إعلامنا وسحرة فرعون!

منذ 2014-03-19

حرب الإعلام ليست حرباً جانبية تقتصر على فساد الإعلام ذاته؛ وإنما الإعلام ما هو إلا أداة في يد منظومة فساد عالمية، تقودها عاهرة الأرض أمريكا وخلفها أذنابها من الأوروبيين وذيولهم من أتباع الشرق الأذلَّاء...

بسم الله الرحمن الرحيم

تطل علينا رؤس كرؤوس الأفاعي! تبث سُمُّها في عروق الأمة، حتى كاد نبض الأمة أن يتوقف من كثرة السُمِّ الزعاف الذي يضخه الإعلام المتآمر -في أغلبه- في قلب الأمة النابض وعروقها وشرايينها المتمثلة في كل بيت وكل شارع ومنتدى.

أصبح الإعلام هو الموجِّه الأساسي للجماهير، وفاق تأثيره تأثير البيت والمدرسة والجامعة بل وللأسف فاق في كثير من الأحيان دور الجامع.

الإعلام يلعب دوراً كبيراً في تغيير الهوية والمفاهيم، وتوجيه الشعوب إلى حيث يريد من يمتلكون الإعلام ويُموِّلونه لصالح منظومة مادية عالمية، تقضي على من يقف في وجهها بلا رحمة، والمطلوب أن ترضخ الشعوب لمنظومة الهيمنة العالمية ورجالها وممثليها في الغرب والشرق.

ولأن الإسلام يُخرِج الناس من عبادة العِباد وعبادة الهوى إلى عبادة الله وحده والعيش على مراده، لا على مراد العِباد. لذا؛ فالإسلام هو العقبة الكؤود أمام عُبَّاد الشهوات، وأرباب الهوى وطغيان المادة والقوة المفرطة.

فالإسلام يدعوهم لترويض المال لخير البشر، وترويض القوة لنفع البشر؛ بينما هم يريدون تطويع كل هذا من أجل الشهوة واللذة ولو ذهبوا بعدها للجحيم... وفي المقابل؛ تكون الحرب بلا هوادة لمن يريد تطويع تلك القوى لخير البشرية وسعادتها الحقة، وتوجيه بوصلتها إلى مراد الله، وتوجيه الشعوب إلى العمل بشرعه سبحانه الذي تكفَّل بسعادة البشرية في الدارين.

إذن فحرب الإعلام ليست حرباً جانبية تقتصر على فساد الإعلام ذاته؛ وإنما الإعلام ما هو إلا أداة في يد منظومة فساد عالمية، تقودها عاهرة الأرض أمريكا وخلفها أذنابها من الأوروبيين وذيولهم من أتباع الشرق الأذلَّاء.

للخروج من هذه المعادلة الفاسدة:

أولاً: إنقاذ النفس من التعرُّض لتلك الفتن، ومقاطعة هؤلاء الذين لا يملكون إلا سلعاً معروفة قوامها الجنس والصوت العالي في برامج التوك شو التي تُشوِّه كل مصلح أو داعي لخير، فمقاطعة تلك القنوات ضرورة آنية لا مفرَّ منها.

ثانياً: الحرص على إيجاد إعلامٍ بديل مع ضعف الإمكانيات المتاحة، ولو لم تجد فكن أنت الإعلام البديل، وشجِّع أي صوت إعلامي صادق ولو استخدم أقل الإمكانيات عبر صفحات الويب، أو القنوات التي تئن من ضعف الدخل والمال... إن لم نتحمل نحن ضعف إمكانيات الإعلام الإسلامي البديل؛ فمن يتحمله وينشر إنتاجه بين الناس؟!

ثالثاً: تحذير الناس من تلك الوجوه الخبيثة، التي تطل علينا بالفساد والإفساد وعدم الكلل والملل من التحذير منهم، فهم كسحرة فرعون قال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُن النَّاس وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} [الأعراف من الآية:116].

قال ابن كثير: "أي: خيَّلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه له حقيقة في الخارج، ولم يكن إلا مجرَّد صنعة وخيال".

وفي النهاية؛ أسأل الله أن يُطهِّر الأمة من رجس الإعلام الخائن ودعارة وخبث من يُلوِّثوث الأجيال.

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,844

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً