دينك ....دينك .....لحمك ودمك
منذ 2007-08-20
فلا يقوى على مواجهة الواقع المؤلم ودماء المسلمين وأشلائهم المتناثرة في بقاع الأرض، ولا يقوى على مجابهة طواغيت الدنيا إلا من تربى في بوتقة الإسلام واهتم بأمر المسلمين، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..
بهذه الكلمات الرصينة البليغة، الموجزه العميقة ، همس صديقي في أذني
بلهجة صارمة حازمة كأنه أراد أن يشد كل انتباهي، ويزرع هذا الأصل في
كافة كياني، فقلت له: وكيف ذلك!
قال: ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس هذا الأصل في قلوب أصحابه حينما ذهبوا إليه كي يستنصر ويدعو لهم، فإن قريشاً بالغوا في كيدهم، وأوغلوا في أذاهم، فأخبرهم أن الرجل كان فيمن قبلهم يمشط بأمشاط الحديد وينشر شطرين فلا يصده ذلك عن دينه.
تذكرت هذا المعنى، وأيقنت ذلك المغزى وأنا أتفهم واجبي نحو ديني، ثم وجدتني أهتف بعمق بنصيحة صديقي... نعم... نعم... ديني لحمي ودمي، فالإنسان كيان مادي من لحم ودم وبدونه يصبح عدماً، وكذلك الدين.. لا أقول أن الإنسان بدونه يصبح لا وزن له، ولكن بدونه يسقط في الهاويه ويرسب في الإختبار، قال تعالى { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك: 2] ، وقال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115].
هذا هو الأصل الأصيل والحصن الحصين، وبدونه يصير الإنسان تائه لا يعرف علة خلقه ولا غاية حياته ولا منهج عمره ولا خطوات مساره، تجد ذلك مثلاً بين ثنايا كلام الشاعر التائه إليا أبو ماضى حينما قال:
جئت من حيث لا أدري ولكني أتيت
ولقــد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
يقول الداعية المعروف الشيخ محمد الغزالي في أحد محاضراته: " إن تدريس مثل هذه النصوص بالمدارس تنشئ جيلاً من الحيوانات الذين لا يعرفون ربهم ولا غاية وجودهم، ثم يسترسل ويوضح أن هذه أمور دبرت بليل لاجتثاث الدين من قلوب الناشئة ".
ولما كان واقع الحال يخالف صدر هذا المقال كان واجباً علينا تجلية الأضواء عن الواقع الجاثم فوق صدور الفطرة الربانية، وواجب المسلم لتجليتها حتى تصبح كالشمس الساطعة فى رابعة النهار، وتنجلي الكربة وتنكشف الغمة، ويأتي نصر الله... ألا إن نصر الله قريب.
والواقع مر، ومذاقه علقم، ونظرتان متباينتان لحقيقة الدين ثم الواقع كفيلة بأن تجعل رأسك ومقلتيك تهوي من علل، كأن شعاعها سقط من الثريا إلى الثرى.. فمثلاً تجد أسلحة الإعلام مدججة لطمس نور فطرة الله التى فطر الله الناس عليها، فهذه مسلسلات وتلكم أفلام وبرامج وأغنيات.. تذبح فيها الفضيلة، ويطمس فيها الشرف، حتى صار القبح عرفاً والباطل قدوة، وهكذا صار الإعلام مسخاً مشوهاً ولاسيما بعد الأطباق التى تلتقط الغث أكثر من الثمين حتى إنها تنقل الصور العارية التى ما راعت أدب حجب السوءة في دنيا الغابات وعالم الحيوانات... وهكذا تنهك طاقات الشباب ويضيع الإبداع بين ثنايا الرذيلة ووطأة الكبت، فتضيع البلاد والعباد، وتنتشر الرذيلة والفساد... لمصلحة من هذا: إن لم تكن للهلال أو للصليب هذا جانب من الواقع، وليس جله ولا كله، ولكن نقطة من واقع عفن وسرطان مدمر، وناهيك عن شتات الفكر، محدودية فهم مقاصد الدين وحصرها في زاوية وليست فى الحياه... .إلى آخر الفتن التى أصبحت كقطع الليل المظلم، نسأل الله السلامة، غير أننا نأمل أن يسطع نور الإسلام على يد شباب الصحوة... ولو بعد حين.
ولكن ما هو واجبنا... وما هو سبيلنا كي ينقذنا ربنا من وطأة الهلاك والبوار فى الدنيا والآخرة؟....
كيف يستعملنا ربنا جنوداً عنده فى مسار الحق وضرب الهدى حتى نلقاه ويدنا تحمل مشعلاً للنور، أو أصابعنا تضغط على زناد الحق، نزيل به شيطاناً يحجب النور عن قلوب العباد.
وأول الواجبات نحو الدين.. أو قل إن شئت نحو النفس لإنقاذها من البوار والعذاب فى الدنيا والآخرة هي صحة العقيدة وسلامة الاعتقاد، والتشبث بعقيدة السلف والتي هى عقيدة أهل السنة والجماعة، ونبذ أي شبهة شرك، والبراءة من كل كافر أو مشرك أينما كان، وحيثما صار، مهما كانت وطأة الباطل أو حكم الواقع... فإنها منطلق إن اهتز أصله ترنحت أرجاؤه، وخارت ولو بعد حين أوصاله.
وعلى ذلك نفهم أو نتفهم حقيقة كلمة التوحيد لا إله إلا الله ومقتضاها فإنها الحياه كلها يقول الأستاذ محمد قطب في إحدى محاضراته إن أكبر عبادة في الإسلام هي العبادة الناشئة عن لا إله إلا الله، لأنها منهج حياة وتشمل فى جعبتها كافة سلوكيات الحياة، واستناداً إلى هذه العقيدة نبذنا كل عنصرية لمسلم كما نبذنا كل موالاة لكافر، قال تعالى: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ }[المائدة: 54]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا فرق بين عربي ولا بين أعجمي إلا بالتقوى »، وقال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات: 13]، فالتعصب لجنس أو لون أو لسان أمر مذموم مرفوض، بل هو من بقايا الجاهلية التى وطأتها رسالة الإسلام، والتفاضل بين الناس أساسه التقوى، وباب التعصب للوطن والجنس بين المسلمين جد خطير، فإنه باب الفرقة والتشرذم، والضعف والهوان، وسيادة أهل الكفر والضلال... وهذا ما لا ينبغى أن يكون أو يسمح به، أو نكون فى ركابه تحت أي راية أو مسمى، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء والولاية للمسلمين أمر واجب، ومحبة العلماء العاملين، ومصاحبة أهل التقوى وأصحاب الصبر واليقين لا شك أنه كنز ثمين، وأمر بلا ريب مكين، يؤدي إن شاء الله إلى جنة النعيم، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، فالصحبة الطيبة والقدوة الصالحة كحامل المسك وشتان بينه وبين نافخ الكير والمرء بطبعه اجتماعي ولابد له من صحبة وخلان، وبدون الصحبة الطيبة والتى تأنس فيها النفس، وتحلو فيها الذكرى، وتقرب فيها من المولى، ويشغل فيها المرء بالقربات، والدعوة إلى الطاعات يكون الهلاك والبوار.
ولابد من النظام حتى تكون الأعمال والطاعات متوازنة وشاملة من ناحية، وتراعى الأولويات من ناحية أخرى ولقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » وبقوله أيضاً « فأعط كل ذى حق حقه » ، ذلك حتى يكون الدين شاملاً للحياة بأسرها.. ويصعب أن يكون ذلك إلا من خلال الجمع الطيب والصحبة الصالحة، والبرنامج المتوازن بين متطلبات الحياة بالشكل الكامل الشامل ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.
والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالغالي والنفيس، وبذل أقصى الوسع فى ذلك، في إطار ذلك النظام أصل أصيل... فالدعوة إلى الله بكل الوسائل المؤثرة في النفوس واستناداً إلى فقه الدعوة، وتوسيع قاعدة الصالحين المؤمنين الموحدين المجاهدين في سبيله هي رسالة الأنبياء والعلماء والمتقين والمجاهدين... قال الصحابي ربعي بن عامر فى غزوة القادسية لرستم قائد الفرس: " جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ".
وهذه رحلة طويلة وغاية عظيمة، لابد للعلماء العاملين والمجاهدين الصابرين، وأهل القدوة وأصحاب القدوة أن يقودوا ركبها، ويشقوا غبارها، ويصبروا أو يتصابروا على أعبائها حتى يصير عموم الأمة دينها.... لحمها ودمها.
والقضية خلاصتها أن ننصت بإمعان، وننتبه بلا غفلة، ونصحوا من أي غفوة، ونتلهف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن آذننا تتلقى صدى صوته، وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة يحكي قصة إخواننا في أمم قد خلت، ما صدهم عن دينهم أمشاط الحديد ولا مناشير الأجساد، فكان دينهم أعز من اللحم وأغلى من الدماء هذا قدرنا وواجبنا كي نكون، وبدونه هيهات هيهات أن نكون.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بقلم
م/ محمود حسونة
خاص بإذاعة طريق الإسلام
قال: ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس هذا الأصل في قلوب أصحابه حينما ذهبوا إليه كي يستنصر ويدعو لهم، فإن قريشاً بالغوا في كيدهم، وأوغلوا في أذاهم، فأخبرهم أن الرجل كان فيمن قبلهم يمشط بأمشاط الحديد وينشر شطرين فلا يصده ذلك عن دينه.
تذكرت هذا المعنى، وأيقنت ذلك المغزى وأنا أتفهم واجبي نحو ديني، ثم وجدتني أهتف بعمق بنصيحة صديقي... نعم... نعم... ديني لحمي ودمي، فالإنسان كيان مادي من لحم ودم وبدونه يصبح عدماً، وكذلك الدين.. لا أقول أن الإنسان بدونه يصبح لا وزن له، ولكن بدونه يسقط في الهاويه ويرسب في الإختبار، قال تعالى { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك: 2] ، وقال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115].
هذا هو الأصل الأصيل والحصن الحصين، وبدونه يصير الإنسان تائه لا يعرف علة خلقه ولا غاية حياته ولا منهج عمره ولا خطوات مساره، تجد ذلك مثلاً بين ثنايا كلام الشاعر التائه إليا أبو ماضى حينما قال:
جئت من حيث لا أدري ولكني أتيت
ولقــد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
يقول الداعية المعروف الشيخ محمد الغزالي في أحد محاضراته: " إن تدريس مثل هذه النصوص بالمدارس تنشئ جيلاً من الحيوانات الذين لا يعرفون ربهم ولا غاية وجودهم، ثم يسترسل ويوضح أن هذه أمور دبرت بليل لاجتثاث الدين من قلوب الناشئة ".
ولما كان واقع الحال يخالف صدر هذا المقال كان واجباً علينا تجلية الأضواء عن الواقع الجاثم فوق صدور الفطرة الربانية، وواجب المسلم لتجليتها حتى تصبح كالشمس الساطعة فى رابعة النهار، وتنجلي الكربة وتنكشف الغمة، ويأتي نصر الله... ألا إن نصر الله قريب.
والواقع مر، ومذاقه علقم، ونظرتان متباينتان لحقيقة الدين ثم الواقع كفيلة بأن تجعل رأسك ومقلتيك تهوي من علل، كأن شعاعها سقط من الثريا إلى الثرى.. فمثلاً تجد أسلحة الإعلام مدججة لطمس نور فطرة الله التى فطر الله الناس عليها، فهذه مسلسلات وتلكم أفلام وبرامج وأغنيات.. تذبح فيها الفضيلة، ويطمس فيها الشرف، حتى صار القبح عرفاً والباطل قدوة، وهكذا صار الإعلام مسخاً مشوهاً ولاسيما بعد الأطباق التى تلتقط الغث أكثر من الثمين حتى إنها تنقل الصور العارية التى ما راعت أدب حجب السوءة في دنيا الغابات وعالم الحيوانات... وهكذا تنهك طاقات الشباب ويضيع الإبداع بين ثنايا الرذيلة ووطأة الكبت، فتضيع البلاد والعباد، وتنتشر الرذيلة والفساد... لمصلحة من هذا: إن لم تكن للهلال أو للصليب هذا جانب من الواقع، وليس جله ولا كله، ولكن نقطة من واقع عفن وسرطان مدمر، وناهيك عن شتات الفكر، محدودية فهم مقاصد الدين وحصرها في زاوية وليست فى الحياه... .إلى آخر الفتن التى أصبحت كقطع الليل المظلم، نسأل الله السلامة، غير أننا نأمل أن يسطع نور الإسلام على يد شباب الصحوة... ولو بعد حين.
ولكن ما هو واجبنا... وما هو سبيلنا كي ينقذنا ربنا من وطأة الهلاك والبوار فى الدنيا والآخرة؟....
كيف يستعملنا ربنا جنوداً عنده فى مسار الحق وضرب الهدى حتى نلقاه ويدنا تحمل مشعلاً للنور، أو أصابعنا تضغط على زناد الحق، نزيل به شيطاناً يحجب النور عن قلوب العباد.
وأول الواجبات نحو الدين.. أو قل إن شئت نحو النفس لإنقاذها من البوار والعذاب فى الدنيا والآخرة هي صحة العقيدة وسلامة الاعتقاد، والتشبث بعقيدة السلف والتي هى عقيدة أهل السنة والجماعة، ونبذ أي شبهة شرك، والبراءة من كل كافر أو مشرك أينما كان، وحيثما صار، مهما كانت وطأة الباطل أو حكم الواقع... فإنها منطلق إن اهتز أصله ترنحت أرجاؤه، وخارت ولو بعد حين أوصاله.
وعلى ذلك نفهم أو نتفهم حقيقة كلمة التوحيد لا إله إلا الله ومقتضاها فإنها الحياه كلها يقول الأستاذ محمد قطب في إحدى محاضراته إن أكبر عبادة في الإسلام هي العبادة الناشئة عن لا إله إلا الله، لأنها منهج حياة وتشمل فى جعبتها كافة سلوكيات الحياة، واستناداً إلى هذه العقيدة نبذنا كل عنصرية لمسلم كما نبذنا كل موالاة لكافر، قال تعالى: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ }[المائدة: 54]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا فرق بين عربي ولا بين أعجمي إلا بالتقوى »، وقال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات: 13]، فالتعصب لجنس أو لون أو لسان أمر مذموم مرفوض، بل هو من بقايا الجاهلية التى وطأتها رسالة الإسلام، والتفاضل بين الناس أساسه التقوى، وباب التعصب للوطن والجنس بين المسلمين جد خطير، فإنه باب الفرقة والتشرذم، والضعف والهوان، وسيادة أهل الكفر والضلال... وهذا ما لا ينبغى أن يكون أو يسمح به، أو نكون فى ركابه تحت أي راية أو مسمى، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء والولاية للمسلمين أمر واجب، ومحبة العلماء العاملين، ومصاحبة أهل التقوى وأصحاب الصبر واليقين لا شك أنه كنز ثمين، وأمر بلا ريب مكين، يؤدي إن شاء الله إلى جنة النعيم، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، فالصحبة الطيبة والقدوة الصالحة كحامل المسك وشتان بينه وبين نافخ الكير والمرء بطبعه اجتماعي ولابد له من صحبة وخلان، وبدون الصحبة الطيبة والتى تأنس فيها النفس، وتحلو فيها الذكرى، وتقرب فيها من المولى، ويشغل فيها المرء بالقربات، والدعوة إلى الطاعات يكون الهلاك والبوار.
ولابد من النظام حتى تكون الأعمال والطاعات متوازنة وشاملة من ناحية، وتراعى الأولويات من ناحية أخرى ولقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » وبقوله أيضاً « فأعط كل ذى حق حقه » ، ذلك حتى يكون الدين شاملاً للحياة بأسرها.. ويصعب أن يكون ذلك إلا من خلال الجمع الطيب والصحبة الصالحة، والبرنامج المتوازن بين متطلبات الحياة بالشكل الكامل الشامل ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.
والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالغالي والنفيس، وبذل أقصى الوسع فى ذلك، في إطار ذلك النظام أصل أصيل... فالدعوة إلى الله بكل الوسائل المؤثرة في النفوس واستناداً إلى فقه الدعوة، وتوسيع قاعدة الصالحين المؤمنين الموحدين المجاهدين في سبيله هي رسالة الأنبياء والعلماء والمتقين والمجاهدين... قال الصحابي ربعي بن عامر فى غزوة القادسية لرستم قائد الفرس: " جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ".
وهذه رحلة طويلة وغاية عظيمة، لابد للعلماء العاملين والمجاهدين الصابرين، وأهل القدوة وأصحاب القدوة أن يقودوا ركبها، ويشقوا غبارها، ويصبروا أو يتصابروا على أعبائها حتى يصير عموم الأمة دينها.... لحمها ودمها.
والقضية خلاصتها أن ننصت بإمعان، وننتبه بلا غفلة، ونصحوا من أي غفوة، ونتلهف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن آذننا تتلقى صدى صوته، وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة يحكي قصة إخواننا في أمم قد خلت، ما صدهم عن دينهم أمشاط الحديد ولا مناشير الأجساد، فكان دينهم أعز من اللحم وأغلى من الدماء هذا قدرنا وواجبنا كي نكون، وبدونه هيهات هيهات أن نكون.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بقلم
م/ محمود حسونة
خاص بإذاعة طريق الإسلام
المصدر: خاص بطريق الإسلام
- التصنيف:
أمة الله
منذ