ابن هيكل محجوب إعلامياً!!

منذ 2014-01-21

أليست مفارقة تستحق التأمل، أن هؤلاء السفاحين المدججين بالسلاح والذين يفرضون طغيانهم بالقوة وحدها، ترتعد فرائصهم من كلمة الحق ومن المنافحين عنها وهم عزل من كل قوة مادية.

 
 
 
الكلمة الحرة هي العدو الأول للطغاة، أليست مفارقة تستحق التأمل، أن هؤلاء السفاحين المدججين بالسلاح والذين يفرضون طغيانهم بالقوة وحدها، ترتعد فرائصهم من كلمة الحق ومن المنافحين عنها وهم عزل من كل قوة مادية.

 
كان ذلكم هو الوضع السائد في العصور السحيقة، عندما كان التواصل الشخصي المباشر هو الوسيلة اليتيمة لإبلاغ الرأي السديد وبيان الفكرة النظيفة، وازداد الصراع شراسة مع التقدم الهائل في وسائل الاتصال وتدفق المعلومات.

 
أصبح الإعلامي غير المستكين لآليات الطاغية بترهيبها الوحشي وترغيبها الخلاب، أصبح عدوّاً رئيسياً للمستبد وعصاباته، وأضحى المصور هدفاً مباشراً للتصفية الجسدية في الميدان. 

 
قبل ستين سنة أو سبعين، كان الانقلاب العسكري يبدأ بخطوتين متلازمتين: احتلال رئاسة أركان الجيش ومبنى الإذاعة (أُضيف التلفزيون بعد ذلك). 

 
أحدث انقلابات العرب بعد انقطاع طويل هو الانقلاب في مصر.
كان إقفال القنوات الفضائية المشكوك في ولائها مسبقاً، هو الخطوة الأولى في التنفيذ، وبقيت قنوات التطبيل الرسمية والأهلية.

 
كل صوت حر أو مستقل، بل كل صوت غير مصفق لما وقع، تم منعه من الظهور إعلامياً، فلم يبقَ أمام سوى مجازفة الظهور بقناة الجزيرة المغضوب عليها منذ اللحظة الاستهلالية للانقلاب، أو مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ويوتيوب).

 
لكن ما تجاوز حدود الخيال، أن تصل سكين القمع الإعلامي إلى عنق حسن محمد حسنين هيكل، أي: نجل أكبر صحفي في مصر وأشهر إعلامي عربي؟! هيكل الابن خبير اقتصادي معروف وقد أطلق مؤخراً "قنبلة" من العيار الثقيل، عندما أعلن أن حجم الديون على مصر تجاوز تريليوني جنيه مصري!! وأن حجم الربا الذي يسمونه فوائد على تلك الديون يبلغ 600 مليار، لكن المتلقين توقفوا عند الأرقام المفزعة التي قدمها حسن هيكل لأنه تهدم أكاذيب حكومة الببلاوي وأبواق الحكم الرسمية والخاصة، بينما تجاهلوا نقطة إضافية لا تقل عن الأرقام المخيفة أهميةً، وهي أن حسن هيكل نشر قنبلته على حسابه بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي، الأمر الذي يعني عجزه عن بثه عبر وسائل الإعلام التقليدية من فضائيات وإذاعات وصحف!! فإذا كان هذا القمع من نصيب ابن أكبر إعلامي في مصر، وهو مهندس انقلاب السيسي، فما هي حال عامة المصريين الساخطين أو المعارضين لـ"خريطة الطريق"؟

 
وفي مناسبة الحديث عن ولد هيكل، يبدو أن هذا الرجل ليس امتداداً لأبيه بأي معنى من المعاني، وعلى الأقل يتبين أنه في مواقفه السياسية من مجريات الأحداث الساخنة يقف على الطرف النقيض لتخريفات والده المهترئة، من ذلك، شهادته بنجاح رجب طيب أردوجان كرجل دولة وبخاصة في ميدان الاقتصاد الذي يُعَدُّ حسن هيكل من أهله، فقد صرح الخبير الشاب قبل بضعة أيام أن أردوغان حوَّل تركيا من الإفلاس إلى دولة متقدمة وافقنا أو رفضنا.

 
وقال هيكل على حسابه الرسمي على تويتر: "شئنا أم أبينا، أردوغان نقل تركيا من العالم الثالث إلى قرب الأول، التجربة رائعة حتى لو مش عاجبانا، وعلى فكره ليس لها علاقه بتجربة الإخوان، الإيحاء بالانضمام للاتحاد الأوربي ساعدت تركيا، ولكن يبقى أنه نقل البلد من الإفلاس إلى القوة الـ١٥ اقتصادياً".  

 
يشار إلى أن حسن هيكل هو نجل الكاتب الصحفي "محمد حسنين هيكل" المقرب بشدة من المؤسسة العسكرية في مصر، والذي يتهمه الكثير من المراقبين بتقديم المشورات والنصائح للانقلابيين، بناءا على خبرته السابقة في قمع الإخوان المسلمين إبان عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.
 
  • 0
  • 0
  • 4,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً