ماذا ستقول لرب العالمين؟
أم سارة
عندما مَرَّ يوم بخير دون تخريب أو قتل حمدنا الله وكأن الطبيعي هو القتل والدمار وعندما مَرَّ بسلام سجدنا شكرًا،
ألهذا الحد أصبح قتل النفس مثل الشعرة التي تسل من العجين عند هؤلاء؟
- التصنيفات: تزكية النفس -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة من الآية:32].
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93].
ماذا سيقول الذي قتل نفس بغير نفس ولا فساد في الأرض عندما يقف بين يدي الله؟ ما هي حجته للنجاة من لعنة الله وغضبه والخلود من النار؟
وكأني في هذه الآونة الأخيرة لا أرى ولا أسمع سوى عن فلان قتل فلان بدون سبب، وآخر قتل علان لأنه من مشجعي الفريق الفلاني، وهذا قتل هذا لأنه لم يقرضه بضع جنيهات وغيرها من الأسباب الواهية التافهة!
عندما مَرَّ يوم بخير دون تخريب أو قتل حمدنا الله وكأن الطبيعي هو القتل والدمار وعندما مَرَّ بسلام سجدنا شكرًا.
ألهذا الحد أصبح قتل النفس مثل الشعرة التي تسل من العجين عند هؤلاء؟ ما ذنب هؤلاء الذين قتلوا بالأمس وغيرهم ممن سبقوهم؟ ماذا جنوا لتسفك دمائهم وتسلب أرواحهم ويدفن شبابهم وأحلامهم؟
ما ذنب الأمهات والزوجات والأبناء وكل الثكالى؟ ما ذنب كل بيت كان يضحك وفي لحظة لبس السواد والحداد؟
ماذا سيقول هؤلاء القتلى عندما يقفوا بين يدي خالق البرايا؟ أم أنهم يظنون أنهم لن يقفوا وليس عندهم علم بهذا الموقف العظيم!
ماذا ستقولي يا كل أم خرج ابنها وهو يحمل العصا والسلاح ليقتل أخيه ويسعى في خلق الله ويفسد في الأرض وأنت لم تمنعيه؟ ما هي حجتك أمام ربك عن ما استرعاكِ فيه؟
ماذا ستقول أيها المربي عندما تُسأل كيف ربيت ولدك الذي حُبب إليه البلطجة والفتونة والاستهانة بخلق الله والسعي بالفساد في الأرض؟
والله إن القلب ليحترق على الأمة وما يحدث فيها ولا اعرف ماذا سنقول يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون!
سامحوني أخواتي ولكنكم منفذي بعد الله لأكتب بعض ما يجيش به الصدر فقد أموت كمدًا من كثرة الحقن في نفسيتي!
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: « ».
رحمتك ولطفك يا الله.