{بِقَلْبٍ سَلِيم}
تتدافع الأحداث والمؤثرات على المسلم في حياته الدنيا، فتعرض له الفتن عرضًا متتاليًا كعرض الحصير عودًا عودًا ويختبر المرء مع توالي الفتن والأحداث بل والمدلهمات من حوله خاصة في عصرنا الحاضر...
بسم الله الرحمن الرحيم
تتدافع الأحداث والمؤثرات على المسلم في حياته الدنيا، فتعرض له الفتن عرضًا متتاليًا كعرض الحصير عودًا عودًا ويختبر المرء مع توالي الفتن والأحداث بل والمدلهمات من حوله خاصة في عصرنا الحاضر.
فمنها ما يفهمه العقل ويُفسِّره ومنها ما ينغلق الفهم دونه... ثم في النهاية تترك كل فتنة بصمتها في صفحة القلب، فأما من أدرك حقيقتها فأنكرها وبريء منها فتترك الفتنة خلفها في قلبه نكتة بيضاء ومن الناس من يغوص في الفتنة إلى ركبتيه فيتشرف لها ويستسيغها ويبتلع طعمها فتنكت في قلبه نكتة سوداء... وهكذا دواليك حتى تصبح القلوب بين البياض كالثلج والسواد كالقطران.. وحالها بين الصفاء والانتكاس... ولا يعافي العبد بفضله ورحمته وينجيه من هذه المدلهمات إلا الله.
أخرجَ مُسلم في كتابِ الإيمان من حديث حُذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: قال: "قال النبي صلى الله عليه وسلّم: « »".
وسط هذا الزحام قد ينسى العبد أنه مطالب بطلب هام وجد خطير ألا وهو المحافظة على قلبه سليمًا، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: "{إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي: سالم من الدنس والشرك".
قال محمد بن سيرين: "القلب السليم أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور".
وقال ابن عباس: {إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} حييٌ يشهد أن لا إله إلا الله".
وقال مجاهد، والحسن، وغيرهما: {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} يعني: من الشرك".
وقال سعيد بن المسيب: "القلب السليم: هو القلب الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ لأن قلب [الكافر و] المنافق مريض، قال الله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة من الآية:10]".
وقال أبو عثمان النيسابوري: "هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن إلى السنة" أ هـ (من تفسير القرآن العظيم).
يقول ابن القيِّم: "والقلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر؛ ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة".
ويقول أيضًا:
"فإذا عزمت التوبة وصحت ونشأت من صميم القلب، أحرقت ما مرَّت عليه من السيئات، حتى كأنها لم تكن؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له" أ.هـ كلامه رحمه الله.
وحريٌ بكل مُسلم ومُسلمة أن يَسعى في صلاح قلبهِ ومن أهم الطُرق هو هجر المعاصي والإلحاح بالدعاء ومُلازمة القُرآن ففيه شفاء قلبك قال الحق: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].
وليكن في المُخيلة هذا الحديث:
«البخاري في الصحيح).
» (أخرجهأبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: