سورة [النمل:40]).

 

"وكذا؛ كفّ يد الظالم عن سارة، ومنها: نجاة أصحاب الغار من الصخرة التي انطبقت عليهم، ومنها: تكلُّم الغلام في المهد، ومنها: عجز الملك عن قتل الغلام حتى قال: بسم الله ربّ الغلام" (انظر صحيح البخاري، ح: [2358]، [5084]، [3465]، [3436]، [206]).
 

ومن الكرامات الواقعة للصحابة رضوان الله عليهم: "أن عبد الله بن حرام والد جابر رضي الله عنهما توقّع مقتله في أول من يُقتَل يوم أحد، فحصل ذلك ودُفِن مع عمرو بن الجموح رضي الله عنهما فأخرجه جابر بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم دُفن غير أذنه، ثم دفنه في قبر وحده" (رواه البخاري، ح: [1351]).

 

وعن أنس رضي الله عنه: "أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله" (رواه البخاري، ح: [456]).
 

ضوابط قبول الكرامة:

 

أ- ضابط عام في الكرامات:

ليس من منهج الإسلام التعويل على الكرامات، وجعلها شرطاً للإيمان؛ فقد عاب الله على المشركين لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم آيات خارقة، فقال تعالى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا . قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} [الإسراء:90-93].

 

فقد كانت معجزاته صلى الله عليه وسلم معتمدة على الحجة والبرهان، وأجلُّها القرآن الكريم أعظم معجزة أُعْطِيَت لنبي، وهي أنفع المعجزات.
 

ولذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم تجري موافقة للمألوف جرياً على العادة مع كونه أعظم الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم؛ فكان يأخذ بالأسباب كما فعل يوم الهجرة (مع أنه حصلت له معجزات في هجرته).

 

وهذه خاصية الدين والمنهج الذي يصلح للبقاء، خلافاً لما يظنه كثير من الناس من أن الأولياء يجب أن يتصرفوا في هذا الكون ويُعْطَوا مفاتيحه! (انظر تقديس الأشخاص: [2/ 288-289]).

 

ب- ضوابط من تقع له الكرامات:

أولاً: أن يكون من وقعت له من عباد الله المؤمنين. "فمن لم يكن له مصدقاً فيما أخبر به ملتزماً طاعته فيما أوجب وأمر به في الأمور الباطنة التي في القلوب والأعمال الظاهرة التي على الأبدان لم يكن مؤمناً فضلاً عن أن يكون ولياً لله، ولو حصل له من خوارق العادة ما عسى أن يحصل؛ فإنه لا يكون مع تركه لفعل المأمور وترك المحظور -من أداء الواجبات من الصلاة وغيرها بطهارتها وواجباتها- إلا من أهل الأحوال الشيطانية المبعدة لصاحبها عن الله المقرِّبة إلى سخطه وعذابه" (الفتاوى: [10/431]).

 

ثانياً: "أن لا يجزم في كل خارق يحصل له أنه كرامة؛ بل الواجب عليه أن يعرِض أقواله وأفعاله على الكتاب والسنة، فإن كانت موافقة لها فهي حق وصدق وكرامة من الله سبحانه، وإن كانت مخالفة لشيء من ذلك فليعلم أنه مخدوع ممكور به، قد طمع منه الشيطان فلبَّس عليه" (قطر الولي؛ ص: [272]).


ثالثاً: أن لا يدَّعي صاحبها الولاية؛ لتعذُّر الجزم بقبول العمل، كما وصف الله عز وجل حال أوليائه المؤمنين المتقين، فقال: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:60]. وقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: "أَهُمُ الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألا يُقبَل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات»" (أخرجه الترمذي، ح: [3175]، وصحَّحه الألباني، ح: [2537]).
 

ثم إن في ادِّعاء الولاية تزكية للنفس وذلك منافٍ لحال الولاية.
 

رابعاً: أن لا تكون الكرامة غايته، يطلبها ويسعى في حصولها؛ فهو خلاف حال السلف.

 

ج- ضوابط الكرامة ذاتها:

أولاً: أن لا تشتمل الكرامة على ترك شيء من الواجبات، أو فعل شيء من المحرَّمات، أو التزام شيء من العبادات لم يُرِد فيه نص شرعي؛ وذلك لأن الولي إنما نال الكرامة بطاعته وإيمانه؛ فلا يمكن بحال أن تكون تلك الكرامة سبباً لتركه شيئاً مما نالها به، ثم إن المحرَّم خبيث، والله لا يُكرِم عبده بخبيث؛ كما أن من دلائل الولاية الوقوف عند النصوص الشرعية فلا يكون ولياً لله من أحدث في دين الله تعالى ما ليس منه.

 

قال ابن الجوزي رحمه الله: "قد لبَّس إبليس على قوم من المتأخرين فوضعوا حكايات في كرامات الأولياء ليشيدوا -بزعمهم- أمر القوم؛ والحق لا يحتاج لتشييد بباطل"؛ ثم ساق قصة تُروى عن سهل بن عبد الله فيها أن أحد الأولياء اشترط عليه أن يرمي ما معه من الزاد حتى يعطيه نور الولاية فتكون له خوارق العادات، ففعل، إلى أن قال سهل: فغشيني نور الولاية! ثم علَّق ابن الجوزي بقوله: "ويدل على أنها حكاية موضوعة [قولهم: اطَّرِحْ ما معك]؛ لأن الأولياء لا يخالفون الشرع، والشرع نهى عن إضاعة المال" (تلبيس إبليس؛ ص: [285]) كما أمر بفعل الأسباب.

 

ومثال ذلك أيضاً: من تحمله الجن فيحج مع الناس بلا إحرام ولا مرور بميقات... خِداعاً من الجن له.
 

ثانياً: ألا تشتمل على ما عُلِم في الشريعة عدم وقوعه، كدعوى لقيا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وكأن يرى شخصاً على صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، وأحللت لك الحلال، أو أسقطت عنك التكاليف.

 

قال الشاطبي: "مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها في نفسها، وذلك أنها قد تكون في ظواهرها كالكرامات، وليس كذلك؛ بل من أعمال الشيطان. كما يُحكى عن عبد القادر الجيلاني أنه عطش عطشاً شديداً، فإذا سحابة قد أقبلت وأمطرت عليه شبه الرذاذ حتى شرب، ثم نودي من سحابة: [يا فلان! أنا ربك، وقد أحللت لك المحرَّمات، فقال له: اذهب يا لعين. فاضمحلت السحابة]. وقيل له: بِمَ عرفت أنه إبليس؟ قال: بقوله: قد أحللت لك المحرَّمات. هذا وأشباهه لو لم يكن الشرع حَكَماً فيه لما عرف أنها شيطانية" (الموافقات: [2/ 275-276]).

 

ثالثاً: ألا يستعين بالكرامة على معصية الله عز وجل فإن أكمل الكرامات ما كان معيناً على طاعة الله عز وجل أما الكرامة والكشف والتأثير إن: "لم يكن فيه فائدة كالاطّلاع على سيئات العباد، وركوب السباع لغير حاجة، والاجتماع بالجن لغير فائدة، والمشي على الماء مع إمكان العبور على الجسر فهذا لا منفعة فيه لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهو بمنزلة العبث واللعب" (مجموع الفتاوى: [11/328]).


رابعاً: ثبوتها: قال الطحاوي: "ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم" (شرح الطحاوية: [2/746]). وقد يتعسَّر ذلك كثيراً بعد انقطاع عصر الرواية، ولقلة من يعتمد عليه في نقل الأخبار في الأعصُر المتأخرة.


فوائد الكرامة:
 

الفائدة الأولى: دلالتها على قدرة الله وكمال مشيئته وعلى كمال علمه وكمال غناه.

الثانية: أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء، والمعجزات فيها دعوة للإيمان، والكرامات تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسل (النبوات: [19-20]).

الثالثة: أن الكرامات من البشرى المعجلة في الدنيا المذكورة في آية الأولياء: {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:64]. وهي: كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم، ومن ذلك الكرامات" (انظر التنبيهات اللطيفة، للسعدي: [99-100]).

الرابعة: تقوية إيمان العبد وتثبيته؛ قال الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال:12].
 

ولهذا قلَّت الكرامات في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وكثرت بعدهم؛ وذلك لقوة إيمانهم، وضعف من بعدهم بالنسبة إليهم، وذلك أن الصحابة شاهدوا التنزيل وعايشوا النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم آمن بالغيب فاحتاج إلى شيء يزيد يقينه (طبقات الشافعية: [2/333]، وانظر شرح الطحاوية: [2/ 747-748]، وتعليقات الشيخ ابن باز رحمه الله على التعليقات المنيفة، ص: [98]، والفرقان: [128] [4/534]، والسير: [4/934]).

الخامسة: إقامة الحجة على العدو، كما حصل لخالد رضي الله عنه في شرب السم، وكقصة أبي مسلم الخولاني (انظر تعليقات ابن باز، والرسل والرسالات للأشقر، ص: [155]، وانظر: الفتح: [7/443] فيما نقل عن ابن بطال).
 

وفي هذا نصرة لدين الله ورفعة لكلمته إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل، كما حصل لأصحاب الكهف.

السادسة: إكرام من الله تعالى لعباده لصلاحهم وقوة إيمانهم، كما حصل لمريم من الرزق (الرسل والرسالات، للأشقر: [155]).

السابعة: قضاء حاجة صاحب الكرامة أو حاجة غيره، وإنقاذه أو إنقاذ غيره، كما حصل لسعد رضي الله عنه في قصة مرورهم على الماء، وكما حصل لسارية حيث نُجِّي الجيش عامة، وليس هو وحده.

الثامنة: ابتلاء من وقعت له الكرامة أيَشكُر أم يَكفُر؟ أيتواضع لله أم يغتر بعمله فيهلك؟

التاسعة: في وقوع الكرامة لناس دون آخرين ابتلاء لمن لم تقع لهم: هل الكرامة غايتهم من الاستقامة؟ وهل يثبتون بلا كرامة أم يتزعزع إيمانهم؟

 

العمل بمقتضى الكرامات:

 

من فوائد الكشف والإلهام والفراسة والرؤى -وهي من الكرامات-: تحصيل الخير وتوقي الشر قبل وقوعه.

 

وشرط ذلك: ألا يُعارِض العملُ -بناءً عليها- حكماً شرعياً ولا قاعدة دينية، ومثاله: لو شهد شاهدان عدلان في أمر، فرأى القاضي في منامه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: لا تحكم بهذه الشهادة؛ فإنها باطل، فإنه لا يجوز له العمل بمقتضى هذه الرؤيا؛ لأنها تهدم قواعد الشريعة. وكذا: لو حصلت له مكاشفة بأن الماء الذي يريد الوضوء به مغصوب أو نجس، فإنه لا يتركه ويتيمم؛ لأن فتح هذا الباب يبطل العمل بالظاهر، ويلغي الشريعة.

 

وقد ذكر الشاطبي رحمه الله أوجهاً مما يسوغ العمل بالخوارق على وفقها، منها:
 

1- أن يكون في أمر مباح، كأن يرى رؤيا بأن فلاناً سيأتيه في وقت ما، فيتأهب لاستقباله، لكن لا يعامله إلا بما هو مشروع.

 

2- أن يكون العمل عليها لفائدة يرجو نجاحها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه يراهم من وراء ظهره؛ لفائدة إقامة الصفوف، وأخرى هي تقوية إيمان من سمعه.

 

3- أن يكون فيه تحذير أو تبشير ليستعد ويتأهب.

وقال: "إنما ذكرت هذه الأوجه الثلاثة لتكون مثالاً يحتذى حذوه، وينظر في هذا المجال إلى جهته" (الموافقات: [2/275]، انظر: [2/266]، وما بعدها).
 

أعظم الكرامة لزوم الاستقامة:

 

ليس وقوع الخارق أمراً لازماً للولي، فكم من الأولياء الصادقين -من الصحابة فمن بعدهم- قلم تقع لهم خوارق! وكم من السحرة والمبطلين من وقعت لهم الخوارق!

 

ولا شك أن الخوارق ابتلاء للعبد من جنس النعم، وليس حصولها برهاناً على فضل الرجل عند الله، ولا عدمها دليلاً على هوانه. قال الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ . كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر:15-17].
 

لكن الكرامة الحقة -التي بها نجاة العبد- إنما هي استقامته على أمر الله عز وجل حتى يأتيه اليقين.

 

قيل لأبي محمد المرتعش: "فلان يمشي على الماء! قال: عندي أن من مكّنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم ممن يمشي على الماء!" (سير أعلام النبلاء: [15/231]).
 

للاستقامة لا طالباً للكرامة؛ فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة. قال الشيخ السُهروردي في عوارفه: "وهذا أصل كبير في الباب؛ فإن كثيراً من المجتهدين المتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما مُنحوا به من الكرامات وخوارق العادات؛ فنفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئاً منه، ولعل أحدهم يبقى متهماً لنفسه في صحة عمله؛ حيث لم يحصل له خارق[1]، ولو علموا بسِرِّ ذلك، لهان عليهم الأمر، فيُعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك باباً. والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وأمارة القدرة يقيناً، فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج عن دواعي الهوى، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة؛ فهي كل الكرامة" (شرح الطحاوية: [2/ 747-748]).

 

ولا شك أن من أعظم الكرامات: ما أكرم الله به سلف الأمة وعلماءها والمجددين والمصلحين فيها؛ حيث بارك في أوقاتهم، وأعمارهم، وأعمالهم؛ فكتب بعضهم ما يعجز غيره على نسخه في مدة عمره[2]، وكان لعلومهم من الأثر ما نراه إلى يومنا هذا، وكتب الله لها البقاء والنماء، وكم كان للمصلحين من الأثر، وكم يترتب على مواقفهم الحميدة من آثار تجنيها الأمة طيلة سنين أو قرون! وتأمّل قوله تعالى في فضل من آتاهم العلم: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة:269].
 

فأين هذا ممن تكون كرامته: الإكرام بمال، أو طعام، أو كشف في حادثة، أو قدرة على أمر؟!

ومن أوجه تفضيل الاستقامة على الكرامة:

 

1- أن الدين لا يُنال إلا من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، واختصاصه به يفضله على بقية الخوارق.
 

2- أن الدين لا يعمل به إلا المؤمنون، أما الخوارق فإنها لهم ولغيرهم.
 

3- أن العلم بالدين والعمل به ينفع صاحبه ولا يضره، وقد يقع له من حصول الخارق مضرة من عُجْبٍ ونحوه.
 

4- أنه يدفع مضرة الدنيا والآخرة من غير حاجة إلى كشف.
 

5- أن الكشف والتأثير قد يكون فيه فائدة وقد لا يكون.
 

6- أن الدين إذا صح أوجب خرق العادة إذا احتاج إليه صاحبه؛ لقول الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق من الآية:2-3].
 

7- أن الدين هو إقامة حق العبودية، وهو فعل ما وجب عليك، وأما الخوارق فهي من حق الربوبية؛ إذ لم يؤمر العبد بتحصيلها وفعلها (قاعدة في المعجزات والكرامات: [29-37]).
 

المخالفون لأهل السنة في الكرامات:

 

وهم فئتان: متوسعون في إثبات الكرامة، ومنكرون لوقوع ما سوى المعجزات. فأما المتوسعون فهم: الأشاعرة والماتريدية والصوفية والرافضة.
 

الأشاعرة والماتريدية:
 

خالف الأشاعرة أهل السنة في بعض تفاصيل مسائل النبوات والمعجزات والكرامات. ومن ذلك: "قولهم: إن كرامات الأولياء ليست من آيات الأنبياء"، وهذا راجع إلى مذهبهم "في شروط المعجزة؛ حيث جعلوا منها: أن تقارن دعوى النبوة، وهذا مخالف لمذهب الجمهور الذين جعلوها من آيات الأنبياء؛ لأنها مستلزمة لنبوتهم وتصديقهم فيها، ولولا تصديقهم للأنبياء واتباعهم لهم، لم تكن لهم كرامات" (موقف ابن تيمة من الأشاعرة، د. عبد الرحمن المحمود: [3/ 1378-1782]).
 

وزعم الباقلاني أن: "الخوارق تدل على الولاية بالإجماع، مع تجويزه ظهورها فيه على أيدي الكفرة والسحرة. وهذا تناقض" (موقف ابن تيمة من الأشاعرة؛ د. عبد الرحمن المحمود: [3/1382]).
 

ومما غلط فيه الأشاعرة والماتريدية[3]: زعمهم: أن كل ما وقع معجزة لنبي جاز وقوعه كرامة لولي[4]، وهذا توسع في إثبات الكرامة، وهو مردود بكون: "معجزات الأنبياء التي هي دليل صدقهم لا يجوز أن يأتي بها أحد غيرهم لا من المخالفين، ولا من الموافقين؛ لأن المعنى في إعجازها أنها لا تتكرَّر لغيره ممن ليس في منزلته؛ لأنها إذا أتت على يد غيره لا تصلح أن تكون شاهدة على صدقه هو فقط؛ لأن أساس هذه الشهادة هو عجز غيره عن الإتيان بمثل ما أتى به حتى تبقى حاملة أسرار الإعجاز كلها" (موقف الإمام ابن تيمية من التصوف والصوفية؛ د. أحمد بناني، ص: [231]).

 

الصوفية والكرامات:
 

"غلا الصوفية في أمر الخوارق، فشرَّقوا فيها وغرَّبوا، ولعل أهم ما يُميِّزهم عن أهل السنة -في هذا الباب- أمور أهمها (انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي؛ محمد أحمد لوح: [2/ 293-311]):

 

أولاً: اعتبار الخوارق معياراً للولاية، وأن من لا كرامة له لا ولاية له. قال الشعراني في ترجمة محمد الغمري عن قوله: "وكان سيدي أحمد لا يأذن قط لفقير [لمريد أو صوفي] أن يجلس على سجاده إلا إن ظهرت له كرامة" (الطبقات الكبرى؛ للشعراني: [2/88]).
 

ثانياً: الشغف بالخوارق، وتفسير كل خارق أو أمر غريب بأنه كرامة حتى صارت همهم، قال ابن الجوزي: "عن إبراهيم الخراساني أنه قال: احتجت يوما إلى الوضوء، فإذا أنا بكوز من جوهر، وسواك من فضة رأسه ألين من الخز، فاستكت بالسواك، وتوضأت بالماء، وتركتهما وانصرفت"؛ ثم علَّق عليها ابن الجوزي فقال: "في هذه الحكاية من لا يوثق بروايته، فإن صحت دلَّت على قلة علم هذا الرجل؛ إذ لو كان يفهم الفقه علم أن استعمال السواك الفضة لا يجوز؛ ولكن قلَّ علمه فاستعمله، وإن ظن أنه كرامة، والله تعالى لا يُكرِم بما يمنع من استعماله شرعاً" (تلبيس إبليس؛ ص: [382]).
 

ثالثاً: لما جعل الصوفية الكرامة أساس الولاية حرصوا على جمع الكرامات لمن ادَّعوا لهم الولاية، وتعدَّى الأمر إلى الاختلاق والكذب، ومما نسجوه ما ذكره الشعراني عن أبي بكر البطائحي أنه "أول من ألبسه أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخرقة ثوباً وطاقية في النوم، فاستيقظ فوجدهما عليه، وكان يقول: أخذت من ربي عز وجل عهداً أن لا تحرق النار جسداً دخل تربتي، ويقال: إنها ما دخلها سمك ولا لحم قط فأنضجته النار أبداً" (الطبقات الكبرى؛ للشعراني: [2/132]).
 

وكأن الكذب بدأ فيهم من قديم، فتنبه له بعض كبارهم؛ فقد قيل لرابعة العدوية: "يا عمة! لِمَ لا تأذنين للناس يدخلون عليك؟ قالت: وما أرجو من الناس؟ إن أتوني حكوا عني ما لم أفعل. ثم قالت: يبلغني أنهم يقولون: إني أجد الدراهم تحت مصلاي، ويطبخ لي القدر بغير نار، ولو رأيت مثل هذا فزعت منه، قيل لها: إن الناس يكثرون فيك القول، يقولون: إن رابعة تُصيب في منزلها الطعام والشراب؛ فهل تجدين شيئاً فيه؟ قالت: يا بنت أخي! لو وجدت في منزلي شيئاً ما مسسته، ولا وضعت يدي عليه" (انظر تلبيس إبليس، ص: [383]، وانظر: تقديس الأشخاص: [2/298]، وانظر أمثلة أخرى في الطبقات الكبرى للشعراني: [2/107]، [126]، [136]، [140]).
 

رابعاً: كرامات الصوفية وخوارقهم كما أنها لا مكان لها عند العقلاء، فإنها لا كرامة لها عند العلماء بشريعة الله عز وجل وكم في كراماتهم المحكية من معارضات ومخالفات للشريعة المحمدية! ومن ذلك: أن أحدهم كان يتشوش من قول المؤذن: الله أكبر فيرجمه، ويقول: عليك يا كلب، نحن كفرنا يا مسلمون حتى تكبروا علينا؟! (الطبقات الكبرى: [2/140] وانظر: بدع الاعتقاد، محمد الناصر، ص: [223]).

 

أما ما يذكرونه عن بعض من يذكرون بالخير من الشطحات والأحوال المُنْكَرَةِ، فإن الواجب التثبت منه؛ لعدم الثقة في نقلهم، وما ثبت منه فإن منه ما يكون عوارض تعرض لهم بسبب بعض أعمالهم؛ فإن من خلط في عمله اختلطت خوارقه، ولهذا أمرنا أن نقول كل صلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6] (انظر أولياء الله عقلاء؛ لابن تيمية: [75]).
 

الرافضة والكرامات:

 

يفضل غلاة الرافضة أئمتهم على الأنبياء، ثم صار ذلك من أصول الشيعة الاثني عشرية (انظر أصول مذهب الشيعة؛ د. ناصر بن عبد الله القفاري: [2/614]).
 

ويرى الرافضة أن خوارق الأولياء (معجزات لإثبات الإمامة وإقامة الحجة)، وأنها ليست من قبيل الكرامات بل هي كمعجزات الأنبياء أو أعظم، وقد بوَّب صاحب كتاب بحار الأنوار لهذا المعنى باباً بعنوان: (إنهم يقدرون على إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وجميع معجزات الأنبياء)، وأورد فيه جملة من أحاديثهم (انظر بحار الأنوار؛ للمجلسي: [27/ 29-31]).
 

"وللقوم ولع غريب وتعلق عجيب بسرد الحكايات وغرائب الأساطير التي هي أحياناً أشبه بعمل السحرة والمشعوذين، وحيناً هي من ضروب الخيال، وغرائب الأحلام. وهذه المعجزات لا تزال تتولَّد عند الشيعة وتتجدَّد" (أصول مذهب الشيعة: [2/ 623-262]).
 

المنكرون للكرامات:

 

وهم: الفلاسفة[5]، والمعتزلة[6]، ومن تأثر بهم[7]، وابن حزم[8]، وبعض الأشاعرة كالإسفراييني[9]. وتبعهم معاصرون من مدَّعي العقلانية، ويرون أنه لا يقع من الخوارق غير معجزات الأنبياء. 
 

وهذه بعض شُبَهِ القوم مع مناقشتها:

الشبهة الأولى: قالوا: إن تجويز الكرامات يفضي إلى السفسطة؛ لأنه يقتضي تجويز انقلاب الحجر ذهباً، والبحر دماً عبيطاً. والرد على هذا من ثلاثة أوجه:
 

الأول: أنه لا يُسلَّم ببلوغها هذا المبلغ.

والثاني: أن ذلك يجوز ولا يقتضي سفسطة؛ لأن ما ذكرتم وارد عليكم في زمن النبوة.

والثالث: أن التجويزات العقلية لا تقدح في العلوم المادية؛ وجواز تغير العادة بسبب الكرامة تجويز عقلي فلا يقدح فيها (انظر طبقات الشافعية: [4/260] وما بعدها، وانظر حول الأولياء والكرامات؛ د. الأنور: [35]).

 

الشبهة الثانية: أن الكرامة لو جازت لاشتبهت بالمعجزة، فلا يبقى لها دلالة على النبوة.

 

والرد على هذه الشبهة بمنع الاشتباه -كما تقدَّم التفريق بينهما في مبحث سابق-؛ ثم إن الولي لو ادَّعى النبوة بعد ظهور الكرامة له لكان كاذِباً، ولم يكن ولياً (انظر طبقات الشافعية، شرح الطحاوية: [2/75] ولوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية: [2/394]).



 الشبهة الثالثة: أن الكرامة لو ظهرت لولي لجاز الحكم له بمجرَّد دعواه أنه يملك شيئاً من غير بيِّنة لظهور درجته المانعة من كذبه، وهذا خلاف قاعدة:

 

"البيِّنة على المدَّعي" والرد: أن الكرامة لا توجب عصمته ولا صِدقَهُ في كل الأمور، وهذا يضبطه الشرع ولا يخرج عنه (انظر طبقات الشافعية: [35]).
 

الشبهة الرابعة: أنها لو جازت سراً وهو أولى من العلن، وهذا يفضي إلى أن لا يستدل بها على النبوة، ثم إن تكرارها يفضي إلى التحاق الخوارق بالعادات فلا تصدق معجزات الأنبياء!

 

والرد من وجهين:

 

الأول: أنها تجوز على وجه لا يصير أداة.

 

الثاني: وهو أنها تجوز بحيث لا تظهر ولا تشيع ولا تلتحق بالمعتاد.
 

وتكرُّرِها للولي لا يخرجه عن طريق السداد، وإلا فلا يكون ولياً على التحقيق، ثم إن المعجزة تتميز عن الكرامة كما سبق. وهذه الشبهة لو جاز إيرادها لكان في كرامات الأمم السابقة، دون هذه الأمة.
 

الشبهة الخامسة: أنه لو كان لها أصل لكان أولى الناس بها الصدر الأول، ولم يظهر عنهم شيء منها.
 

قال ابن السبكي: "وهذا قول مرذول، فلو حاول مستقصٍ استقصاء كرامات الصحابة رضي الله عنهم لأجهد نفسه ولم يصل إلى عُشر العشر" (طبقات الشافعية: [4/260]).

 

وموردو هذه الشبهة يراوغون في الكلام، فمثلاً: القاضي عبد الجبار في المغني لم يعرض للأدلة المثبتة للكرامات من القرآن، والزمخشري يقول بخصوصٍ منفي على إبطال العموم، كما استدل بقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن:26]، على إبطال جميع الكرامات. ورد بقول السكندري في الانتصاف (الانتصاف فيما بتضمنه الكشاف من الاعتزال مع الكشاف؛ ص: [172]).
 

الشبهة السادسة: أن مشاركة الأولياء للأنبياء في ظهور الخوارق يخل بعظيم قدر الأنبياء ووقعهم في النفوس (لوامع الأنوار؛ ج2، ص: [394]).

 

وهذا مردود؛ فلا يخفى أن في الكرامة تصديقا للأنبياء، وما حصلت لهم إلا ببركة اتباعهم للرسل (الفرقان: [120])، وقد ناقش شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المنكرين ورد عليهم في النبوات (انظر النبوات؛ ص: [204-206]). كما ناقش المعتزلة في خوارق العادات من أحد عشر (انظر النبوات، ص: [175-191]).
 

وبعد؛ فليس إنكار الكرامات سديداً؛ لمعارضته من قبل الشرع والواقع، ولا التوسُّع فيها جائزاً؛ لمخالفته نهج الصواب.

 

إننا نُثبِت الكرامات لأولياء الله الصالحين، ونقول: ليس كل من أتانا بخارق عددناه ولياً، ما لم يكن ملتزماً بهدى السابقين الأولين رضي الله عنهم.
 

وفي الوقت نفسه؛ لا ننتقص أحداً من الصالحين، لأنه لم تقع له كرامة؛ فكم من ولي لم يحصل له خارق! وإن أعظم كرامة لزوم الاستقامة.
 

نسألك اللهم حسن الختام.

ـــــــــــــــــ

المراجع:
 

[1]- (الواجب أن يبقى الإنسان مُتهِماً لنفسه في صحة عمله، سواء وقعت له الكرامة أم لا؛ لأنه جزم بقبوله شهادة لنفسه بأن من المتقين وأنه من أهل الجنة وقد كان دأب الصالحين وسنتهم البقاء بين الخوف والرجاء بعد أداء الطاعات).
 

[2]- (عدَّ السبكي هذا الأمر من الأدلة على وقوع الكرامات، انظر طبقات الشافعية: [2/ 333-334]).

 

[3]- (انظر الماتريدية دراسةً وتقويماً؛ أحمد بن عوض الله الحربي، ص: [386]).

 

[4]- (انظر أصول الدين؛ للبغدادي: [174-175] والإرشادية للجويني: [267-269]، والمواقف للإيجي: [240]).
 

[5]- (انظر شرح الواسطية؛ لهراس، ص: [178]).

 

[6]- (انظر المغني لعبد الجبار: [15/241]، والكشاف للزمخشري: [4/172]، والنبوات ص: [16]، وشرح الطحاوية، ص: [752]).
 

[7]- (انظر رسالة التوحيد، لمحمد رشيد رضا، ص: [176-177]، وتسفير المنار: [12/293]، [2/74]، 2/316]).
 

[8]- (انظر الدرة فيما يجب اعتقاده، ص: [194-197]).

 

[9]- (انظر طبقات الشافعية: [4/260]).

 

 

عبد اللطيف بن محمد الحسن

 

المصدر: مجلة البيان
  • 1
  • 1
  • 22,642

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً