هدنة واتفاق و"اتحادية" .. لكن القتال "أرحب"!
هذا هو الحال في أصل العرب، هدنة واتفاق، ثم معاودة القتال، لتستفيد فارس في النهاية.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
هذا هو الحال في أصل العرب، هدنة واتفاق، ثم معاودة القتال، لتستفيد فارس في النهاية.
اليمن قد أعلن مؤخراً دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم، هي إقليم حضرموت، وعاصمته مدينة المكلا، ويضم كلاً من: المهرة، حضرموت، شبوة، سقطرى؛ فيما يضم الإقليم الثاني كلا من الجوف، مأرب، البيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته سبأ، أما الإقليم الثالث فأطلق عليه إقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم كلاً من: عدن، أبين، لحج والضالع، ويضم الإقليم الرابع محافظتي تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز، أما الإقليم الخامس فيتكون من: صعدة، صنعاء، عمران وذمار، على أن يسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء، ويضم الإقليم السادس كلاً من: الحديدة، ريمة، المحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة، وتبقى صنعاء عاصمة للدولة.
وقد يبدو هذا الشكل للدولة اليمنية مبعثاً للارتياح لدى البعض ومثيراً للقلق لدى آخرين، فالدول الاتحادية هي معبر في التاريخ إما إلى استقرار أو إلى انفصال، وبحسب الظرف والبيئة الملائمة لاختيار هذا الشكل من الأنماط السياسية للدول، ولتقسيماتها الإدارية؛ فبعض دول أوروبا، وحتى الولايات المتحدة قد اتخذت الشكل الفيدرالي للحكم خروجاً من مآزق الاختلافات الإثنية أو الدينية أو الاقتصادية وغيرها مما تدعو المناطق إلى الانفصال عن البلد الأم، فصار هذا النمط حلاً، لكن بعض الدول التي لا تتوفر على مقومات صيانة هذه الاتحادات لضعف القوة العسكرية أو النظام السياسي المحكم تقودها فكرة الاتحادية إلى التفكك.
وبعيداً عن الخوض في الحالة اليمنية في هذا الخصوص؛ فإن البيئة الحاضنة للاتفاقات الإدارية تتعرض الآن للاضطراب والقلق الشديدين؛ فالبعض قد يرى أي اتفاق إداري في هذا التوقيت "ترفاً" لا يملكه اليمنيون وهم يترقبون تفجر الأوضاع مجدداً في منطقة قبائل أرحب التابعة لمحافظة صنعاء - العاصمة؛ فرجال هذه القبيلة الأشاوس والأشداء من أعرق قبائل اليمن هم من يتصدون الآن لخطر فارسي ماحق وخطير يهدد كيان الدولة اليمنية وهويتها السنية وحتى العربية في معقل العروبة وجذرها.
بين يدي الأحداث، ثمة هدنة واتفاق برعاية القوات المسلحة اليمنية بين أرحب والحوثيين الذين يقصفون المنطقة بالأسلحة الثقيلة والمتقدمة، والتي لا يحوز الأهالي نظيرها، وبدا من الأيام القلائل الماضية أن الحوثيين بصدد نقض عهدهم كما يفعلون في كل مرة، وأنهم قد رفضوا تسليم أسلحتهم برغم المهلة التي قيل إن الرئيس عبد ربه منصور هادي قد منحها إياهم وهي 48 ساعة، وإلا بادرت القوات المسلحة بالهجوم عليهم.
اليمنيون يشعرون بقلق بالغ، فلدى الجميع قناعة بأن مهمة الجيوش ليس القيام بوساطات بين متقاتلين يحتلون مناطق باسمهم على مساحات شاسعة ولا يحجبهم عن إعلانها دولة مستقلة سوى مطامعهم في إسقاط العاصمة ذاتها؛ فالحوثيون مثلهم مثل نظام بشار أو المالكي لا يطمعون في دول شيعية انفصالية، وإنما في دول تهيمن كلية على الغالبية السنية في بلادهم، وهذا ما يحصل في اليمن؛ فهدنة الحوثيين هدفها التقاط الأنفاس واستراحة لمحاربين ينوون غزو العاصمة، وفرصة جيدة لشراء ذمم بعض القيادات القبلية والعسكرية هنا أو هناك تمهيداً لدخول العاصمة بثمن رخيص، وكذلك يفعلون.