اسجد واقترب
أحمد كمال قاسم
القرب من الله والذل له هو العزة الحقيقية، والبعد عنه هو الذل لكل الناس، فلقد جاءنا الإسلام ليعلمنا كيف نكون أعزاء في أنفسنا، وليخرجنا من عبادة العباد لعبادة رب العباد، التي هي قمة الاستقلالية عن البشر الذليل..
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
الذل لله سبيل الاقتراب منه..
المتأمل في علاقة العبد بربه يجد عجبًا..! يجد أن قمة الذل لله هي قمة الاقتراب منه، وذلك لأن ذل العبد مقترن باعترافه بألوهية الله وسيطرته على كل شيء، وقد دل على ذلك قول الله تعالى في سورة [العلق:19]: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}.
وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» (المسند الصحيح:482).
الذل لله سبيل السيادة في الكون..
وعندما يقترب الإنسان من العزيز جل وعلا بذله وخضوعه له يوُرث العبد عزةً في قلبه، ويصير سيدًا على الكون كله بهذه العزة، التي نمت في قلبه من شدة ذله وخضوعه لله، قال الله تعالى في سورة [المنافقون:8]: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال الله تعالى في سورة [آل عمران:139]: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
الاستنتاج:
فالقرب من الله والذل له هو العزة الحقيقية، والبعد عنه هو الذل لكل الناس، فلقد جاءنا الإسلام ليعلمنا كيف نكون أعزاء في أنفسنا، وليخرجنا من عبادة العباد لعبادة رب العباد، التي هي قمة الاستقلالية عن البشر الذليل، والتبعية لرب العالمين العزيز.
والله أعلم.