إذا أتيت أهلك فاعمل عملاً كيِّساً
زيد بن مسفر البحري
هذا الحديث لو تمعنا فيه وجدنا أنه عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً فيه خيرٌ للمسلمين إلا بينه حتى في المعاشرة الزوجية التي تكون بين الرجل وزوجته في الجماع.
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
«» يعني إذا جامعت زوجتك « » يعني عمل العقلاء.
هذا الحديث لو تمعنا فيه وجدنا أنه عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً فيه خيرٌ للمسلمين إلا بينه حتى في المعاشرة الزوجية التي تكون بين الرجل وزوجته في الجماع.
كيف يعمل عملاً كيساً إذا جامع زوجته؟
يعمل ما جاء به الشرع كما جاءت بذلك الأحاديث الأخرى، بمعنى أنه إذا جامع زوجته وأراد أن يخلع ثيابه للجماع فإنه يقول كما جاء في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: «».
كيف يكون الرجل عاقلاً؟ حينما يجامع زوجته يحتسب في هذا الجماع الأجر من الله عز وجل لأنه يُحصِّن فرجه، ويحصّن فرج زوجته فيؤجر، في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: «» يعني له أجر.
ويكون الإنسان عاقلاً حين مجامعته لزوجته أن يكون على أحسن حال، أن يكون متنظفاً، وبعض الناس وللأسف كما سمعت من البعض لا يمس بدنه الماء إلا إذا جامع، يعني لا يعرف الغسل إلا إذا جامع زوجته، يفترض أن يكون الاغتسال قبل أن تجامع الزوجة، لتكون على مظهر طيب، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها لما أراد أن يُحرم عطرته بعد أن اغتسل، تقول: فطاف عليه الصلاة والسلام على نسائه، قال بعض العلماء كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح قال: "استحب بعض العلماء للرجل إذا أراد أن يجامع زوجته أن يتعطر، مثل ما تحب أن تتزين لك المرأة كذلك المرأة تحب أن تتزين لها، ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إني أحب أن أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمل لي زوجتي".
ويكون الإنسان كيّساً عاقلاً في جماعه لزوجته ألا ينصرف من الجماع بعد فراغه منه قبل أن تقضي المرأة شهوتها، لأن لها حقاً، وهذا من حقوق المرأة.
ويكون الإنسان كيساً في جماعه لزوجته أن يداعب قبل أن يجامع، ولذلك جاء حديث وإن كان فيه ضعف لكن من حيث المعنى يُعمل به لأنه يقرِّب النفوس بين الزوجين: «»، وبعض الناس قد يستنكر ما أذكره وليس في هذا منكر، فهذا شرع الله وشرع رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعطينا دلالة على أن هذا النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً إلا وضحه، ولذلك لو أن كل رجل وكل امرأة امتثلت ما جاءت به الشريعة من حُسن التعاشر ولاسيما في الفراش لحسنت حياتهما، وذلك أن من أعظم ما ينكد عيش الرجل أو عيش المرأة إذا اختل أمر فيما يتعلق بالفراش، لأن محبة الإنسان ولاسيما الرجل في الفراش أظهر ما يريده من زوجته قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي: «»، ومن أعظم ما يُقدم للمرأة أن تُسعد في فراشها قال صلى الله عليه وسلم وأصل الحديث في الصحيحين لما رجع من تبوك فاستأذن جابر النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى المدينة قبلهم، لم؟ لأنه تزوج، فقال: «» قال: ثيباً، قال: «» ولذلك في الحديث الآخر الذي حسنه الألباني: «» فقال جابر: يا رسول الله إن أبي استشهد وترك بنات، فخشيت أن آتي ببكر فلا تقوم بشؤون أخواتي فتزوجت ثيباً، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب، فلما أراد أن يذهب قال له: «» والكيّس هو العاقل.
وفق الله الجميع لكل ما يُحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.