الوسائل المعينة على اكتساب سَلَامة الصَّدر
الإخلاص لله تبارك وتعالى وهذا تصديقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ثلاث لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمَّة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ الدَّعوة تحيط من ورائهم»[1].
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
2- الإقبال على كتاب الله تعالى قراءةً وتعلُّمًا وتعليمًا، فهو شفاء لما في الصُّدور، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].
3- الدُّعاء، فهو العلاج النَّاجع والدَّواء النَّافع، فيدعو العبد مولاه أن يجعل قلبه سليمًا من الضغائن والأحقاد على إخوانه المؤمنين، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10].
4- التَّخلُّق بالأخلاق التي تزيد من المحبَّة والألفة بين المؤمنين، كالبَشَاشة والتَّبَسُّم، وإفشاء السَّلام، وإهداء الهديَّة وغيرها، فإنَّ هذه الأخلاق كفيلة بانتزاع سخيمة القلوب، وأعْلَاق الصُّدور، فتصبح نقيَّة صافية.
5- الابتعاد عن كلِّ ما من شأنه أن يفسد الوُدَّ، ويعكِّر صفو الصُّدور، فيبتعد المؤمن عن الأخلاق الرَّديَّة، كالحسد والغلِّ والحقد والظَّنِّ السَّيئ وغيرها.
6- رضا العبد بما قسمه الله تعالى: قال ابن القيِّم: "إنَّ الرِّضا يفتح له باب السَّلَامة، فيجعل قلبه سليمًا نقيًّا من الغشِّ والدَّغل والغلِّ، ولا ينجو من عذاب الله إلَّا من أتى الله بقلب سَلِيم، كذلك وتستحيل سَلَامة القلب مع السَّخط وعدم الرِّضا، وكلَّما كان العبد أشدَّ رضى، كان قلبه أسلم" (مدارج السالكين؛ لابن القيِّم: [2/201]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (رواه التِّرمذي: [2658]، والحميدي: [1/47]، والبيهقي في: معرفة السُّنن والآثار [1/109]. قال ابن عبد البر في: التمهيد [21/278]: "المحفوظ في هذا الحديث خاصَّة: «ابن تيمية في: مجموع فتاوى ابن تيمية [1/18]: "مشهور في السُّنن". وصحَّحه الألباني في: صحيح سنن التِّرمذي [2658]. قال ابن الأثير: "إنَّ هذه الخِلال الثَّلاث تُسْتَصلح بها القلوب، فمن تمسَّك بها طَهُر قلبه من الخيانة والدَّخل والشَّر" النِّهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثير: [3/381]). »، وقال