هذا هو قدر حماس!
ملفات متنوعة
- التصنيفات: السياسة الشرعية -
تقوم الفضائيات والصحف العربية بالتغطية الإخبارية حول ما يحدث في
الأراضي الفلسطينية، وتقوم بنقلها لأفراد الجمهور على شكل أخبار
أوتقارير أوشرح وتفسير، ولكن من سلبيات تلك التغطية هوعدم إعطاء صورة
كاملة وشاملة ووافية وأمينة وصادقة فيما يحدث في الأراضي الفلسطينية،
لأن طبيعة العمل التلفزيوني (تحديداً) مقيدة بالوقت، وبالتالي نلاحظ
سرعة الأخبار وقصرها في النشرات الإخبارية الأمر الذي يضيع معه الكثير
من المعلومات ذات الصلة والتي تعطي خلفية واضحة لما يحدث.
فالمشاهد الذي لا يتابع أخبار ما يحدث في فلسطين منذ تسلمت حركة حماس
رئاسة الوزراء وفازت بأغلبية المجلس التشريعي، فإنه لن يفهم ما يحدث
الآن أوعلى الأقل قد يخرج بحكم ناقص أوخاطئ أومشوه. وهذا بالضبط الذي
جعل البعض (ومنهم بعض الزملاء في الصحافة الكويتية) يخرج بقناعات بأن
حماس هي المتسبب الرئيس فيما يحدث وبأنها تعشق السلطة إلى الحد الذي
يجعلها مستعدة للحرب الأهلية في سبيل ذلك، وهذا ـ لعمريـ ينافي الواقع
الحقيقي، والذي أدت التغطية الإخبارية لبعض وسائل الإعلام العربية ـ
بحسن نية أوبسوئهاـ إلى وصولنا إليها كنتيجة!
لم يكن من المفروض أن تفوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي.. هكذا
أرادت أمريكا وهكذا أرادت إسرائيل وهكذا أرادت اللجنة الرباعية
الدولية وهكذا أرادت السلطة الفلسطينية وهكذا أرادت الدول العربية!
حماس ـ كما يعتقد العملاءـ كانت في الزمان الخطأ وفي المكان الخطأ!
الانتخابات الفلسطينية شهدت بنزاهتها أمريكا والدول الغربية، لكنها
أسفرت عن نجاح الخيار الشعبي وهوحماس، فتم معاقبة الشعب الفلسطيني
بقطع المعونات الدولية عنه وبالحصار الاقتصادي الكامل، حتى أن الدول
العربية ومؤسساتها الاقتصادية وبنوكها ومصارفها لم تجرؤ أن تحول فلساً
واحداً إلى الشعب الفلسطيني!
ومع ذلك استمرت حماس في تحمل مسؤولياتها أمام الشعب الذي اختارها،
ولكن هذا لم يرق للسلطة الفلسطينية ولمن وراءها كأمريكا وإسرائيل
فبدأت تضع العقبات والعراقيل أمام حماس حتى لا تنجح التجربة، وتم
اسقاط الحكومة الأولى برئاسة هنية، وتم تشكيل الحكومة الثانية (وهي
حكومة الوحدة الوطنية) برئاسة هنية، ولكن بعض كوادر فتح من مثيري
الفتنة ما فتئوا يعملون المكائد والمشكلات الأمنية واستفزاز كوادر
حماس، والشعب الفلسطيني في النهاية شعب عشائر وعوائل ولن يرضى أحد
بإيذاء أوقتل ابنه بغض النظر عن انتمائه السياسي! ولقد قدم وفد حماس
للقيادة المصرية أدلة دامغة بالصوت والصورة تثبت تورط بعض الكوادر
الفتحاوية في هذا الأمر، وهذه الأدلة أدهشت القيادة المصرية!
حماس من مصلحتها (عقلاً ومنطقاً) أن يستتب الأمن في الأراضي
الفلسطينية، ولذا هي ليست مستفيدة من حالة الانفلات الأمني في الضفة
أوغزة، ولذا حاولت قدر المستطاع ضبط النفس والتهدئة وغض الطرف عما
يحدث من جانب مثيري الفتنة الذين كانوا يعملون وفق خطة مبرمجة وأجندة
موضوعة سلفاً لإفشال حكومة حماس بأي صورة ولوبإسالة الدم الفلسطيني
المحرم، ولما وصل الأمر إلى القتل والخطف والإعدامات وللجريمة المنظمة
في غزة لم تستطع حماس أوكوادرها أن تقف مكتوفة الأيدي!
إن ما نشهده الآن هونتيجة منطقية وحتمية لكل المقدمات التي ذكرتها،
والآن بعد قرار حل حكومة هنية وتشكيل حكومة الطوارئ والتي هي بمناسبة
غير شرعية بحسب الدستور الفلسطيني، نجد أن أمريكا وإسرائيل واللجنة
الرباعية الدولية أول من رحبوا بقرار الحل مع أنه غير ديموقراطي
وينافي مبادئ الديموقراطية التي تتبجح بها أمريكا، والتي تعهدت بدعم
عباس الشرعية الفلسطينية، ثم اعترفت بحكومة الطوارئ (على الرغم من
الإشكال القانوني الذي يكتنفها) ثم قامت إسرائيل (عبر شركة دور ألون
للوقود) بوقف تزويد قطاع غزة بالوقود، وتفكر إسرائيل الآن باجتياح
كامل لقطاع غزة تمهيداً للقضاء على حماس وتصفيتها لكي ترتاح وترتاح
السلطة الفلسطينية، ويرتاح العرب كذلك!
لك الله يا حماس.. هذا هو قدرك، وهذا هونصيبك وحظك.. أن يجتمع الجميع
عليك! حماس.. بقية عز وكرامة تضيء سماء العرب.. حماس.. مصنع رجال في
زمن عز فيه الرجال.. حماس.. بصيص ضوء في بلد العميان والمكفوفين..
حماس.. ذكرى عطرة من أيام الجهاد الجميل.. حماس لا تسبب الألم
لإسرائيل فقط، بل تسببه لنا لأنها.تشعرنا بخورنا.. بجبننا.. بعجزنا..
بذلنا.. بمهانتنا وهواننا على الأمم.. لذا لتخلصنا أمريكا وإسرائيل من
هذا الألم ولتقض على حماس.. لأنها العقبة الوحيدة نحوإتمام عملية بيع
فلسطين التي بدأت في عام 1948 والآن جاء الوقت المناسب لإتمام البيع،
وشهود البيع (العرب) جاهزون!