ماذا يجري في فلسطين اليوم؟

منذ 2007-02-08

شكل الفوز الكبير الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية صدمة قوية لأطراف عدة على الصعيد المحلي والدولي..

 

شكل الفوز الكبير الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية صدمة قوية لأطراف عدة على الصعيد المحلي والدولي، ومما زاد من حدة هذه الصدمة الفترة الزمنية التي تحقق فيها هذا الفوز، فلا يمكن التغاضي عن الأحداث التي تدور في الساحات المجاورة لفلسطين، والتي ترتبط بها ارتباطاً مباشراً.

 الحرب التي تم شنها على الحكومة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني لتأديبه على اختياره (الإرهابي)، لم تكن لها حدود، وكانت هذه الحرب تتخذ صوراً متعددة وبمشاركة أطراف متعددة، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس، ولعل من أوضح صورها الحصار المالي، وكلما بذلت محاولة لإسقاط الحكومة تجاوزتها.

 ولكن في غمرة هذه الأحداث كانت هنالك محاولات سياسية لإسقاط حركة المقاومة الإسلامية في الفخ السياسي، وكان الهدف الحصول على أي تنازل ولو شكلي، ليتم بعد ذلك التحليق به في فضاء الإعلام الصهيوأمريكي ووكلاءه، وذلك لتحقيق عدة أهداف منها:

1- محاولة تقسيم حركة المقاومة الإسلامية فمرة يقال: حمائم وصقور، وتارة: حماس الداخل وحماس دمشق، وهذا ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية رايس السوداء حين قالت: نحن نعول على انقسام داخل حركة حماس.
2- إضعاف حركة حماس جماهيرياً، بعد تزايد مؤيديها في كل أنحاء العالم الإسلامي.
3-  إشغال الحركة عن المقاومة والتي بدأت تؤثر تأثيراً كبيراً على وجود دولة اليهود. وغيرها من الأهداف.

 ومع ذلك استطاعت الحركة تحقيق بعض المكاسب من خلال الحوارات التي قامت بإجرائها عربياً ودولياً لاسيما في أوروبا، ومع كون مبادرتها قديمة إلا أن الإعلام حاول أن يظهرها بمظهر التنازل، فقد أطلق الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - تصريحاً سياسياً بشأن الهدنة مع العدو الإسرائيلي رداً على سؤال أحد الصحافيين من وكالة رويترز البريطانية سنة 1997م، وذلك عندما خرج الشيخ من السجن الإسرائيلي، قال فيه :" إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تقبل بقيام دولة فلسطين على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق حدود عام 1967م - أي حدود ما قبل الخامس من حزيران سنة 1967م - مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مقابل هدنة مع الكيان الصهيوني".

 وحاولت الرئاسة الفلسطينية بتنسيق واضح تشويه صورة حماس أمام الدول والشعوب الإسلامية والعربية ابتداءً من مسرحية أسلحة حماس وخلاياها في الأردن، مروراً بتفجيرات سيناء بمصر، وموقف حماس من مبادرة السلام السعودية، واستطاعت حماس كذلك تجاوز هذه الفخاخ وبيان الحقيقة وتغيير مواقف هذه الأطراف.

 وكما يُقال فإن آخر الداء هو الكي، لذلك لجأت الأطراف اليائسة من تنازلات حماس السياسية إلى الفتنة الداخلية والتي يرونها ناجحة في العراق إلى حد ما، ولكن هذه الأطراف تدرك الضعف العسكري للتيار الانقلابي في فتح والضعف الجماهيري لهم.

أما حماس فإن إعادة الانتخابات في الفترة الحالية تعني بالنسبة لها:
1- تزوير الانتخابات القادمة.
2-  أن الفريق الانقلابي قد أعد الخطة كاملة لتزوير الانتخابات في الضفة الغربية تحديداً بالتنسيق مع الجيش اليهودي الذي سيكون له الدور الأكبر في اعتقال وإضعاف قدرة وتحرك قادة ومؤيدي حماس.
3-  وتعني بقاء من تم اعتقاله من النواب والوزراء في السجون.
4-  وتعني الانحراف بمسيرة منظمة التحرير والقضية الفلسطينية.
5-  وسن سنة سيئة جديدة ليس في فلسطين بل في العالم العربي في كيفية الالتفاف على خيارات الشعوب الإسلامية بلعبة الانتخابات المبكرة.

 وقد يكون من بين الحلول المطروحة إشعال الانتفاضة الثالثة بالتصعيد العسكري ضد اليهود بعمليات نوعية في المدن اليهودية، وذلك سيؤدي لتوحيد الشعب الفلسطيني للتصدي لعمليات الانتقام اليهودية، وقد يكون من الحلول الرد بقوة على كل من يشارك في المؤامرة الداخلية من التيار الانقلابي وأتباعه، ولكل دواء ثمنه.

 مهرجان حركة فتح الأخير في غزة شكل صدمة للكثير من المتابعين والمحبين للحركة الإسلامية في فلسطين، بالرغم من أن موعد المهرجان قد تم تأجيله لجلب طلاب المدارس والجامعات وقد حصل، وبالرغم من التعميم الشفوي على الحضور بلبس الملابس السوداء لتكثير السواد، وبالرغم من محاولة تقليد حماس في الشعارات الإسلامية، فإن المهرجان فضح الفريق الانقلابي وكشف نواياه ومستوى تفكيره، والمهرجان يُعد رسالة للعاملين والمهتمين ببذل المزيد والمزيد من الجهود الدعوية والتثقيفية لتوعية الناس بما يُحاك ضدهم من مؤامرات وكشف الحقائق وفضح المتآمرين.

 ولعل المظاهرات والفعاليات المشتركة التي أقامتها حركة حماس وفتح بعد المهرجان بيومين للرد على ما جاء في مهرجان فتح - والذي مع الأسف تولى تنظيمه الفريق الانقلابي في فتح - تلك الفعاليات المشتركة تُبشر بالخير وبوحدة الشارع الفلسطيني ضد المتآمرين.

 ومع اختلاف وجهات النظر والنصائح من قبل محبي الحركة في الداخل والخارج في كل أنحاء العالم الإسلامي، فيجب أن ندرك أن الحركة ذات نظام إسلامي يستند إلى الشورى في اتخاذ القرارات، وهي غنية - ولله الحمد - بالخبراء في كل المجالات.

 وتبقى الثقة بوعد الله وبنصره القريب، وستبقى الشام محروسة بجند الله الصادقين وملائكته المقربين، أخرج الترمذي وأحمد وصححه الطبراني والحاكم ووافقه الذهبي من حديث زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يا طوبى للشام! ياطوبى للشام! يا طوبي للشام!، قالوا: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام ».

 قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: [أشار رسول الله إلى أن الله سبحانه وتعالى وكل بها الملائكة، يحرسونها، ويحفظونها].

 وسيبقى الثبات على الحق صفة بارزة للمجاهدين وأهل الإيمان في الشام عند حلول الفتن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ » أخرجه أحمد.

 وأما المنافقين والمتآمرين فسيموتون هماً أو غيظاً أو حُزناًً: فعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال: «أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا» انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف
   .

وسيكون مصير كل متآمر الذل والعار في الدنيا قبل الآخرة.

وعلى الشعوب المسلمة أن تقدم ما تستطيع من جهود لإسقاط المتآمرين وتقوية الصادقين داخل فتح، ودعم ونصرة المستضعفين، وتعزيز قوة الحركة الإسلامية في شتى المجالات، والتأثير على الإعلام المحلي لئلا يتطاول على المجاهدين ويزج بهم في خانة وسلة واحدة مع التيار الانقلابي.

اللهم انصر إخواننا الصادقين والمجاهدين، اللهم عليك بالمتآمرين والخونة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

المصدر: زياد آل سليمان
  • 6
  • 2
  • 16,134
  • amr elsharoud

      منذ
    [[أعجبني:]] الحديث عن الجهاد و وجوب النصره لكل ضعيف [[لم يعجبني:]] ان حركه حماس تماثل حركه الأخوان المسلمين فى مصر و هى حسب ما تتعى الحركه الأسلاميه الوحيده ولكن النصر لن يكون أبدا بدون سياسه التخطيط اللأسلامى و ليس أتباع الشورى على النطاق الطيق لهم هو هداه ألى أرشد أمرهم فكلهم فكر واحدو الأصل هو تعدد الأراء ثم التوافق بينها لكى تخرج باللأنفع و الله أعلم منى
  • ابو حمزة

      منذ
    [[أعجبني:]] لثقة بوعد الله جاء الإسلام بأفكاره ليكوِّنَ لدى المسلمين مفاهيم تضبط سلوكهم في هذه الحياة الدنيا، ليأخذوا كل فكر قانوناً يضبطوا به سلوكهم وتصرفاتهم فتظهر فيه الناحية العملية، ولم يجئ ليكون معلومات فقط؛ لأنه بهذا الشكل يفقد الناحية العملية ويصير معارف كمعارف التاريخ والجغرافيا؛ فيفقد بذلك حرارة الحياة الموجودة فيه، ولا يُصبح إسلاماً بحتاً وإنما معارف يندفع للإحاطة بها، وينقب عنها المسلم ويهتم بها كمعلومات وكلذة علمية دون أن يخطر بباله أن يتخذها ضوابط لسلوكه في الحياة، يقول أبو الدرداء (رضي الله عنه): «أخوف ما أخاف إذا وقفت بين يدي الله أن يقول قد علمت فماذا عملت؟ »، ويقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): «لا يغررك قارئ القرآن، ولكن انظر هل يعمل به». لقد حرص الإسلام على تكوين الشخصية الإسلامية بالعقيدة الإسلامية، فبها تتكون عقليته التي تفكر على أساس الإسلام، أي تجعل الإسلام وحده المقياس العام للأفكار عن الحياة. وبها تتكون نفسيته التي تجعل ميولها كلها على أساس الإسلام، أي تجعل الإسلام وحده المقياس العام للإشباعات جميعها. إن الكفر وأعوانه في مشارق الأرض ومغاربها بجميع مذاهبهم ونحلهم يمكرون بالإسلام وأهله ليل نهار، سراً وعلانية، وهم لا يهدأ لهم بال ولا تنام لهم عين، حتى يطفئوا نور الله سبحانه وتعالى، وهم يعملون جاهدين للحيلولة دون إقامة دولة الخلافة؛ لأن بها سيكون زوال ملكهم وسلطانهم، وهدم عروشهم وممالكهم، وزوال أفكارهم البالية ومعتقداتهم الفاسدة الباطلة. هذه حال الكفر وأهله، فكيف يمكن مواجهة هذا الكيد العظيم والبلاء المبين؟ إن النهضة التي نريدها ونبتغيها، واستئناف الحياة الإسلامية التي نرجوها ونسعى لها، تلزم منا كفاحاً مريراً بسلاح العقيدة، وتلزم منا التصدي للكفر وأعوانه من الحكام الرويبضات، والمضبوعين بثقافته وحضارته، ولا بد لها أيضاً من نفسيات فذة راقية ونفوس عزيزة زاكية، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتقوية الصلة بالله، واستمداد العون منه، والتوكل عليه حق توكله، وجعل نوال رضوان الله المثل الأعلى في هذه الحياة، وكان لا بد من إحياء النفوس بتقوى الله وطاعته، وبالخوف من عذابه والطمع في جنته، وما أحوج المسلمين اليوم إلى طاعة الله والاستقامة على دينه، فإنهم إن فعلوا ذلك هانت الدنيا في أعينهم، وصغر شأن الكفار من أمامهم، واستسهلوا الصعب، واحتملوا العذاب والصد عن سبيل الله، واستهانوا بوعيد الكفار لوعد الله، ورأوا النصر آتياً لا ريب فيه، وتمثل أمام أعينهم، وملأ عليهم نفوسهم وعقولهم قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد 7] وقوله: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾[آل عمران 160] ولا سبيل لذلك إلا بالثقة بوعد الله عز وجل. إن الثقة بوعد الله سبحانه وتعالى من الأسس التي يجب على المسلمين أن يؤمنوا بها إيماناً راسخاً لا يشوبه ريب، ولا يخالطه شك. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾[البقرة 26] أما عدم الثقة بوعد الله عزل وجل، أو مجرد الشك في ذلك، إنما هو من صفات الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾[البقرة 26]. وهنا يأتي دور حامل الدعوة المدرك لحقيقة الإسلام، الواعي على أفكاره ومفاهيمه، الواثق بوعد الله سبحانه وتعالى، وبحتمية نصر الله للإسلام ولحملة دعوة الإسلام. يأتي دورهم بإحياء العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، وإزالة الأتربة عنها، وإعادة ثقتهم بالله وبوعد الله سبحانه وتعالى... والآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة التي تعالج هذه الناحية كثيرة جداً، والذي يتابع آيات القرءان الكريم يجدها قد أكدت على أنَّ وعد الله آتٍ لا ريب فيه، وأن النصر حليف المؤمنين إن هم استمسكوا بالعروة الوثقى، ونصروا الله، وقاموا على حدوده. قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الروم 47] وأكدت كذلك على أن مع العسر يسراً، وأن الله غالب على أمره، وأن الله مظهر الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون. يقول سبحانه وتعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾[الروم 60] ويقول: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾[البقرة 214] والمؤمنون واثقون بوعد الله سبحانه وتعالى، وهذه الثقة تملأ عليهم نفوسهم وقلوبهم وعقولهم. فمهما ابتلوا، ومهما اختبروا، ومهما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فهم واثقون مطمئنون لوعد الله... أما الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وضعيفو الإيمان فإن حقيقتهم تتجلى عند أول عثرة، ولعل أبرز ما يوضّح ذلك ما بيّنه القرآن في سورة الأحزاب لذلك الموقفين المختلفين المتباينين. الموقف الأول أظهرته هذه الآية الكريمة: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب 22]. وموقف المنافقين الذي أظهرته وفضحته هذه الآية الكريمة ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾[الأحزاب 12] المؤمنون يصدقون الله ورسوله، ويزيدهم ذلك الموقف إيماناً على إيمانهم، والمنافقون يكذبون الله ورسوله، لذا فقد تحدد موقف المؤمنين وهو موقف متميز بالثقة المطلقة بوعد الله، وهو موقف لا يتزعزع ولا يضطرب وإلا كان هناك شك في الإيمان... ويؤكد الله سبحانه وتعالى نصره لدينه ولعباده المؤمنين رغم كل محاولات الكفار وأعوانهم للنيل من المسلمين وإطفاء نور الإسلام فيقول: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[التوبة 32-33] ويقول جل من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[النور 55]. وقد وعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصر والفرج مرات كثيرة، وفي مناسبات عديدة، فهذا بلال يُسحب على رمضاء مكة الملتهبة، وتوضع على صدره الصخرة الكبيرة، وهذا ياسر وزوجته سمية وابنهما عمار تُشوى جلودهم بالسياط وبشتى أنواع العذاب، وهذا عثمان بن عفان يلفه عمه في حصير ويدخن عليه، ومصعب تحبسه أمه مقيَّداً في بيتهما، والمسلمون يفتنون في دينهم، ويُضيَّق عليهم في حياتهم وأرزاقهم، وخباب كانت أم أنمار مولاته تسخن الحديد وتضعه على رأسه فيغلي منه يافوخه، فيأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاكياً: يا رسول الله ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا. فيغضب رسول الله عليه الصلاة والسلام ويجيبه إجابة الواثق بوعد ربه: «والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون». وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أم رومية؟ فقال: مدينة هرقل تفتح أولاً» يعني القسطنطينية (مسند الإمام أحمد وسنن الدارمي). وقد فتحت بعد حوالى ثمانية قرون ونصف، وكان نعم الأمير أميرها، ونعم الجيش جيشها، كما أخبر عليه الصلاة والسلام. وسوف تفتح روما بإذن الله مصداقاً لوعده عليه الصلاة والسلام وهي معقل الصليبية في العالم ليظهر الإسلام على جميع الأديان، وليبلغ ملك الإسلام كل مكان في الدنيا، وهذا وعد آخر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» (صحيح مسلم)، وقال عليه الصلاة والسلام: «بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عَمِلَ منهم عَمَلَ الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب» (مسند أحمد) وقال: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله» (صحيح مسلم)... هذه وعود من الله سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فماذا كان مصيرها؟ لقد تحقق وعد الله ووعد رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقامت دولة الإسلام، وهزمت قريش، وظهر الإسلام، وأمحى الشرك من أرض الجزيرة العربية، وتقوض بنيان يهود، وغاب ملك فارس والروم عن الوجود، وفتحت القسطنطينية، وخفقت راية العقاب فوق أكثر بقاع الأرض، وكانت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم مدة ثلاثة عشر قرناً، وظلت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
  • محمود حافظ

      منذ
    [[أعجبني:]] والله ليخرجن منها أذلة وهم صاغرون
  • ابن الاسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] الدليل الشرعي من السنه
  • أبو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال يعبر عن الحقيقه
  • اسامة

      منذ
    [[أعجبني:]] الجهاد المتواصل في الفدس رغم الفتن بين فتح وحماس والله ينصرهم والله على نصرهم لقدير [[لم يعجبني:]] القتال بين حماس وفتح ارجو ان يوجهو كل قواهم الى العدو الوحيد الظاهر والسلام عليكم ورحمة الله ...
  • عامر

      منذ
    [[أعجبني:]] ان ما جاء في المقال صحيح ولن تكسر شوكة هذه الحركةمادامت ملزمة بمادئهاوالتمسك بفعل شعاراتهاوالدليل علي ذلك ها هي فتح التي رفضضت نتائج الانتخابات ستكون تحت حكومة يرأسهاابا العبد
  • د/عبدالرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أود تهنئة الكاتب بما يمتاز بة من فهم وتحليل موضعي للقضية وفهمه للواقع .وأشكرة علي كتابتة لنا.وجزاكم الله خيرا.د/عبدة
  • قاسم

      منذ
    [[أعجبني:]] قلوبن معكم يامج هدين
  • أبو زياد

      منذ
    [[أعجبني:]] نشكركم علي هذا المقال الجيد لأنه أفادني ونرجو منكم المزيد.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً