إخلاء افريقيا الوسطى من المسلمين بالكامل

منذ 2014-02-12

واستمر قتل المسلمين على الرغم من استقالة الرئيس المسلم "جوتوديا" ضمن خطة نقل السلطة بهدف إعادة السلام، كما لم يمنعه تدخل الآلاف من قوات حفظ السلام في الاتحاد الأفريقي ومن فرنسا.


 
شهدت بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى في الأشهر الماضية عمليات وصفت بأنها تمثل "تطهير ديني" بحق المسلمين، حيث قتل المئات بطريقة عشوائية على أيدي المليشيات المسلحة المسيحية، فيما هرب الآلاف خوفاً إلى مناطق ودول أخرى أبرزها دولة تشاد المجاورة.

تعاني أفريقيا الوسطى كغيرها من الدول الأفريقية من صراع مستمر بين الحركات المسلحة والمتمردة، حيث تدهور الوضع بعد أن استولى المتمردين على السلطة، لتزداد حالة انعدام الأمن في الجمهورية المصنفة ضمن أقل الدول نمواً في العالم.

وأدى الصراع المستمر بين عدة فصائل توالت على الحكم إلى نشأة نوع من الانقسام القومي والديني بين المسيحيين الذين يشكلون نصف السكان (25 % بروتستانت و25 % كاثوليك)، وبين المسلمين الذين يشكلون 15%، حيث خرج من بينهم “جوتوديا” كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلين في تحالف سيليكا، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية.

 
وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد شكوى المعارضة من تهمشيها، وفشل الحكومة بالسيطرة على الأمن في البلاد، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة في البلاد قتل على أثرها المسلمين بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية. 

واستمر قتل المسلمين على الرغم من استقالة الرئيس المسلم "جوتوديا" ضمن خطة نقل السلطة بهدف إعادة السلام، كما لم يمنعه تدخل الآلاف من قوات حفظ السلام في الاتحاد الأفريقي ومن فرنسا.

 
  • موقف المنظمات الحقوقية:
وصفت منظمة هيومان رايتس ووتش ما يجري في أفريقيا الوسطى بالكارثة، حيث أكدت المنظمة في أحدث تقاريرها أن العنف الطائفي المستمر بحق المسلمين، قد يدفعهم جميعا إلى مغادرة البلاد.

وأكدت المنظمة فرار عشرات الآلاف من المسلمين إلى الكاميرون وتشاد المجاورتين. وقال مسؤول مهم في المنظمة "إنها مسألة أيام أو أسابيع قبل أن تغادر التجمعات الأخيرة للمسلمين البلاد إلى تشاد هربا من موجة العنف".

 
وأضاف بيتر بوكارت مدير الطوارئ "توجد أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين بالكامل. ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والاسقف. توجد أدلة على محو وجودهم بالكامل".

وقال بوكارت إنه استيقظ في أحد الأيام على صوت انفجار مدو من المنطقة المسلمة في بانغي وذهب مع فريقه للتقصي، ليشاهد بأم أعينه جثة رجل مسلم تحرق في الشارع، وأضاف أنهم ألقوا بنفس الوقت على مسلم آخر وضربوه حتى الموت، متهمين إياه بقتل المسيحين.

واعتبر بوكير أفريقيا الوسطى الخاسر الأكبر بسبب النزاع المستمر، حيث سيؤدي نزوح المسلمين إلى دمار الاقتصاد، إذ يسيطر المسلمون على سوق الماشية وعلى غيرها من الأعمال الأساسية في البلاد.

 
 
المصدر: علي بطيح العمري
  • 1
  • 0
  • 2,483

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً