في غمرة الأحداث
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
لا تنظرن إلى الحياة وإن قست *** نظر اليئوس ولو شكوت بنيها!
فالمسلم المغوار لا يرنو إلى *** سقط الحياة وتُرّهات ذويها!
- التصنيفات: الشعر والأدب -
هتفت بك الأشواق يا باغيها *** أخفيتها دهراً فهل تبديها؟
في كل حرف من نشيدك آهة *** يدعوك في ليل الأسى داعيها!
هتفت بك الأشواق إن نشيدها *** عذب فغرد واحذر التمويها
تفنى النفوس، وذاك أمر واقع *** فالنفس راجعة إلى باريها
ما الخوف أن تفنى النفوس وكل ما *** نخشاه أن تفنى الكرامة فيها!
نخشى على الإسلام من يأتي الهدى *** كذباً، ويقصد للهدى تشويها!
غبن القرون يبث في أعماقه *** أحقاده فيظل يستجديها!
يا غارقاً في حقده، ويريد أن *** يبني الفضائل، جل من يبنيها!
إن كنت تبغي أن تصيب رمية *** فاعرف سهامك قبل أن ترميها!
إن كنت بالتدجيل صرت مكرماً *** فأنا أسمي المستغل سفيها!
يا غارقاً في حقده، وبقلبه *** أوهام بغيٍ، لم يزل يخفيها!
ماذا دهاك؟ حملت رمز عدالة *** وأراك أول ظالم يفنيها!
لا تنظرن إلى الحياة وإن قست *** نظر اليئوس ولو شكوت بنيها!
فالمسلم المغوار لا يرنو إلى *** سقط الحياة وتُرّهات ذويها!
عِشنا، وفي الأيامِ أحداثٌ وكم *** يرجو لسان الدهر أن يرويها!
وعلى شفاه النازحين حكاية *** وُئِدت، ولم تلقَ الذي يحكيها!
وبأعينِ الأيتام قصة حسرةٍ *** ذابت، وإعلام العدا يمحوها!
يا أمة الإسلام لا تتنكري *** فأساس كل حضارةٍ ماضيها
لا تتركي الإسلام فهو شريعةٌ *** ما خاب طول زمانه حاميها!
إن ترم إسرائيل عفة أرضنا *** فلأن أمريكا التي تعطيها!
ودم اليتامى كالمدامة بينهم *** يشتاق شاربها إلى ساقيها
نسعى إلى ذل السلام وربما *** تجري القوافل لو أبى حاديها
أنّى تنال العز أمتنا إذا *** أعطت زمام أمورها غاويها؟!
قف أيها القلم الجريح فإنني *** أخشى على الأسرار أن تفشيها!
أخلص لخالقك الضمير ولا تخف *** فثمار غرسك في غدٍ تجنيها
من يجعل الرحمن مقصد قلبه *** يبقى شريفاً في الحياة نزيها!