براميل الموت
لا شيء ... لا شيء يستطيع أن يصف لك ما تحمله هذه الحروف من كم الألم والآهات
لا شيء ...
لا شيء يستطيع أن يصف لك ما تحمله هذه الحروف من كم الألم..
والآهات..
والدموع..
والموت المتناثر هنا وهناك ...
لن تستطيع مهما حاولت أن تعيش اللحظات الأخيرة مع طفل يقضي تحت أنقاض بيته في حلب...
المكان الوحيد الذي كان يشعر فيه بالأمان ...
ماذا دار بخلده في تلك اللحظات ...
ماذا تراه حسب أنه يحدث ...
كيف استقبلت براءته ركام بيته يهوي عليه ...
كيف عاش تلك اللحظات وهو يرى دنياه وعالمه ينقض عليه دون رحمه يريد افتراسه...
ما كم الرعب الذي شعر به وهو يرى أن لا أحد ... لا أحد في هذه الدنيا... لاأحد قادر على أن يهدهده ويطمئنه ويخبره بأن ما يحدث لن يصيبه بضر وأذى...
أين تاهت عيناه في تلك اللحظات... عن ماذا كان يبحث... أين كان ينظر... ماذا كان يريد أن يرى...
أتراه كان يرقب ساعد والده..
أم حضن أمه ...
أم أخًا يسابق الموت محاولاً ضمه...
نظرة الحياة التي بقيت عندما فارقت روحه جسده الطاهر لا أدري كيف أفهمها... أعجزتني
حدثني يا صغيري..
حدثني لا تكتفي بالصمت..
حدثني فتلك العيون التي ترقبني بصمت الموت بعثرت روحي ألماً..
حدثني ولا تكتفي بالصمت ... فصمتك أشد علي من ضجيج الكون من حولي..
قل ما شئت يا صغيري ... اصرخ ... ابك ... انده على من شئت لكن..
لا تكتفِ بالصمت...
محب الصالحين
السبت 5-4-2014
- التصنيف: