شهادات للبيع

منذ 2014-01-25

إن سنّ الشباب هي سن انطلاق الحياة في سبيل الاكتمال بلا وقوف ولا ركود؛ إنها سن الاقتحام دون جفول ولا تهيّب. الشباب في كل أمة، وفي جميع العصور، هم الدم المجدّد لحياتها، الناقل لخصائصها، وهم الامتداد الصحيح لتاريخها، وإذا لم يقوموا بهذه المهمة فإنهم سيتركون أمتهم وراء الأمم.


إن سنّ الشباب هي سن انطلاق الحياة في سبيل الاكتمال بلا وقوف ولا ركود؛ إنها سن الاقتحام دون جفول ولا تهيّب. الشباب في كل أمة، وفي جميع العصور، هم الدم المجدّد لحياتها، الناقل لخصائصها، وهم الامتداد الصحيح لتاريخها، وإذا لم يقوموا بهذه المهمة فإنهم سيتركون أمتهم وراء الأمم.

لماذا يسعى الشباب إلى إحراز الشهادات ولو عن طريق الغش والخداع وهو سعي جاهل؛ لأن هذه الشهادة ليست إلاّ ورقة، وإذا لم يكن في صدرك أيها الشابّ علم فإنها ستظل حبراً على ورق لا تدبّ الحياة فيها إلاّ بك وبعلمك! لا تخدعْ نفسك؛ فإذا لم تكن راغباً في هذه الدراسات الطويلة في المعاهد والجامعات، فيمكنك أن تخدم أمتك في أشياء كثيرة؛ فرُبّ صاحب مهنة حاذق فيها خير من متعلم جاهل.

أسلوب الشهادات أن يحفظ الطلاب ما في الكتب ثم يجتازون الامتحان بنجاح، ولكن المحتوى لا يصبح جزءاً من نظامهم الفكري، وفي هذه الحالة فإن الطالب لا يفكر في أن يبتكر أو ينتج شيئاً جديداً، وهذا يؤدي مع الزمن إلى السقوط في الخمول والبلادة، ولا يرفع الإنسان من هذا التردي إلاّ الهمة العالية التي تنهض بالضعيف فيكون قوياً بإذن الله.

وإذا كانت الحياة صعبة فإننا من خلال التحدّيات نتغلّب على الصعاب، وإن التعب في سبيل الوصول إلى معالي الأمور هو كالدواء الذي يتجرّعه المريض ليتخلّص من ألم لا يُطاق.

أيها الشاب، احرصْ على العلم لوجه الله، ثم لخدمة أمتك ووطنك، ولا تحملْ (شهادة زور).

 

محمد العبدة

رئيس تحرير مجلة البيان الإسلامية سابقًا وله العديد من الدراسات الشرعية والتاريخية.

  • 1
  • 0
  • 1,548

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً