عرض كتاب طفل يقرأ للدكتور عبد الكريم بكار

منذ 2014-03-16

إن السنوات الست الأولى هي السنوات الحاسمة في تشكيل رغبات الطفل وميوله واتجاهاته، ولهذا فإن الاهتمام بتحبيب القراءة إليه في هذا السن يُعد مهماً للغاية، وبعض الأهل يظنون أن الرغبة في القراءة وعدم الرغبة من الأمور التي تولد مع الطفل ولهذا فإنهم لا يبذلون أي جهد يذكر في تحفيز أبناءهم، وبعضهم يظنون أنهم يستطيعون جعل الطفل يمارس القراءة متى ما شاءوا.

 

  • الكتاب عبارة عن مقدمة وسبعة فصول صغيرة.
  • في المقدمة يقول الدكتور عبد الكريم بكار حفظه الله [إنني أستطيع أن أقول بثقة تامة : إن عصرنا هذا هو عصر العلم والمعرفة والمعلومة و الكتاب وإن من غير الممكن اليوم لأي أمة أن تكون في مصاف الدول الصناعية الكبرى من غير تحسين السوية المعرفية لدى شعوبها وإن تنشئة الأجيال الجديدة على حب القراءة هي الخطوة الأولى والشاقة في هذه السبيل. وقد حاولت في هذا الكتاب - كما هو الشأن في باقي أجزاء هذه السلسلة - أن أكسر المعادلة الصعبة من خلال تقديم مضمون راق وعميق وموثوق لكن بصياغة سهلة وميسرة قدر الإمكان حتى يكون متاحاً لأكبر شريحة ممكنة من القراء وإني لأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب وأن يجعله ذخراً لي يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه].
  • يُقال دائماً إذا أردت أن تقنع إنساناً بعمل أي عمل، عليك فقط بإقناعه بأهمية ذلك العمل، ثم بعد ذلك ستجده يُفني الساعات والليالي في سبيل إنجازه، لأنه ببساطة أدرك كم هو مهمٌ بالنسبة له، ولهذا (أظن ذلك!).
     
  • أولى الموضوعات التي ناقشها الكتاب كانت: لماذا نهتّم بتشجيع الطفل على القراءة؟
    إن السنوات الست الأولى هي السنوات الحاسمة في تشكيل رغبات الطفل وميوله واتجاهاته، ولهذا فإن الاهتمام بتحبيب القراءة إليه في هذا السن يُعد مهماً للغاية، وبعض الأهل يظنون أن الرغبة في القراءة وعدم الرغبة من الأمور التي تولد مع الطفل ولهذا فإنهم لا يبذلون أي جهد يذكر في تحفيز أبناءهم، وبعضهم يظنون أنهم يستطيعون جعل الطفل يمارس القراءة متى ما شاءوا، ولهذا فإنهم يهملون هذا الأمر فيكبر الطفل ويدخل في مرحلة المراهقة دون أن يصبح له أي شغف بالقراءة، وإن لدينا عدداً كبيراً من الشواهد والدلائل على أننا إذا لم نزرع في نفس الطفل التآلف مع الكتاب في الصغر، فإن من الصعوبة بمكان أن ننجح في ذلك في الكبر، وكما أن زراعة كثير من الخضراوات لا تتم إلا في بداية الشتاء، وبعضها لا يتم زرعه إلا في الربيع فإن لتوجيه الرغبات وبناء الاتجاهات وقتاً مثالياً لا ينبغي التأخر عنه.
     
  • لممارسة القراءة في وقت مبكر علاقة كبيرة بالتفوق الدراسي في المراحل المختلفة، وذلك لأن النبوغ والإبداع والتفوق الواضح جداً على الأقران، لا يتم من خلال الاقتصار على دراسة المناهج المدرسية، بل لابد لمن يريد ذلك من أن يكون لديه نوع من الوَلَه والشغف بالقراءة واصطحاب الكتاب حتى يقرأ في اليوم ساعات طويلة، بل حتى يكون البحث والإطلاع مجدياً ومفيداً، وقد دلّ عدد من الدراسات على أن مهارات القراءة التي يكتسبها الطفل في الصف الأول الابتدائي، هي نفس المهارات التي يعود إليها ارتفاع درجات الطالب في الثالث الثانوي، ولهذا فإن من مهام الآباء والأمهات (والإخوان والأخوات تجاه الصغار)، أن يجعلوا الهدف الجوهري من وراء تعليم الأطفال هو تحبيب الكتاب إليهم وجعلهم يقرؤون يومياً كما يمارسون الأكل والشرب واللعب.
     
  • حب القراءة يفتح أمام الطفل باباً واسعاً للرقي الروحي والعقلي، كما أنه يوسّع في مداركه ويحسّن قدرته على التخيّل، ولذلك حينما يصبح لدى الطفل نوعاً من الإدمان على القراءة، فإنها تصبح في حياته من متع الحياة الرئيسية، وقد رأيتُ طفلاً في الحادية عشرة من عمره وقد غرق في قراءة قصص الصحابة رضوان الله عليهم إلى درجة أنه لا يترك القصة التي بين يديه مع تكرار دعوة والدته له للقيام إلى الطعام، وفي بعض الأحيان تصبح الغرفة التي يقرأ فيها مظلمة ولا يقوم إلى إضاءة المصباح من شدة تعلقه بالكتاب!، وأصبح الطفل كهلاً، وهو اليوم واحداً من أشهر عشرة أشخاص في تخصصه على مستوى العالم!
    هكذا يجيب الدكتور على السؤال الأهم (لماذا نهتم بتشجيع الطفل على القراءة)، ثم بعد ذلك تتسلسل فقرات الكتاب بشكل أكثر من رائع لتواصل الإجابة على العديد من التساؤلات التي أجزم يقيناً أنها في عقول الكثير ممن يريد حقاً أن يساهم في غرس حب القراءة فيمن حوله من الصغار.

محمد المصري

معلم وباحث إسلامي مهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية ،وله عديد من الدراسات في مجال الشريعة والعقيدة والتربية الإسلامية.

  • 5
  • 4
  • 8,620

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً