أقوال السَّلف والعلماء في الحَيَاء
مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
- قال عمر رضي الله عنه: "مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه" [1331] (رواه الطَّبراني في (المعجم الأوسط)[2/370]، والبيهقي في (الشُّعب) [7/59] مِن حديث الأحنف بن قيس رضي الله عنه. قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) [10/305]: فيه دويد بن مجاشع، ولم أعرفه، وبقيَّة رجاله ثقات).
- قال ابن القيِّم في حقيقة الحَيَاء: "قال صاحب المنازل: الحَيَاء: مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص، يتولَّد مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. إنَّما جَعَل الحَيَاء مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص: لما فيه مِن ملاحظة حضور مَن يستَحيي منه، وأوَّل سلوك أهل الخصوص: أن يروا الحقَّ سبحانه حاضرًا معهم، وعليه بناء سلوكهم. وقوله: إنَّه يتولَّد مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. يعني: أنَّ الحَيَاء حالة حاصلة مِن امتزاج التَّعظيم بالمودَّة، فإذا اقترنا تولَّد بينهما الحَيَاء، والجنيد يقول: إنَّ تولُّده مِن مشاهدة النِّعم ورؤية التَّقصير، ومنهم مَن يقول: تولُّده مِن شعور القلب بما يستحيي منه، فيتولَّد مِن هذا الشُّعور والنُّفرة، حالةٌ تُسَمَّى: الحَيَاء، ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإنَّ للحياء عدَّة أسباب" [1332] (من كتاب (مدارج السَّالكين) [2/253]).
- وقال أيضًا: "حياة القلب يكون فيه قوَّة خُلُق الحَيَاء، وقلَّة الحَيَاء مِن موت القلب والرُّوح، فكلَّما كان القلب أحيى كان الحَيَاء أتم".
- قال الجنيد: "الحَيَاء: رؤية الآلاء ورؤية التَّقصير، فيتولَّد بينهما حالة تُسمَّى الحَيَاء، وحقيقته: خُلُقٌ يبعث على ترك القبائح، ويمنع مِن التَّفريط في حقِّ صاحب الحقِّ".
- وقال الفضيل بن عياض: "خمسٌ مِن علامات الشَّقاوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلَّة الحَيَاء، والرَّغبة في الدُّنْيا، وطول الأمل" [1333] رواه البيهقي في (شعب الإيمان) [10/182]، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [48/416]).
- وقال أبو عبيدة النَّاجي: "سمعت الحسن يقول: "الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان مِن خصال الخير، لم يكونا في عبد إلَّا رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما" [1334] (مكارم الأخلاق) لابن أبي الدُّنْيا [1/43]).
- وقال ابن عطاء: "العلم الأكبر: الهيبة والحَيَاء؛ فإذا ذهبت الهيبة والحَيَاء، لم يبق فيه خير".
- وقال ذو النُّون المصري: "الحَيَاء، وجود الهيبة في القلب، مع وحشة ما سبق منك إلى ربِّك تعالى".
- وقال أبو عثمان: "مَن تكلَّم في الحَيَاء ولا يستحي مِن الله عزَّ وجلَّ فيما يتكلَّم به، فهو مُستَدرَج".
- وقال الجريري: "تعامل القرن الأوَّل مِن النَّاس فيما بينهم بالدِّين، حتى رقَّ الدِّين، ثمَّ تعامل القرن الثَّاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثمَّ تعامل القرن الثَّالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثمَّ تعامل القرن الرَّابع بالحَيَاء حتى ذهب الحَيَاء، ثمَّ صار النَّاس يتعاملون بالرَّغبة والرَّهبة".
- وقيل: مِن علامات المستحي: "أن لا يُرَى بموضع يُسْتَحَيا منه" [1335] (الرسالة القشيرية) [2/368-369]) بتصرُّف.
- وقال ابن أبي الدُّنْيا: "قيل لبعض الحكماء: ما أنفع الحَيَاء؟ قال: أن تستحي أن تسأله ما تحبُّ، وتأتي ما يكره" ([1336] (التَّوبة)[ص 91]).
- وَقَالَ رَبيط بني إسرائيل: "زين المرأة الحَيَاء، وزين الحكيم الصَّمت" ([1337] (الصَّمت) لابن أبي الدُّنْيا [ص 263]).