باكستان حمراء بعد المسجـد الأحمــر
حامد بن عبد الله العلي
وسيزور البيت الأبيض قريبا، غير أن خطيئته التي ارتكبها في المسجـد
الأحمـر لن يغسلـها هذه المرة، بول زعيـم البيت الأبيض، الذي باع مشرف
نفسه لسدنته!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
ببول البقـر غسل
المتطرّفون الهندوس بعصبية مهرولين، غسلوا (لوثـة) الرئيس الباكستاني
مشرف، بعد زيارته ضريح غاندي في مراسيم زيارته للهند .
وسيزور البيت الأبيض قريبا، غير أن خطيئته التي ارتكبها في المسجـد الأحمـر لن يغسلـها هذه المرة، بول زعيـم البيت الأبيض، الذي باع مشرف نفسه لسدنته!
ثمة نكتـة متداولة في إسلام آباد، أنّ زيارة مشرف القادمة لأمريكا ستكون رحلة ذهاب فقط، فربما لن يمكنه العودة، إذا انفجرت المظاهرات الشعبية.
لم يكن مثل هذا الجنرال الذي يحلو له أن يشبه نفسه بأتاتورك، والذي درس في مدرسة سانت باتريك الخاصة في كراتشي، وتخرج فيها عام 1958، ومنها انتقل إلى مدرسة تنصيرية خاصة أخرى، هي كلية فورمان النصرانية في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، ثم انتهى أمره في كلية الدفاع الملكية ببريطانية، فجيش باكستان حتى وصل إلى ذراه، إلى أن انقلب على نواز شريف، حيث احتاجت أمريكا إليه، وهي تخطط لمشروعها الإمبراطوري العالمي قبل يوم 11/9، ونفذته بعده، وتهاوي على عتبة بوابة الرافدين.
لـم يكن مثله لتخطئه عيون الغرب، ليحوّلوه إلى صمام، يجعل ثاني أكبر دولة إسلامية سكانيا، والوحيدة نوويا، وأكثرها في نسبة التدين والإعتزاز بالإسلام، والمحاضن الدينية، يجعلــها في مأمـن من السير في إتجاه مشروع إسلامـي يستجمع قوى أمّـة ناهضـة .
بل ستكون مهمّته، نفس مهـمّة ساسة تركيا طوال عقود مضـت، حتى بدأت البوصـلة تبحـث عن تغييـر في تركيا، ويبدو أنها ستتغير بنمط أسـرع في باكستـان .
لقـد أخلـص مشرف إيّما إخلاص للغرب، فتعاونه الاستخباراتي المفتوح والمكشـوف، مع المخابرات الأميركية بتتبع ناشطي ورموز تنظيم القاعدة، وزيادة تسليم أكثـر من 500 ناشط باكستاني، مما أدى إلى عرضه لأربع محاولات إغتيال، شارك في اثنين منها بعض الضباط في جيشه، وأشهرها محاولة 14 ديسمبر 2003، حيث انفجرت قنابل موقوتة بعد بضع دقائق من مرور موكبه على جسر في روالبندي، فيما كانت المحاولة الثانية بعد 11 يوما فقط ونجا منها لتخلف المحاولة 16 قتيلا، إلى جانب محاولات أخرى لم يعلـن عنها رسميا .
لقـد إعتـرف مشرف في كتابه الذي نشرت صحيفة التايمز البريطانية بعضه، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية دفعت ملايين الدولارات لباكستان لتعتقل مقاتلين من طالبان على مدار السنوات الخمس التي أعقبت هجمات 11/9 .
وأضاف مشرف قائلا: " ألقينا القبض على 689، وسلمنا 369 للولايات المتحدة، وجنينا مكافآت مجموعها ملايين الدولارات ".
لقـد أخلص لهم، حتى بدا متذمرا أيضا غير مرة أنهم لايقدرون تفانيـه .
لكن إخلاصه هـذا، لم ينـجّه من الوقـوع في أغبـى خطـأ، بل هو الذي قاده إليه، عندما أصـر على اقتحام المسجد الأحمر بالدمـاء، ولم يقبل بتسليمه خاليا ممن فيه، بعد السماح لهم بممر آمن .
لقـد عمـي الجنرال عن هذه الحقائق التي تميّـز باكستان :
1ـ سيطرة قبائل الباشتون الجهادية على المناطق الحدودية بين البلدين، وإيوائها لعدد كبير من المجاهدين، وقدرتها على إزعاج الجيش الباكستاني.
2ـ انتشار المدارس الشرعية في باكستان، وكونها تمثل الخط الأحمر لدى الشعب الباكستاني.
3ـ ارتفاع رصد مشرف من الإتهامات، بأنه يقود حربا داخلية على المدارس الشرعية بالوكالة عن أمريكا.
4ـ وجود مساحة كبيرة للتوجه الإسلامي في الجيش الباكستاني نفسه، مما اضطره إلى فصـل عدد كبير من الضباط.
5ـ قمع مشرف للحركة الجهادية الكشميرية إرضاء لأمريكا كما فعل لحركة لشكر طيبة، فاتسـعت دائرة أعداءه.
6ـ بروز أزمة عـزل كبير القضاة بما صاحبها من استخدام مشرف المفرط للقوّة لإسكات وسائل الإعلام الباكستانية، والمظاهرات، حتى ألقى مئات المحامين الباكستانيين الحجارة على الشرطة في كراتشـي .
7ـ وأخيرا تعامل مع أزمة المسجـد الأحمـر بما جعل المواجهـة مع القوى الإسلامية والجهادية في باكستان مفتـوحة، لاسيما والضحايا بالمئات، والمعركة وُجِّهـت إلى بيت من بيوت الله تعالى، لم تراعى فيها حرمـته .
عَمِـي فسـقط في الشَـرَك الأكـبر، عندما وضع نفسه في مواجهـة المدارس الشرعيـة، في بـلد متديـّن لايستـطيع شعبـه وهو يرى حوله الإسلام تهـب رياحه في العالـم، إلاّ أن يوجّـه أشرعـته تجاه هبوبـها .
ومهما يكن مستقبـل الأحداث، فقـد دخلت باكستان مرحلة جديـدة .
إنهــا مرحـلة ما بعد المسجـد الأحمـر،
ومهما كانت سمات هذه المرحلة،
غير أنـّه بالتأكـيد سيكون اللون المأخوذ من إسمـها هو اللون الأظهـر، وسيكون الجنرال مشـرف هـو الأخسـر.
وسيزور البيت الأبيض قريبا، غير أن خطيئته التي ارتكبها في المسجـد الأحمـر لن يغسلـها هذه المرة، بول زعيـم البيت الأبيض، الذي باع مشرف نفسه لسدنته!
ثمة نكتـة متداولة في إسلام آباد، أنّ زيارة مشرف القادمة لأمريكا ستكون رحلة ذهاب فقط، فربما لن يمكنه العودة، إذا انفجرت المظاهرات الشعبية.
لم يكن مثل هذا الجنرال الذي يحلو له أن يشبه نفسه بأتاتورك، والذي درس في مدرسة سانت باتريك الخاصة في كراتشي، وتخرج فيها عام 1958، ومنها انتقل إلى مدرسة تنصيرية خاصة أخرى، هي كلية فورمان النصرانية في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، ثم انتهى أمره في كلية الدفاع الملكية ببريطانية، فجيش باكستان حتى وصل إلى ذراه، إلى أن انقلب على نواز شريف، حيث احتاجت أمريكا إليه، وهي تخطط لمشروعها الإمبراطوري العالمي قبل يوم 11/9، ونفذته بعده، وتهاوي على عتبة بوابة الرافدين.
لـم يكن مثله لتخطئه عيون الغرب، ليحوّلوه إلى صمام، يجعل ثاني أكبر دولة إسلامية سكانيا، والوحيدة نوويا، وأكثرها في نسبة التدين والإعتزاز بالإسلام، والمحاضن الدينية، يجعلــها في مأمـن من السير في إتجاه مشروع إسلامـي يستجمع قوى أمّـة ناهضـة .
بل ستكون مهمّته، نفس مهـمّة ساسة تركيا طوال عقود مضـت، حتى بدأت البوصـلة تبحـث عن تغييـر في تركيا، ويبدو أنها ستتغير بنمط أسـرع في باكستـان .
لقـد أخلـص مشرف إيّما إخلاص للغرب، فتعاونه الاستخباراتي المفتوح والمكشـوف، مع المخابرات الأميركية بتتبع ناشطي ورموز تنظيم القاعدة، وزيادة تسليم أكثـر من 500 ناشط باكستاني، مما أدى إلى عرضه لأربع محاولات إغتيال، شارك في اثنين منها بعض الضباط في جيشه، وأشهرها محاولة 14 ديسمبر 2003، حيث انفجرت قنابل موقوتة بعد بضع دقائق من مرور موكبه على جسر في روالبندي، فيما كانت المحاولة الثانية بعد 11 يوما فقط ونجا منها لتخلف المحاولة 16 قتيلا، إلى جانب محاولات أخرى لم يعلـن عنها رسميا .
لقـد إعتـرف مشرف في كتابه الذي نشرت صحيفة التايمز البريطانية بعضه، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية دفعت ملايين الدولارات لباكستان لتعتقل مقاتلين من طالبان على مدار السنوات الخمس التي أعقبت هجمات 11/9 .
وأضاف مشرف قائلا: " ألقينا القبض على 689، وسلمنا 369 للولايات المتحدة، وجنينا مكافآت مجموعها ملايين الدولارات ".
لقـد أخلص لهم، حتى بدا متذمرا أيضا غير مرة أنهم لايقدرون تفانيـه .
لكن إخلاصه هـذا، لم ينـجّه من الوقـوع في أغبـى خطـأ، بل هو الذي قاده إليه، عندما أصـر على اقتحام المسجد الأحمر بالدمـاء، ولم يقبل بتسليمه خاليا ممن فيه، بعد السماح لهم بممر آمن .
لقـد عمـي الجنرال عن هذه الحقائق التي تميّـز باكستان :
1ـ سيطرة قبائل الباشتون الجهادية على المناطق الحدودية بين البلدين، وإيوائها لعدد كبير من المجاهدين، وقدرتها على إزعاج الجيش الباكستاني.
2ـ انتشار المدارس الشرعية في باكستان، وكونها تمثل الخط الأحمر لدى الشعب الباكستاني.
3ـ ارتفاع رصد مشرف من الإتهامات، بأنه يقود حربا داخلية على المدارس الشرعية بالوكالة عن أمريكا.
4ـ وجود مساحة كبيرة للتوجه الإسلامي في الجيش الباكستاني نفسه، مما اضطره إلى فصـل عدد كبير من الضباط.
5ـ قمع مشرف للحركة الجهادية الكشميرية إرضاء لأمريكا كما فعل لحركة لشكر طيبة، فاتسـعت دائرة أعداءه.
6ـ بروز أزمة عـزل كبير القضاة بما صاحبها من استخدام مشرف المفرط للقوّة لإسكات وسائل الإعلام الباكستانية، والمظاهرات، حتى ألقى مئات المحامين الباكستانيين الحجارة على الشرطة في كراتشـي .
7ـ وأخيرا تعامل مع أزمة المسجـد الأحمـر بما جعل المواجهـة مع القوى الإسلامية والجهادية في باكستان مفتـوحة، لاسيما والضحايا بالمئات، والمعركة وُجِّهـت إلى بيت من بيوت الله تعالى، لم تراعى فيها حرمـته .
عَمِـي فسـقط في الشَـرَك الأكـبر، عندما وضع نفسه في مواجهـة المدارس الشرعيـة، في بـلد متديـّن لايستـطيع شعبـه وهو يرى حوله الإسلام تهـب رياحه في العالـم، إلاّ أن يوجّـه أشرعـته تجاه هبوبـها .
ومهما يكن مستقبـل الأحداث، فقـد دخلت باكستان مرحلة جديـدة .
إنهــا مرحـلة ما بعد المسجـد الأحمـر،
ومهما كانت سمات هذه المرحلة،
غير أنـّه بالتأكـيد سيكون اللون المأخوذ من إسمـها هو اللون الأظهـر، وسيكون الجنرال مشـرف هـو الأخسـر.
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي