دور العقل
إن وظيفة العقل تنحصر في تخزين وتحليل المعلومات وبحث مدى منطقيتها أوتناقضها واستنتاج منها نتائج كلية (قواعد أو نظريات) نستطيع أن نستفيد بها في استنتاج معلومات لم تعرض علينا من قبل.
هل سألنا أنفسنا مرة ما هي وظيفة أو دور عقلنا؟
إن وظيفة العقل تنحصر في تخزين وتحليل المعلومات وبحث مدى منطقيتها أوتناقضها واستنتاج منها نتائج كلية (قواعد أو نظريات) نستطيع أن نستفيد بها في استنتاج معلومات لم تعرض علينا من قبل.
إذن يجب أن نتفق أن العقل هو ليس مصدرًا للمعلومات بأي حال وإنما هو يتأمل ويحلل ويخزن هذه المعلومات. هذا بالطبع فضلاً عن اختراع وابتكار أشياء لم تكن موجودة وذلك عن طريق الاستفادة بكمِ المعلومات المعروف مسبقًا ووضعه في سياق جديد.
ولكن من أين يأتي العقل بالمعلومات؟
يجب قبل أن نجيب على هذا السؤال أن نقسم العالم المحيط بنا إلى عالم الشهادة وعالم الغيب.
بحيث تنبنى إجابة سؤالنا الأول (من أين نأتي بالمعلومات؟) على هذا التقسيم:
1- فعالم الشهادة وسيلة جمع المعلومة فيه هو المعمل نجمع المعلومات وننسقها ونستخرج منها نموذجًا رياضيًا لها يصف واقع هذه المعلومات ثم نختبر صحة هذا النموذج أمام ما يستقبلنا من تجارب، وهذه تسمى النظرية العلمية وهي خاضعة للسقوط أو الحاجة إلى التطوير بمجرد أن تنتج نتيجة واحدة لا تتفق مع النموذج الموضوع.
2- أما عالم الغيب فلا يمكن الحصول على معلوماته من المعمل، لأنه غير مادي. ولما كان هذا، كانت رحمةً من ربِنا أن ينزل لنا الوحي ليخبرنا عن هذه المعلومات بشكل واضح جلي ويكون الوحى مرتبطًا بأمر معجزٍ يدعم رسل الله الذين ينقلون لنا هذا الوحي، وذلك حتى نصدق أنه من عند الله.
وماذا بعد التصديق؟ إنه العمل واستنباط ما لم يأتي صراحةً في الوحي مما أتى صراحةً. ووضع المقابل للنظرية الفيزيائية في العلم الطبيعي وذلك بوضع قواعد لاستنباط المعلومات من الوحي المنزل وتُسمى هذه القواعد علم أصول الفقه.
وعليه فمن العبث محاولة استنباط معلومات من التفكير المحض في عالم ما وراء الطبيعة (دور الفلسفة قديمًا)، كما هو تمامًا محاولة الوصول إلى نتائج معملية بالنسبة للعالم المادي دون معمل.
والله أعلى وأعلم
- التصنيف: