حوار مع نيل مصر
يا نيلَ مصرَ سلامي إليك قبل كلامي *** إني أراك كريماً تُصغي لقول الكرامِ
وما تزال وفيّاً لشعب مصرَ العصامي *** يا نيلُ ما أنت إلا شهمٌ رفيعُ المقامِ
فكم حملت طريداً أتاك والخَطْبُ حامي *** وكم سقيت حزيناً أتاك والقلبُ ظامي
يا نيلُ هذا سؤالي مطرّزاً باهتمامِ *** يا نيلُ هذا سؤالي مطرّزاً باهتمامِ
قل لي بربك قولاً يُزيح ثِقْلَ الظلام *** ماذا جرى يا صديقي في مصرنا من خصامِ؟
يا نيلُ: قال: تمهّلْ فإن جرحيَ دامي *** رافقتُ مصرَ قروناً أخيطُ ثوبَ الغمامِ
رأيت فيها كراماً من كل شهْمٍ هُمامِ *** وكم شقِيتُ زماناً بسوء بعض اللئامِ
رأيت منهم فجوراً وقسوةً في الخصامِ *** وكم رأيتُ طغاةً تمرّسوا في الصِّدامِ
وكم رأيتُ غُواةً تلبّسوا بالحرامِ *** وكم رأيت خطوباً تُشيبُ رأسَ الغلامِ
وكم وكم يا صديقي رأيتُ في كل عامِ *** يا نيلُ: قال: تمهّل حتى أُتمّ كلامي
فقد رأيت بُغاةً يُبدون طبع اللئامِ *** صدورهم ليس فيها إلا قلوبُ الطَّغامِ
تمرّسوا في التَّجنّي وهَتْكِ ستر الأنامِ *** رأيتهم يا صديقي في مصرنا مُنْذُ عامِ
لهم قلوبٌ غِلاظٌ مليئةٌ بالسَّقامِ *** يرون قتلَ بريءٍ كرَشْفةٍ من مُدامِ
هم كُتْلةٌ من ضلالٍ وقَسْوَةٍ وانتقامِ *** هم جَوْقةٌ تتسلّى بقتْلِ كلِّ هُمامِ
يا نيلَ مصرَ توقّفْ عن رَمْيِ هذي السّهامِ *** أضْرَمْتَ يا نيلُ حزناً في القلب أقسى ضِرامِ
فارحمْ فؤادَ مُحبٍّ يهفو لنشر الوئامِ *** يا نيلُ: قال: ترفّقْ بقلبك المُسْتهامِ
فمصرُ أرضُ شموخٍ وحكمةٍ وسلامِ *** أبشرْ بنصرٍ عظيمٍ لأمّةِ الإسلامِ
- التصنيف: