سلسلة غنائم الصائمين (3) مكاسبنا من الإخلاص
ومن فضائل الإخلاص وثمراته، وإن شئت قل: مكاسبنا وفوائدنا التي نجنيها بسببه..
ومن فضائل الإخلاص وثمراته، وإن شئت قل: مكاسبنا وفوائدنا التي نجنيها بسببه..
حصول محبة الله للعبد المخلص، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي»، ومن ثمراته: الفوز بنعيم الجنة، قال تعالى: {إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ . أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ . فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الصافات:40: 43].
ومن ثمرات الإخلاص: أنه سبب لإظلال العبد في ظل الله عز وجل يوم القيامة؛ فقد جاء في الحديث المتفق على صحته في شأن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلُه سبحانه وتعالى: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقة فأخفاها حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
ومن ثمرات الإخلاص: حصول الفرج عند الشدائد وإجابة الدعاء، ويدل على ذلك حديث النفر الثلاثة الذين أَخذَهم الْمطر فَأَووْا إِلَى غَار فِي جَبَلٍ فَانْحَطَت عَلَى فَمِ غَارهِم صَخْرة مِنْ الْجبَل فَانْطَبَقت عليهم، فَقَالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عملتموهَا صالحة لِلَه، فَادعوا اللَّهَ تعالى بِهَا، لَعل اللَه يفْرجهَا عنكُم، وكان كل واحد منهم يقول في آخر دعائه: "اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهكَ، فافُرِج عنا ما نحن فيه" فاستجاب الله دعاءهم وفرّج عنهم.
ومن بركات الإخلاص وثمراته: أنه سبب في اكتساب الشجاعة والإقدام والصبر؛ لأنه يربط القلب بالخالق عز وجل، فيصبح المخلص لا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا إياه، فيتمثل له كل الخلق كالأموات، لا يملكون من أمر أنفسهم شيئاً، وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل، وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه، ويلبس المرائي من المقت والمهانة، والبغض ما هو لائق به.
علامات المخلصين وصفاتهم:
ومن الأمور المهمة المتعلقةِ بالإخلاصِ، أن نـتعرف على علامات المخلصين وصفاتهم، حتى يحاسب أحدنا نفسه في موازين تلك الصفات..
فمن أهم علامات الإخلاص لله في أي عمل أو قول: أن يكون سالماً من المنافع الذاتية والرغبات الشخصية الدنيوية، كما قال أحد السلف: "الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدا غيرَ الله، ولا مجازيا سواه".
ومن علامات الإخلاص: أن يكون إخفاء الأعمال الصالحة أحبَ للمرء من إظهارها، بل يحرص على العمل الصالح الخفي مثل حرصه على إخفاء السيئات، إن لم يكن أشد.
ومن علاماته أيضاً: أن لا يبالي المرء لو خرج كل قدر له في قلوب الناس، من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل.
نسأل اللهَ عز وجل أن يجعلنا ممن يغتنمُ أيامَ هذا الشهر الكريم بعمل الصالحات إيماناً واحتساباً، وأن يطهر أعمالنا من الرياء والسمعة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (أ. هـ).
خالد بن منصور الدريس
أستاذ مشارك قسم الحديث في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود بالرياض. ومدير موقع تعليم التفكير من منظور إسلامي
- التصنيف: