كوريا وتجديد شباب النصرانية
ومن جملة التأثير الأمريكي على الكوريين انتشار النصرانية بين الكوريين بحيث أصبح الكوريون من أكثر الناس إخلاصًا ونشاطًا في خدمة النصرانية ونشرها، ونشأت في أواسط السبعينيات حركة نشاط تنصيري واسع المجال في القارة الأسيوية استهدف تحويل بلاد بأكملها إلى النصرانية، مثل إندونيسيا وماليزيا والمالديف وجنوب تايلاند.
كوريا وتجديد شباب النصرانية
ـ ظلت منطقة شرق أسيا من مناطق العالم المغلقة لفترة طويلة بسبب سيطرة إمبراطورية الصين على هذا الجزء من العالم، واتباع سياسة الستار الحديدي مع هذه المناطق، حتى الحرب العالمية الثانية ودخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المنافسة الاستعمارية بعد أفول نجم القوى القديمة مثل انجلترا وفرنسا، ووقوع الصين تحت الاحتلال الياباني.
ـ وتعتبر كوريا الجنوبية واحدة من أكثر البلاد تأثرًا بالنموذج الأمريكي في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فالكوريون مهووسين بنمط الحياة الأمريكية، وبكل ما هو أمريكي، الكوريون هم الطبعة الأسيوية من الأمريكان، يقلدونهم في كل شيء وأي شيء، وأقصى آمال الكوري أن يقال عنه أنه أمريكي، وهكذا حال من سقط فريسة للغزو الثقافي والهزيمة النفسية.
ـ ومن جملة التأثير الأمريكي على الكوريين انتشار النصرانية بين الكوريين بحيث أصبح الكوريون من أكثر الناس إخلاصًا ونشاطًا في خدمة النصرانية ونشرها، ونشأت في أواسط السبعينيات حركة نشاط تنصيري واسع المجال في القارة الأسيوية استهدف تحويل بلاد بأكملها إلى النصرانية، مثل إندونيسيا وماليزيا والمالديف وجنوب تايلاند.
وكان عماد هذه الحركة التنصيرية الشباب الكوري المتحمس لنشر النصرانية، وكان صغر سن المنصرين وإخلاصهم من أهم مقومات نجاح الكوريين في مهمة التنصير،وكان للنجاح الكبير الذي حققه الكوريون في أسيا دافع للمجلس العالمي للكنائس لتكليفهم بالعمل في أخطر مناطق العالم مثل أفغانستان وباكستان والشيشان، فمضى المنصرون الكوريون بكل همة ونشاط وحققوا نجاحات ظاهرة في تلك البقاع الخطرة.
- وبداية من الألفية الجديدة بدأ المنصرون الكوريون عهدًا جديدًا في التنصير، وذلك بالتوجه لأصعب وأشق المهام؛ وهي تنصير العالم العربي، والمتابع لحركة الطلاب الكوريين الذين تم ترحيلهم من مصر يكتشف عدة أمور غاية في الخطورة.
فقد أظهرت جوازات السفر أن الكوريين الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، كانوا يتحركون في أكثر من دولة عربية، وأنهم ترددوا على سوريا أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، في أبريل ويوليو، وخرجوا منها بتاريخ 17 يوليو الماضي، وتوجهوا منها للجزائر، ثم وصلوا للقاهرة بتاريخ 27 أغسطس الماضي، قبل أن يترددوا عليها أكثر من مرة، بحسب مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية أن الطلاب دخلوا مصر بغرض السياحة، وليس بغرض الدراسة، وأنهم تحركوا داخل جامعتي عين شمس والقاهرة، وكانت هناك متابعات لتحركاتهم أثناء تواجدهم بجامعة عين شمس.
لماذا مصر في مرمي التنصير؟
ـ توقيت القبض على هؤلاء المنصرين ليس من قبيل الصدفة البحتة، فهؤلاء المنصرين جزء من شبكة كبرى، وقد تحركوا في دول عربية بعينها، تشهد اضطرابات داخلية وتعاني من أزمات طائفية وقبلية، فسوريا تشهد ثورة شعبية متصاعدة منذ عدة شهور ضد النظام البعثي النصيري الاستبدادي الذي يلعب على وتيرة الطائفية ونائرة التعصب بدرجة مذهلة، أما الوضع في الجزائر فهو أشد خطورة، فالجزائر أكثر بلد عربي يشهد حركة تنصير، خاصة في منطقة القبائل، والمنصرون قد حققوا نجاحًا لافتًا بالجزائر دفعهم لوضع خطة المليون متنصر في الجزائر في 2020 القادم.
- أما الوضع في مصر فهو مختلف عن غيرها من دول المنطقة، فمصر لها خصوصية دون غيرها، فهي أكبر دولة عربية وإسلامية في المنطقة، وهي بلد الأزهر الذي ينظر إليه غالبية مسلمي العالم على أنه رأس العالم الإسلامي السني، وموقعها الجغرافي هو الأهم والأبرز، والبلد خارجة لتوها من ثورة أبهرت العالم أطاحت بعميد طغاة العالم العربي، ولكنها أيضا خرجت من سنوات حكم عجاف استمرت لثلاثين سنة، عانت خلالها البلاد من حكم شمولي استبدادي، قمع الحريات وصادر الحقوق وحارب واعتقل وطارد الدعاة المخلصين والعلماء الربانيين، ونهب خيرات البلاد، فانتشر الجهل وعمت الفتن وزاد الفقر، وزادت الانحرافات الأخلاقية والدينية، وصارت البيئة المصرية بآفاتها الثلاثة (جهل ـ فقر ـ انحراف) مرتعًا خصبًا لكل عابث وضال ومبتدع، ولولا فضل الله عز وجل على المصريين لاستئصل الإسلام الصحيح استئصالًا من البلاد،وما بقى منه إلا رسومًا وعلامات، ولاشك أن التخلص من آثار هذا الحكم الفرعوني يحتاج لعدة سنوات من العمل الجاد الدؤوب.
ـ مصر اليوم تشهد الخليط الأمثل لنشر الأفكار الهدامة والأنشطة التخريبية للمجتمعات مثل التنصير والتشيع، فالحالة المصرية اليوم خليط من فراغ سياسي وانفلات أمني وانهيار اقتصادي وضعف اجتماعي، أضف على هذا الخليط البهارات والمقبلات الحامية التي تزيد الأوضاع اشتعالًا، بفتنة طائفية وتوترات دينية وصلت لدرجة غير مسبوقة، تجاوز فيها الأقباط كل الخطوط الحمراء فحملوا السلاح واعتدوا على الجيش المصري وأوقعوا به عددًا كبيرًا من القتلى، ورغم تكتم الجيش على عدد ضحاياه إلا أن الشواهد تدل على فداحة الخسائر البشرية.
ومن ثم قفزت مصر مباشرة في أعقاب الثورة المجيدة في بؤرة الاهتمام التنصيري العالمي، بعدما كانت الجزائر في الواجهة لفترة طويلة.
- لذلك فقد توجب على المصريين جميعًا وليس المجلس العسكري أو المخابرات أو جهاز الأمن الوطني، بل الجميع وجب عليهم الانتباه لهذه الموجة الشرسة من المنصرين والتي لن تترك مجالًا إلا وتسربت إليه، مدارس- جامعات- عشوائيات، مدن- قرى- تجمعات سكنية، حتى الصحاري والبوادي، فالفراغ السياسي يخلق مناخًا رائعًا للحركة والانتقال بيسر، وفئات كثيرة من الشعب المصري لا تعي خطورة الأنشطة التنصيرية ومكائدها ودسائسها وأساليبها، وآخر الإحصائيات الموثقة رفعت عدد المتنصرين في مصر لعشرة ألاف متنصر، وهو رقم مرعب جدًا،وخطورة الأمر أنه هؤلاء المتنصرين مازالوا يحملون أسماء إسلامية ويخالطون سائر المسلمين ويدسون لهم السم في العسل، ويلقون الشبهات والأكاذيب على العامة والدهماء والجهال، ويفيضون عليهم بالأموال والمنح والعطايا، لحرفهم عن دينهم.
فيا أهلنا في مصر انتبهوا فالخطب كبير ومنصرو العالم تكالبوا عليكم وأجلبوا عليكم بخيلهم ورجلهم وجاؤوا من كل حدب وصوب حتى من كوريا!
مفكرة الإسلام
- التصنيف: