يا له من رجل
منذ 2007-04-05
في اليوم التالي اتصل شيخنا بذلك العامل وطلب منه أن يلتقيا في المكان نفسه وكان بانتظاره، أخذه من يده وأدخله إلى الشركة ودلف معه إلى مكتبه
يا له من رجل
هذه قصة من صميم الواقع حدثت في إحدى الإمارات العربية المتحدة، وصاحبها ذاك المحسن الكبير الذي انتقل إلى جوار ربه قرير العين مسرور الخاطر إن شاء الله لأنه لم يفعل إلا الخير للآخرين.
حدثت هذه الحكاية قبل سنوات معدودات من رحيله.. كان ذلك الرجل الطاعن فى السن إنسانا طيبا إلى أبعد حد. جوادا بكل المعاني، متواضعا إلى الحد الذي يوصف فيه التواضع.
كان جالسا ذات يوم على كرسي مستطيل يسمىتخت أمام مدخل شركته التجارية ومر أحد العمال أمامه وعلى مايعتقد أنه من الهند ورأى ذلك الرجل العجوز يجلس القرفصاء فرق له قلبه، فما كان من هذا العامل إلا أن أخرج ورقة ذات العشرة دراهم ووضعها فى يد شيخنا المتواضع، فانتبه له وناداه بعد أن كان قد غلب عليه النعاس. طلب من العامل الجلوس بجانبه لكي يتحدث معه لأنه محتاج لصديق مثله، واتضح أنه يجيد شيئا من اللغة الهندية بحكم زياراته العديدة لتلك البلاد لكونه تاجر.. دار الحديث عن متاعب الحياة التي بين له الشيخ أن الظروف الصعبة تجمعهما معا وقد طلب منه اسمه الكامل وعنوانه ورقم هاتفه إن وجد ومكان عمله، فربما يزوره في يوم من الأيام لأنه وجد فيه صديقا طيبا ووفيا..
في اليوم التالي اتصل شيخنا بذلك العامل وطلب منه أن يلتقيا في المكان نفسه وكان بانتظاره، أخذه من يده وأدخله إلى الشركة ودلف معه إلى مكتبه. انبهر ذلك العامل ودهش عندما رأى اهتمام من حوله من العاملين بذلك الشيخ الهرم وبرزت أمام عينيه شتى علامات التعجب!.. سأله عن أمواله وظروفه وراتبه ونوعية العمل الذي يمارسه وهل هو متزوج أم لا وإن كانت أسرته تعيش معه؟ فشرح له ذلك العامل كل شيء... عندها بين له شيخنا وضعه كتاجر واسمه وعرض عليه العمل لديه كسائق خاص وطلب منه إحضار أسرته وقد منحه شقة في إحدى عماراته بلا مقابل، وخصص له راتبا يوازي ثلاثة أضعاف راتبه مع تذكرة سفر إلى بلده كل سنتين له ولعياله. وانفرجت أسارير ابن الهند وهدأت أعصابه.
وصار وفيا مخلصا لذلك الشيخ وتحسنت أحواله بشكل لافت للنظر فيما بعد، لدرجة أن أصحابه صاروا يغبطونه على ذلك. وهذا هو جزاء من يحسن إلى الناس يحسن الله إليه وهو والحق يقال يستحق كل هذا، والله يرزق من يشاء بغير حساب، إنه نعم المولى ونعم النصير...
هذه نصيحة عملية ونموذج حي لكل من يعامل من لديه من العمالة المسلمة معاملة الحيوان بل أقل. اتقوا الله فيما ابتلاكم به من نعم، واعلموا أن الناس تنظر إلينا كممثلين للإسلام، فالله الله في معاملة المسلمين، ولا تكن عونا للشيطان على أخيك.
منقول
هذه قصة من صميم الواقع حدثت في إحدى الإمارات العربية المتحدة، وصاحبها ذاك المحسن الكبير الذي انتقل إلى جوار ربه قرير العين مسرور الخاطر إن شاء الله لأنه لم يفعل إلا الخير للآخرين.
حدثت هذه الحكاية قبل سنوات معدودات من رحيله.. كان ذلك الرجل الطاعن فى السن إنسانا طيبا إلى أبعد حد. جوادا بكل المعاني، متواضعا إلى الحد الذي يوصف فيه التواضع.
كان جالسا ذات يوم على كرسي مستطيل يسمىتخت أمام مدخل شركته التجارية ومر أحد العمال أمامه وعلى مايعتقد أنه من الهند ورأى ذلك الرجل العجوز يجلس القرفصاء فرق له قلبه، فما كان من هذا العامل إلا أن أخرج ورقة ذات العشرة دراهم ووضعها فى يد شيخنا المتواضع، فانتبه له وناداه بعد أن كان قد غلب عليه النعاس. طلب من العامل الجلوس بجانبه لكي يتحدث معه لأنه محتاج لصديق مثله، واتضح أنه يجيد شيئا من اللغة الهندية بحكم زياراته العديدة لتلك البلاد لكونه تاجر.. دار الحديث عن متاعب الحياة التي بين له الشيخ أن الظروف الصعبة تجمعهما معا وقد طلب منه اسمه الكامل وعنوانه ورقم هاتفه إن وجد ومكان عمله، فربما يزوره في يوم من الأيام لأنه وجد فيه صديقا طيبا ووفيا..
في اليوم التالي اتصل شيخنا بذلك العامل وطلب منه أن يلتقيا في المكان نفسه وكان بانتظاره، أخذه من يده وأدخله إلى الشركة ودلف معه إلى مكتبه. انبهر ذلك العامل ودهش عندما رأى اهتمام من حوله من العاملين بذلك الشيخ الهرم وبرزت أمام عينيه شتى علامات التعجب!.. سأله عن أمواله وظروفه وراتبه ونوعية العمل الذي يمارسه وهل هو متزوج أم لا وإن كانت أسرته تعيش معه؟ فشرح له ذلك العامل كل شيء... عندها بين له شيخنا وضعه كتاجر واسمه وعرض عليه العمل لديه كسائق خاص وطلب منه إحضار أسرته وقد منحه شقة في إحدى عماراته بلا مقابل، وخصص له راتبا يوازي ثلاثة أضعاف راتبه مع تذكرة سفر إلى بلده كل سنتين له ولعياله. وانفرجت أسارير ابن الهند وهدأت أعصابه.
وصار وفيا مخلصا لذلك الشيخ وتحسنت أحواله بشكل لافت للنظر فيما بعد، لدرجة أن أصحابه صاروا يغبطونه على ذلك. وهذا هو جزاء من يحسن إلى الناس يحسن الله إليه وهو والحق يقال يستحق كل هذا، والله يرزق من يشاء بغير حساب، إنه نعم المولى ونعم النصير...
هذه نصيحة عملية ونموذج حي لكل من يعامل من لديه من العمالة المسلمة معاملة الحيوان بل أقل. اتقوا الله فيما ابتلاكم به من نعم، واعلموا أن الناس تنظر إلينا كممثلين للإسلام، فالله الله في معاملة المسلمين، ولا تكن عونا للشيطان على أخيك.
منقول
المصدر: موسوعة القصص
- التصنيف:
رمضان سعد
منذBu Ahmed
منذ