الفقر؛ والأمن الاجتماعي
لماذا يُهدّد الفقر أمن مجتمعاتنا؟
مدخل:
1- الأمن بجميع أنواعه مهم جدا لاستقرار الحكومات والشعوب والمؤسسات؛ فهو يقوم بدور الحماية اللازمة لجميع هذه الشرائح.
2- موضوعي حول جزء من أنواع الأمن الاجتماعي، وهو الاستقرار المعيشي ومحاربة الفقر.
3- الموضوع يحتاج لتفصيل أكثر، وما أذكره هنا رأيت فيه غنية مع العجالة.
الفئات المعنية؛ وهي كثيرة، ولكن تركيزي على فئة الفقراء بشكل عام:
1- الأيتام.
2- الأرامل.
3- أسر السجناء.
4- المرضى الفقراء.
5- غيرهم.
الظاهرة؛ لماذا يُهدّد الفقر أمن مجتمعاتنا؟
لأن الفقير يحتاج:
- سد الجوع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «» (المنذري، الترغيب والترهيب، [2/92]).
يبين لنا النص النبوي أهمية إطعام الجائع بالأجر المترتب للمطعم جزاء سد العوز، والإسلام يسد الذرائع، فجاء الترغيب بالإطعام قبل اضطرار الفقير للجريمة والسرقة.
- توفير المسكن: من الطبيعي أن يكون السكن معناه السكينة والاستقرار المعنوي والحسي، لا سكن في العراء أو مسكن ينافي كرامة الإنسان.
- سد الاحتياجات للمنزل وحاجات الأبناء الضرورية، وتلبية ضروريات الحياة للزوج والزوجة والأبناء.
- العلاج والدواء: وخاصة المرض المؤدي للعاهة أو الموت، وعدم القدرة على تكاليف العلاج الباهظة أو العمليات المرتفعة، والتي تصل ربما لأكثر من نصف مليون ريال، كزراعة الكبد، خاصة لمن لا تتاح لهم فرص العلاج المجاني.
- توفير فرص العمل: وهذه من أشد الاحتياجات؛ فعدمها يتولد معه مشاكل على الأفراد والمجتمعات. وتقاوم هذه الظاهرة بإحدى طريقتين:
1- التأهيل العلمي المبكر.
2- توفير فرص العمل الكريمة والمناسبة.
العلاج:
1- تشكيل لجان في الأحياء تحت مظلة أيّ من الجهات الرسمية، كمراكز الأحياء وغيرها، تقوم بحصر الحالات الفقيرة.
2- تصنيف هذه الحالات حسب الاحتياج من طعام أو سكن أو مصاريف مدرسية ... الخ.
3- يتم دعم هذه الحالات كالتالي:
- الطعام: وينقسم إلى قسمين:
أ- طعام مطبوخ: يتم التنسيق من قبل اللجان العاملة مع جمعيات فائض الأطعمة في قصور الأفراح أو المطاعم أو غيرها للقيام بعملية تنسيق لإيصال هذه الأطعمة للمحتاجين مباشرة على مدار العام.
ب- طعام غير مطبوخ (جاف): كالمواد الغذائية المتنوعة. ويتم التنسيق فيها مع (تُجاّر الحي، مصانع الأطعمة كالأرز والسكر والزيوت... إلخ)، على أن يتم عرض هذه الحالات على الداعم، ويطلب مشاركته الميدانية لتسليم الأسر والاطلاع على منازلهم وأحوالهم إن رغب بنفسه أو من خلال مندوب ينوب عنه، وكلما تفكك هذا الطلب على أعداد كبيرة من الأحياء استطاع التجار وليس تاجر واحد تقديم الدعم المستمر؛ وذلك لقلة عدد الحالات في كل حي، مع انتماء هؤلاء الداعمين لأحيائهم التي يعيشون فيها أو وقوع مقار أعمالهم في هذه الأحياء.
- الاحتياجات العينية من أجهزة كهربائية وأثاث:
أ- يتم تأمين مستودع في كل حي من هذه الأحياء لتجميع الأثاث والأجهزة، وتصنف على ثلاثة أنواع: جديدة؛ مستعملة صالحة للاستعمال، وما أكثر من يقومون بتغيير أجهزتهم المنزلية والكهربائية، مجددة؛ وهي التي يمكن عمل الصيانة اللازمة لها بأسعار مقبولة، ومن ثم توزيعها على فقراء الحي.
ب- يتم التنسيق من قبل اللجان مع عدة جهات داعمة، مثل: (الجمعيات الخيرية، التُجّار، المنازل بكل حي)، والتي تزيد حاجتها لأنواع من الأثاث، أو لاستبدال القديم بشراء الجديد.
4- بالنسبة للبطالة وعدم وجود فرص عمل مناسبة:
تقوم اللجان العاملة بعدة أمور:
- تجميع المثقفين من كل حي، والتنسيق معهم لعمل دورات تطوعية تأهيلية خاصة للشباب تعلمهم أهمية البحث عن فرص العمل، وكيفية استغلال الفرص الموجودة، وأهمية تطوير الذات، أهمية استكمال الدراسة الأكاديمية أو الفنية المهنية، وأن الإهمال في الشباب ينتهي بالشاب لضياع العمر والبطالة.
- التنسيق مع صندوق الموارد البشرية في كل منطقة، والاستفادة من البرامج الوطنية في التدريب الذي ينتهي بالتوظيف.
- التنسيق مع الشركات الخاصة، والتي تتبنى برامج تنمية المجتمع، لمحاولة البحث لفئات (الشباب، الأرامل، الأيتام،... إلخ) عن فرص تدريب وتمويل مشاريع.
- تعليم العاطلين على استخدام الإنترنت من خلال الدورات المكثفة؛ لاستغلال فرص الكسب المعيشي من خلال (دورات السكرتارية والطباعة، التسويق الإلكتروني، تصميم المواقع، تصميم الإعلانات والدعاية... إلخ)، وخاصة الفتيات اليتيمات والفقيرات اللواتي يدرسن ولا يستطعن ممارسة الأعمال بدوام كامل فيستطعن من خلال الأعمال المنزلية الحاسوبية الجمع بين العلم وتغطية الاحتياجات الملحة للمنزل، أو الفتيات والنساء اللواتي لا يتوفر لهن أجور المصروفات والتنقل، أو حتى توفير الثياب المناسبة للبروز في المجتمعات العملية المناسبة، ولا ننسى أن الإنترنت أصبح أساساً للمعلومات وصقل المهارات؛ بل يُعتبَر محترفو الجرافيك وتصميم المواقع والإعلانات أصحاب دخل ممتاز وعائد مادي مُجدٍ في الوارد مقابل المنصرِف لاحتياجات العمل.
- توفير الفرص المنزلية النسائية من دورات للأشغال اليدوية، المعجنات، الأطباق لفئات: (الأرامل، أهالي السجناء، المعاقات جسدياً... إلخ) مع السعي لهن في عمل بازارات دورية نسائية داخل الأسواق النسائية، الملتقيات الاجتماعية والمحافل التي تخص النساء، كالمدارس وغيرها.
- ضرورة التنسيق مع المدارس داخل الأحياء لتشغيل الفئات المحتاجة في إدارة وبيع الأطعمة والمشروبات بالمقصف المدرسي على الطلاب، الاجتماعات الخاصة بإدارة المدرسة كمجالس أولياء الأمور أو الأمهات في مدارس النساء، أو من خلال فترات الصيف داخل المدارس المعتمدة من وزارة التربية والتعليم لإقامة برامج صيفية للطلاب.
- تعليم الشباب الطموح والمتميز دراسيا لبرنامج (صناعة معلم)، يستطيع أن يمارس فيها الطالب بالتنسيق مع إدارة المدرسة تعليم الطلاب الذين يحتاجون إلى دروس تقوية في بعض المواد، ويعد هذا برنامجا تأهيليا ودافعا معنويا لبناء ثقة (الطالب المعلم).
أدوات لا بد من توافرها لعمل اللجان:
1- البحث عن المعلومات (النت، الصحف، العلاقات الاجتماعية).
2- التوثيق الإعلامي والإنتاجي، وهذا فيه عدة فرص منها: (المصداقية والشفافية أمام الداعمين، خاصة فترات التوزيع والتسليم). والإعلام يجلب داعمين أثناء عرضه وتغطيته لأعمال هذه اللجان.
3- المتطوعون: والذين يعملون بالتطوع بوقتهم وجهدهم بشكل عام، ومالهم بشكل خاص، ويسيرون ضمن منظومة العمل وآلية الجهة الرسمية التي تدعم مثل هذه المشاريع.
هذا ما أمكنني المشاركة به، سائلاً المولى جل وعلا أن يُسدِّد خطانا وخطاكم، ويجمع كلمتنا دائما في هذا الوطن المبارك، ويوحد جهودنا لخدمة الفقراء في مجتمعنا الآمن المبارك.
عمر عبد الهادي صالح إبراهيم
- التصنيف:
- المصدر: