الترغيب في العزم والعزيمة على فعل الخير من السنة النبوية

منذ 2014-04-07

عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في الطلب، ولا تعليق على مشيئة ونحوها..

- عن أبى هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له» (رواه البخاري:6339، ومسلم:2679)، قال النووي: "عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في الطلب، ولا تعليق على مشيئة ونحوها" (شرح النووي على مسلم:17/ 7).

وقال ابن حجر: "قوله: «فليعزم المسألة» في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه، ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى، وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله تعالى، وقيل معنى العزم: أن يحسن الظن بالله في الإجابة"، وقال الداودي: "معنى قوله ليعزم المسألة أن يجتهد ويلح، ولا يقل إن شئت كالمستثنى، ولكن دعاء البائس الفقير" (فتح الباري شرح صحيح البخاري:11/140).

قال بدر الدين العيني: "قوله: «فليعزم المسألة» أي: فليقطع بالسؤال، ولا يعلق بالمشيئة؛ إذ في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه والمطلوب" (عمدة القاري:22/299)، وقال السيوطي: "ليعزم المسألة أي يعري دعاءه وسؤاله من لفظ المشيئة" (تنوير الحوالك:1/221).

- وعن ابن مسعود قال: "لقد سألني رجل عن أمر ما دريت ما أردُّ عليه، فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإنَّ أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب، -الثغب بالفتح والسكون: الموضع المطمئن في أعلى الجبل يستنقع فيه ماء المطر. وقيل: هو غدير في غلظ من الأرض أو على صخرة ويكون قليلًا (النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير:1/613)- شرب صفوه، وبقي كدره" (رواه البخاري (2964).

قال بدر الدين العيني: "قوله: (فيعزم علينا) أي: الأمير يشدد علينا في أشياء لا نطيقها"، وقال الكرماني: "فيعزم إن كان بلفظ المجهول فهو ظاهر يعني لا يحتاج إلى تقدير الفاعل ظاهرًا، هذا إن كان جاءت به رواية، قوله: حتى نفعله غايةً لقوله: لا يعزم، أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى" (عمدة القاري شرح صحيح البخاري:22/299).

- وعن جماعة من الصحابة مرفوعًا: «إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه» (رواه ابن حبان:2/69، 354)، وأبو نعيم في الحلية:6/276)، (والضياء في المختارة:12/278 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)، (ورواه ابن حبان:8/333، 3568)، (والبزار:12/250)، (والبيهقي في السنن الكبرى:3/200، 5415 من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، (ورواه الطبراني في الكبير:10/84)، (وأبو نعيم في الحلية:2/101 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه)، (ورواه الطبراني في (الأوسط:8/82)، (والقضاعي في مسنده:2/151، من حديث عائشة رضي الله عنها)، (وحسن المنذري إسناد البزار في الترغيب والترهيب:2/88)، (وجوَّد النووي إسناد البيهقي في الخلاصة:2/729)، (وقال البوصيري في مصباح الزجاجة:1/388، في إسناد ابن عباس: هذا إسناد رجاله ثقات)، (وصحح الحديث الألباني في صحيح الجامع:1885).

قال المناوي: "عزائمه أي مطلوباته الواجبة، فإنَّ أمر الله في الرخص والعزائم واحد" (التيسير بشرح الجامع الصغير:1/547)، قال القاري: "الرخصة إذا كانت حسنًا فالعزيمة أولى بذلك" (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري:2049).

- وعن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم» (رواه الترمذي:3407، والنسائي:1304)، (قال ابن رجب في جزء من الكلام على حديث إذا كنز الناس (1/335): له طرق متعددة)، (وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/67): رجاله من رواة الصحيح، إلا في سماع حسان بن عطية من شداد نظر وله طرق يقوي بعضها بعضًا، يمتنع معها إطلاق القول بضعف الحديث)، (وقال الشوكاني في (نيل الأوطار (2/332): رجال إسناده ثقات)، (وصحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة:3228)، (قال المناوي: «وأسألك عزيمة الرشد»، وفي رواية: «العزيمة على الرشد»). 

قال الحرالي: "وهو حسن التصرف في الأمر، والإقامة عليه بحسب ما يثبت ويدوم" (فيض القدير:2/165).

  • 3
  • 4
  • 27,185

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً