دور الغرب في القضاء على الخلافة الإسلامية وتقسيمها إلى دويلات
الاختلاف والتفرق حالة مرضية كانت في الامم السابقة، لاسيما اليهود والنصارى، الذين حذرت منهم نصوص التشريع الاسلامي، قرآنًا وسنة، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:105].
بيد أن متأخروهم قد استفادوا من دروس سابقيهم، فعملوا على الوحدة والاجتماع رغم شدة ما بينهم من عداوة وبغضاء، لا لشيء إلا لقهر المسلمين واستدامة سيطرتهم على مقدرات الامم والشعوب، حتى وصل الامر إلى أن يسعى بابا الفاتيكان إلى تبرأة اليهود من جريمتهم التاريخية في سفك دم المسيح (على حد زعمهم)، يبدوا أنهم يريدون أن يزيلوا كل ما من شأنه أن يكون عائقًا دون الاجتماع والتعاون، حتى لو كانت عقيدة دينية لدي الطرفين تطاولت عليها الفرق وآمنت بها الاجيال.
وبذلك تتحقق نبوءة النبي صلى الله علية وسلم في قوله: « »، فَقَال قَائِل: وَمَنّ قِلَّة نَحْن يَوْمئِذ، قَال: « »، فَقَال قَائِل: يَا رَسُول اللَّه وما الْوَهْن، قَال: « » (أبو داود في السنن [4/ 111]).
فَهُم قَد يَخْتَلِفُون فِي كَلّ شَيْء لَكِنَّهُم يَجْتَمِعُون عَلَى قَمْع النَّهْضَة الاسلامية وَتَمْزِيق الامة الاسلامية ووأد أَي يَقَظَة قَد تَقُوم، لِتَدُوم لَهُم السَّيْطَرَة عَلَى الْعَالِم أَطْوَل فَتْرَة مُمْكِنَة، فَعَقَدُوا المؤتمرات وشكَّلوا الْهَيْئَات وَكُوَّنُوا المنظمات الَّتِي تَعْمَل عَلَى ذَلِك الْغَرَض الْمُوَحِّد.
فانتهجوا فِي سَبِيل تَحْقِيق ذَلِك سِيَاسَة فَرَّق تَسُدّ، وَأَن الشَّجَرَة إِنَّمَا يَقْطَعُهَا أَحَد أَغْصَانِهَا، فَيَكُون الْمُسْلِمِين كَاَلَّذِين يُخْرِبُون بُيُوتِهِم بِأَيْدِيهِم، وينوبون عَن أَعْدَائِهِم فِي مهمتهم، وَبُعْد مَا فَشُلَّت كَلّ محاولاتهم الْقَدِيمَة فِي السَّيْطَرَة عَلَى بِلَاد الاسلام بِقُوَّة السِّلَاح فَأَيْقَنُوا أن الْمُسْلِمِين لا يَهْزِمُون أبدًا فِي مَعَارِك السِّلَاح، فاستفادوا مَن وَصِيَّة لويس التَّاسِع وَمَنّ أَفْكَار المنصرين والمستشرقين.
وَقَد اقبسوا هَذِه السِّيَاسَة الْمَعْنِيَّة بِتَفْرِيق الشُّعُوب الاسلامية مَن تعاليم دِينِهِم المحرفة، فَالرَّبّ عَلَى حَدّ زَعْمِهِم لا يَسْتَطِيع أن يَنْتَظِر حتى يَبْنُوا مَدِينَتِهِم وينافسوه فِي مَلَكُوتِه... وَكَأَنَّمَا هُو مستعمر أوروبي يَسِير وَفْق سِيَاسَة فَرَّق تَسُدّ، فَفَرَّق الْبَشَر، حَتَّى يَحْكُم قَبَضْته عَلَيْهِم.
جَاء فِي سَفَر التَّكْوِين أن الرَّبّ الاله خَشِي عَلَى مَمْلَكَتِه مَن الزَّوَال وَحُكْمَه مَن الِانْهِيَار، عِنْدَمَا رَأَى الْبَشَر مُتَّحِدَيْن ومتحابين، يَبْنُون مَدِينَة كَبِيرَة وبرجها فِي السَّمَاء، فَدَعَا مَلَائِكَتَه وَنَزَّل وَحَطْم مَدِينَتِهِم، وَبُلْبُل أَلْسِنَتِهِم وَفَرَّقَهُم فِي الارض، حتى لا ينافسوه فِي مِلْكِه وَمَلَكُوتِه، تَعَالى اللَّه عَن ذَلِك علوًا كبيرًا (سفر التكوين الاصحاح[11] [1-9]).
وَمَنّ هُنَا بدأوا فِي إضْعَاف الْخِلَافَة الاسلامية أولًا، بِالْحُرُوب الداخلية، وَنَزْع رُوح الاسلام وَرَوَابِطِه مَن نُفُوس الْمُسْلِمِين، وَبَثّ النزاعات الْعِرْقِيَّة، وَمَنّ ثُمّ هَدَم الْخِلَافَة الاسلامية تمامًا، الْيَهُود بِأَمْوَالِهِم والنصارى بسلطانهم، رَغِم مَا بَيْنَهُم مَن عَدَاوَة وبغضاء.
شجعوا حُكَّام الاقاليم التَّابِعَة لدولة الْخِلَافَة عَلَى الْعِصْيَان وَالِانْقِلَاب عَلَى دُولَة الْخِلَافَة وَكَسَر عَصًا الطَّاعَة، مِثْلَمَا فَعَلُوا مَع مُحَمَّد عَلَيّ، فَقَد عَمِلُوا عَلَى تَقْوِيَة شَوْكَتُه، وَبَسْط سُلْطَانِه عَلَى مِصْر وما حَوْلَهَا، وساندوه فِي حُرُوبِه ضِدّ جَيْش الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة، وَلَمًّا كَاد مُحَمَّد عَلَيّ أن يَقْضِي عَلَى الْخِلَافَة، سَارِعُوا بصده وَإِيقَاف تَوَغُّلِه، خوفًا مَن الْقَضَاء عَلَى الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة وَإِنْشَاء خِلَافَة بديلة عَنْهَا، فَهُم دَائِمًا يَعْمَلُون عَلَى توازان دَوَائِر الصِّرَاع لِاسْتِنْفَاذ الْقُوَى.
وَمَنّ أَجَل تَنْفِيذ هَذَا الْفِكْر الْخَبِيث تَمّ انْعِقَاد مُؤْتَمِر كامبل، الَّذِي دَعَا إلَيْه حِزْب الْمُحَافِظِين البريطاني، وَاسْتَمِرّ جِلْسَات هَذَا الْمُؤْتَمَر مَن 1905 إلَى 1907 فِي لندن، بِدَعْوَة سَرِيَّة مَن حِزْب الْمُحَافِظِين البريطاني بِهَدَف إيجَاد آلِيَّة تُحَافِظ عَلَى تَفُوق ومكاسب الدُّوَل الاستعمارية، وانعقد الْمُؤْتَمَر بِحُضُور كلًا مَن فرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا، وَقَد حَضَر الِاجْتِمَاعَات كِبَار عُلَمَاء التَّارِيخ وَالِاجْتِمَاع وَالِاقْتِصَاد وَالزِّرَاعَة والجغرافيا والبترول.
ولقد تَوَصَّل الْمُجْتَمِعُون إلَى نَتِيجَة مُفَادُهَا: "إن الْبَحْر الْمُتَوَسِّط هُو الشِّرْيَان الْحَيْوِيّ للاستعمار، لأَنَّه الْجِسْر الَّذِي يَصِل الشَّرْق بِالْغَرْب وَالْمَمَرّ الطَّبِيعِيّ إِلَى القارتين الاسيوية والافريقية وَمُلْتَقَى طَرَق الْعَالِم، وأيضًا هُو مَهَّد الاديان والحضارات، والاشكالية فِي هَذَا الشِّرْيَان أَنَّه يَعِيش عَلَى شواطئه الجنوبية وَالشَّرْقِيَّة بِوَجْه خَاصّ شُعَب وَاحِد مُتَوَفِّر لَه وَحِدَّة التَّارِيخ وَالدِّين وَاللِّسَان".
وَأَبْرَز مَا جَاء فِي توصيات هَذَا الْمُؤْتَمَر:
- الابقاء عَلَى شَعُوب هَذِه الْمِنْطَقَة مُفَكَّكَة جَاهِلَة مُتَأَخِّرَة. وَعَلِى هَذَا الاساس قاموا يَتَقَسَّم الْعَالِم بِالنِّسْبَة إلَيْهِم إلَى ثَلَاث فِئَات:
الْفِئَة الاولي:
دُوَل الْحَضَارَة الْغَرْبِيَّة المسيحية (دُوَل أوروبا وأمريكا الشَّمَالِيَّة وأستراليا) وَالْوَاجِب تُجَاه هَذِه الدُّوَل هُو دَعِّم هَذِه الدُّوَل ماديًا وتقنيا لِتَصِل إلَى أَعَلَى مُسْتَوِي مَن التَّقَدُّم والازدهار.
الْفِئَة الثَّانِيَة:
دُوَل لا تَقَع ضَمِن الْحَضَارَة الْغَرْبِيَّة المسيحية وَلَكِن لا يُوجَد تَصَادُم حضاري مَعَهَا ولا تُشْكِل تهديدًا عَلَيْهَا (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وَغَيْرهَا) وَالْوَاجِب تُجَاه هَذِه الدُّوَل هُو احْتِوَائِهَا وإمكانية دعمها بِالْقَدْر الذى لا يُشْكِل تهديدًا عَلَيْهَا وَعَلِيّ تَفَوُّقِهَا.
الْفِئَة الثَّالِثَة:
دُوَل تَقَع ضَمِن الْحَضَارَة الْغَرْبِيَّة المسيحية وَيُوجَد تَصَادُم حضاري مَعَهَا وَتُشْكِل تهديدًا لتفوقها (وَهَى الدُّوَل الاسلامية بِشَكْل عَامّ، وَالْعَرَبِيَّة بِشَكْل خَاص) وَالْوَاجِب تُجَاه هَذِه الدُّوَل هُو حِرْمَانِهَا مَن الدعم وَاكْتِسَاب الْعُلُوم وَالْمَعَارِف التَّثْنِيَة وَعُدِم دعمها فِي هَذَا الْمَجَال وَمُحَارَبَة أَي اتِّجَاه مَن هَذِه الدُّوَل لامتلاك الْعُلُوم التقنية.
- مُحَارَبَة أَي تَوَجَّه وصولي فِيهَا:
وَلِتَحْقِيق ذَلِك دَعَا المؤتمرون إلَى إقَامَة دُولَة فِي فِلَسْطِين تَكُون بِمَثَابَة حَاجِز بشْرَي قوي وَغَرِيب ومُعادي، يَفْصِل الْجُزْء الْأَفْرِيقِيّ مَن هَذِه الْمِنْطَقَة عَن الْقِسْم الأسيوي، وَاَلَّذِي يَحُول دُوْن تَحْقِيق وَحِدَّة هَذِه الشُّعُوب، وَتَكُون لِهَذَا الْجِسْم أَدْوَار ثَلاَثَة:
1- يَفْصِل الْمَشْرِق الْعَرَبِيّ عَن الْمَغْرِب الْعَرَبِيّ.
2- ولاءه لِلْغَرْب.
3- يُعَطِّل نَهْضَة هَذِه الْمِنْطَقَة.
فَتَوَجَّه الْيَهُود بقيادة حاييم وايزمان -أَشْهُر شَخْصِيَّة صهيونية بَعْد تيودور هيرتزل- إِلَى تِلْك الدُّوَل يَعْرِضُون أَنْفُسِهِم، أن يَكُونُوا هُم هَذَا الْجِسْم الْغَرِيب، وَبِالْفِعْل اسْتَطَاع حاييم وايزمان أن يَحْصُل عَلَى وَعَدّ بلفور، وكان لَه الدُّور الاساسي فِي ذَلِك.
وَعَلِى ذَلِك فَقَد شَكْل هَذَا الْمُؤْتَمَر النَّوَاة الاساسية الَّتِي انْبَثَق عَنْهَا كَلّ المخططات والمؤامرات الهادفة إلَى تَقْسِيم دُوَل الْخِلَافَة الاسلامية، وَتَقْسِيمُهَا إلَى دويلات ذَات حُدُود حُرَّة حيادية لِتَكُون بِمَثَابَة بُؤْرَة لِلْخِلَاف وسببًا لِلنِّزَاع.
وَقَد ارتكزوا فِي مُهِمَّة إسْقَاط دُولَة الْخِلَافَة إلى عِدَّة اتجاهات، تَكْمُل بَعْضُهَا بعضًا لِتَحْقِيق الْغَرَض الْمَعْنِيّ.
- خَلَق طَبَقَة مَن أَبْنَاء الْمُسْلِمِين تتبني مَذَاهِب وَأَفْكَار هدامة، تنخر فِي عِظَام الدّيْن الاسلامي، وَتَعْمَل عَلَى زَلْزَلَة عَقِيدَة الْمُجْتَمَعَات الاسلامية، فيتفرغون لِلْجَدَل وينشغلون بالنزاعات الْفِكْرِيَّة والطائفية.
- تَشْوِيه صُورَة الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة، خَاصَّة السُّلْطَان عَبْد الْحَمِيد، وَتَشْبِيهِهَا بالاستعمار والاحتلال، وُفِّي الْمُقَابِل تلميع بَعْض الرُّمُوز العميلة لَهُم.
- إحْيَاء النعرات القومية كالطورانية فِي تُرْكِيًّا، والفرعونية فِي مِصْر، والبابلية فِي الْعِرَاق، والاشورية والفينيقية فِي الشَّام، والبربرية فِي شِمَال أفريقيا.
وَقَد عززوا مَن شَأْن القومية الْعَرَبِيَّة لِتَكُون فِي مُقَابِل النَّزَعَة الطورانية التُّرْكِيَّة، لِيُحْدِث بِذَلِك انشقاقا كبيرًا في دُولَة الْخِلَافَة، فتنشغل الامة بِتَمْجِيد تِلْك النزاعات وَالِافْتِخَار بِهَا، مَع تَجْهِيل الْمُسْلِمِين بِتَارِيخِهِم الاسلامي الْمَجِيد.
- التَّنْصِير والاستشراق وَسِيلَتَان تكيدان لِلْإِسْلَام تَحْت سِتَار خَفِي مُقْنِع... الاصلاح وَالتَّعْلِيم وَالطِّبّ وَالْمَعُونَات...
- الاحزاب العلمانية والماسونية، مِثْل الِاتِّحَاد وَالتَّرَقِّي أَوَّل حِزْب سِيَاسِيّ جَلّ أَعْضَائِه مَن الماسون، وَزَرَعُوا فِي مُعْظَم الاقطار والاقاليم الاسلامية مِثْل هَذَا الْحِزْب.
عَمِلْت كَلّ هَذِه الْوَسَائِل وَغَيْرهَا عَلَى إضْعَاف الدَّوْلَة الاسلامية وَبَثّ سَمُوم الْخِلَاف وَالنِّزَاع بَيْن أَرْكَانِهَا وَعَلِى تَهْوِين الْعَقِيدَة الاسلامية فِي قُلُوب الشُّعُوب الاسلامية، فهيئت الدَّوْلَة الاسلامية لِلزَّوَال وَتَحْوِيلَهَا إلى أَقَالِيم مُتَفَرِّقَة.
وَمَع ذَلِك كَان لابد مَن اتِّخَاذ خُطُوَات عَمَلِيَّة تَقْضِي عَلَى مَا تُبْقِي مَن قُوَّة لَدَى الْخِلَافَة، وَمَحْو الِاسْم مَن الْوَاقِع، فَدَفَعُوا الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة لِلدُّخُول فِي الْحَرْب الْعَالَمِيَّة الاولى، فَدَمَّرَت عَلَى أَثَرُهَا الْقُوَّة الْعَسْكَرِيَّة الْعُثْمَانِيَّة تمامًا.
وَقَد أَخَذُوا فِي تلميع مصطفي كَامِل شَدِيد الْعَدَاوَة لِلْإِسْلَام (ماسوني) لِيَحِلّ مَحَلّ الْخَلِيفَة، وُفِّي نَفْس التَّوْقِيت عَمِلُوا عَلَى تلميع شَخْصِيَّة عَرَبِيَّة، تعشق الزَّعَامَة وَتَقْدِيس السُّلْطَة فَكَان الشَّرِيف حُسَيْن وَالِي مَكَّة، فَأَغْرَاه الْغَرْب عَن طَرِيق لورانس الْعَرَب ضَابِط المخابرات الإنجليزي، وكان هُو الْوَسِيط بَيْن الشَّرِيف حُسَيْن ومكماهون عَلَى أن يَقُوم الشَّرِيف حُسَيْن بِضَرْب الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة مَن الْخَلَف ويحتل مِينَاء الْعَقَبَة وَيَفْتَح الْمَجَال لِلْجَيْش الإنجليزي لِدُخُول فِلَسْطِين، فِي مُقَابِل أن يُعْطى الشَّرِيف حُسَيْن مَمْلَكَة الْعَرَب.
وُفِّي سِيَاق قُلِب الْحَقَائِق اطلقوا عَلَى هَذِه الْخِيَانَة الْكُبْرَى لَقَب الثورة الْعَرَبِيَّة الْكُبْرَى عَلَى الاحتلال التُّرْكِيّ.
وَنَجَحَت خُطَّة لورانس ومكماهون، حَيْث لَم يَكُن العثمانيون يَتَوَقَّعُون خِيَانَة الشَّرِيف حُسَيْن فَكَانُوا يَتَوَقَّعُون أن تَأْتِيهِم الضَّرْبَة مَن قُبُل الإنجليز فَقَط.
وُفِّي نَفْس التزامن الَّذِي حَرَّك فِيْه الْغَرْب الْقِيَادَة الْعَرَبِيَّة الْخَائِنَة لِلِانْقِلَاب عَلَى الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة، بِوُعُود واتفاقات كَاذِبَة ظَهَرَت اتِّفَاقِيَّة سايكس بيكو 1916 وَالَّتِي انْعَقَدَت بَيْن بريطانيا وفرنسا بمصادقة روسيا عَلَى تَقْسِيم ممتلكات الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة.
بِمُوجِب هَذَا الِاتِّفَاق حَصَلَت فرنسا عَلَى سوريا وَلُبْنَان وَمِنْطَقَة الْمَوْصِل، أَمَّا بريطانيا فَامْتَدَّت مَنَاطِق سيطرتها مَن طَرْف بِلَاد الشَّام الْجَنُوبِيّ متوسعًا بِالِاتِّجَاه شرقًا لتضم الْعِرَاق والاردن، كَمَا تَقَرَّر وَضَع فِلَسْطِين تَحْت إدَارَة دولية يَتِمّ الِاتِّفَاق عَلَيْهَا بالتشاور بَيْن بريطانيا وفرنسا وروسيا.
وَانْعَقَدَت عِدَّة مؤتمرات واتفاقيات أخرى تَمّ بِمُوجِبِهَا الْقَضَاء التَّامّ عَلَى الْخِلَافَة الْعُثْمَانِيَّة وَتَقْسِيم الدَّوْلَة إلى دويلات بِالشَّكْل الْحَدِيث مِثْل مُؤْتَمِر وَمُعَاهَدَة فرساي الَّتِي خَسِرْت الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة خِلَالِهَا أَرَاضِي وَاسِعَة فِي أوروبا وأسيا وَانْتَهَت كإمبراطورية، ومؤتمر سَان ريموا الَّذِي قَسَمْت فِيْه الشَّام الْوَاحِدَة إلى أَرْبَعَة دُوَل (سوريا وَلُبْنَان والاردن وَفِلَسْطِين).
وَمُعَاهَدَة لوزان الَّتِي اُشْتُرِطَت فِيهَا انجلترا عَلَى تُرْكِيًّا عَدَم انْسِحَابِهَا مَن اراضيها الا بَعْد تَنْفِيذ الشُّرُوط الاتية:
1- إلْغَاء الْخِلَافَة الاسلامية، وَطَرَد الْخَلِيفَة مَن تُرْكِيًّا وَمُصَادَرَة أَمْوَالِه.
2- أن تتعهد تُرْكِيًّا بإخماد كَلّ حَرَكَة يَقُوم بِهَا أَنْصَار الْخِلَافَة.
3- أن تُقْطَع تُرْكِيًّا صِلَتُهَا بِالْإِسْلَام.
4- أن تَخْتَار لَهَا دستورًا مدنيًا بدلًا مَن دستورها الْمُسْتَمَدّ مَن أَحْكَام الاسلام.
- التصنيف: