أبكاني معاوية رضي الله عنه!
عندما كنت أتابع بعض المقالات أو البرامج التي تهاجم الصحابة في الصحف والإعلام وتسعى إلى تزوير التاريخ الإسلامى؛ كنت أشعر بالغضب والحزن بسبب تطاول هؤلاء الأقزام على الصحابة، ولكن لم أشعر بغيرتي وغضبي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حينما حدث معي هذا الموقف...
عندما كنت أتابع بعض المقالات أو البرامج التي تهاجم الصحابة في الصحف والإعلام وتسعى إلى تزوير التاريخ الإسلامى؛ كنت أشعر بالغضب والحزن بسبب تطاول هؤلاء الأقزام على الصحابة، ولكن لم أشعر بغيرتي وغضبي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حينما حدث معي هذا الموقف...
كان لدي موعد مع مجموعة من الأصدقاء؛ نلتقي ونجلس سوياً نتحدَّث في أمور البلاد وأحياناً نتطرق للتاريخ الإسلامي، ونتحدَّث فيه عن أبطال الإسلام العظماء الذين فتحوا البلاد ونشروا فيها الإسلام ولولا أن سخَّرهم الله لذلك ما استشعرنا ولا ذقنا نحن حلاوة ونعمة الإسلام العظيم.
بدأ أصدقائي وزملائي يأتون الواحد تلو الآخر؛ حتى قدِمَ علينا أحد الأصدقاء ومعه ضيف جلس بيننا، فوجدته يتحدَّث عن العلمانية ومزاياها، وأن الشريعة الإسلامية ليست مؤهلة للتطبيق، وأنه لا يوجد بها قوانين تستطيع التعامل مع القضايا المعاصرة مثلاً، وجلست أنا أرقب الأصدقاء وردود أفعالهم لعلي أجد من يرد عليه أو يرد عليه قوله.
والأعجب أني وجدتهم صامتين أمامه كالأصنام؛ لا يُحرِّكون ساكناً لحلاوة لسانه، وبعضهم مُنصِتٌ لكلماته المسمومة بكل حواسه، حتى بدأ هذا الضيف بالحديث عن مرحلة الحكم في عهد الخلفاء، حتى أنه أنكر على الفاروق عمر رضي الله عنه أنه وضع نظام لاختيار الحاكم أو الخليفة من بعده، ثم تطرَّق إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه وأرضاه، وقام باتهام معاوية بالنصب والسرقة وأنه أعطى الخلافة ليزيد بالسيف، حينها انتظرت أي رد فعل ممن يجلسون معي على هذه الإفتراءات الباطلة على معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه ولكن لم يُحرِّك أحد ساكناً.
فاستشاط غضبي؛ وهنا قلت له: توقف أيها الأحمق ولا تتطاول على أسيادك، فمن أنت أيها القزم حتى تتحدث عن سيدك معاوية هكذا؟ حينما تتحدَّث عن أصحاب رسول الله فيجب عليك أن تتكلم عنهم بأدب... وهممتُ بعدها أن أفتِكَ به لولا أن نهض الجميع وأخذوا يهدئوا من روعي عسى أن يذهب غضبي ولكن هيهات...
قلت لهم لماذا تسكتون عن هذا الأحمق الذي تطاول أمامكم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه؟!
لِمَا غضبتم مني؛ حينما قلت له يا أحمق ولم تغضبوا منه حينما افترى على معاوية بن أبي سفيان واتهمه بالسرقة والنصب؟!
ألا تعرفون قدر الصحابة؟!
هل تعلمون ماذا قدَّموا للإسلام؟!
هل تعرفون ماذا قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
هل تعرفون بماذا دعى النبي لمعاوية رضى الله عنه وأرضاه؟!
هل تعلمون ماذا قال الصحابة عن معاوية بن أبي سفيان؟!
حينها انخرطت في بكاءٍ عميق؛ حزناً وأسفاً على خذلان قومي لعظماء هذه الأمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم: « » (أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
وبعد ذلك بدأت أحدثهم عن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه وأرضاه، وخدماته الجليلة للأمة الإسلامية، وفتوحاته العظيمة، وثناء الصحابة عليه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له.
وبعد أن حكيت لهم سيرته العطرة فسألتهم هل بعد كل هذا تسألوننى لماذا غضبت؟!
رسالتي هنا؛ إلى كل الآباء والأبناء، والإخوة والأخوات، علِّموا أولادكم حياة الصحابة، وعَرِّفوهم قدر هؤلاء العظماء حتى لا يتطاول عليهم الأقزام، ويعرفوا قدر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن كُنَّا لا ندافع عن الصحابة بسبب جهل مِنَّا أو لانشغالنا في أمور الحياة؛ فيجب أن نُعلِّم أبناءنا حتى يجد الصحابة من يدافع عنهم، فإن لم ندافع نحن عنهم فمن؟!
ــــــــــــــــــــــــ
أحمد توحيد
- التصنيف: