العقل والدين، هل من تنازع؟
أحمد كمال قاسم
إن الإدعاء بأن الدين والعقل خصمان لهو ادعاء غاية في الغرابة والجور. ولكن في الواقع لا دين بغير عقل. فنحن لم ندرك أن ديننا صحيح وأنه من لدن الله عز وجل إلا باستخدام العقل. والعقل هو الذي أرشدنا أن القرآن الكريم هو كلام الله المتواتر المقطوع بصحته وهو أيضاً الذي مكننا من التفريق بين الصحيح والضعيف مما ورد كسنة نبوية. إذن فلا عقيدة سليمة بدون عقل .والعقل هو مناط التكليف في الإسلام فإن رفع العقل رفع التكليف.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
إن الإدعاء بأن الدين والعقل خصمان لهو ادعاء غاية في الغرابة والجور. ولكن في الواقع لا دين بغير عقل. فنحن لم ندرك أن ديننا صحيح وأنه من لدن الله عز وجل إلا باستخدام العقل. والعقل هو الذي أرشدنا أن القرآن الكريم هو كلام الله المتواتر المقطوع بصحته وهو أيضاً الذي مكننا من التفريق بين الصحيح والضعيف مما ورد كسنة نبوية. إذن فلا عقيدة سليمة بدون عقل .والعقل هو مناط التكليف في الإسلام فإن رفع العقل رفع التكليف.
- ماذا بعد العقل؟ إنه العقل
ولكن ماذا بعد أن وصلنا بعقلنا إلى الدين الحق والنصوص الصحيحة الموحاة من الله عز وجل؟ أن عقلنا يجب أن يعمل فقط في الفهم الصحيح والتطبيق السليم لما جاء في الوحي.
قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
وذلك حتى لو كنا لا نتخيل السبب من أوامر كثيرة أمرنا بها وذلك لأننا نثق أن هذه الأوامر من عند الله ونحن نثق فيه ثقة مطلقة ونطيعه عرفاناً بفضله علينا وطمعاً في جنته وخوفاً من عقابه.
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
وهذا هو عين العقل فإننا إن لم نطع ربنا (حتى ولم ندرك الحكمة من الأوامر التي نؤمر بها) نكن حمقى لأن هذا سيؤدي بنا إلى التهلكة.
- العقل لايصطدم مع الدين ولكنه الهوى
أما من يدعون ترك الأوامر واقتراف المنهيات بحجة أنهم عقلانيون فالعقل منهم بريء براءة الذئب من دم بن يعقوب. إنهم يبدلون الألفاظ ويخدعون أنفسهم ويخدعون الناس لأنهم يتبعون الهوى واتباع الهوى هو عكس العقل تماماً لأن العقل معناه نهي النفس عن الهوى فقد قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].
وقال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} [الفرقان: 43].
- الخلاصة:
1- لا دين صحيح بدون عقل ولا عقيدة سليمة من غير عقل ولافهم سليم لشرائع الدين وتطبيق سليم لها بدون عقل.
2- أنه لا تعارض ولا تنازع بين العقل السليم ونصوص الدين قطعية الثبوت وإنما التعارض يكون بين هوى النفس وبين دين الله.