ملف الأسرار

منذ 2014-04-09

السلام مع اليهود حـتمٌ وإنصـافٌ! وهـام فَدَعـوا الجهـادَ فإنـه عيبٌ وإجرامٌ حـرام! والغرب أفضـل من يقود شعوبَنـا، وله التحيـة باحتـرام..

قال الزعيم بنبرةٍ فيها تعالٍ واضح لوزير إعلام النظام: "إني سأخطب في الأنام، فأعد لي شيئًا جديدًا غيرَ الحديث عن السلام، أو حب شعبي أو عدالة دولتي، أو عن علاقاتٍ تقوم على الصداقة والوئام، شيئا جديدًا، مثَلا: عن تصدٍ للعدو، عن خطط الغرب الذي لم يرعَ قط لنا الذمام، عن صهاينةٍ لئام! وعن الذينَ تآمروا، ضد العروبة في الظلام! وعلى العروبة أن تعيدَ حقوقها باقتدار واعتزازٍ وانتقام".

نظرَ الوزير بعينيه متفحصًا متأملاً وجهَ الزعيم وحائرًا، وبدا يقول بسره متَعجبًا: "ماذا جرى؟! هل هذا تأثير (المدام)؟! أم يا ترى تأثير ما قد كان يشرب بانتظام؟! أم فجأة نهضَ الضمير وزالَ فكر الانهزام؟!"، وبعد ما قد خيم الصمت الغريب، نخرَ الزعيم مزمجرًا لوزيره: "ما بال صمتكَ ياغلام!"، خاف الوزير بأن يورط نفسه فيما يعاقب لاحقاً، أو قد يلام..

قال الوزير: "أسيدي! ما رأيكم لو قمتَ ترتجل الكلام، أنتَ الخطيب الفذ، أنتَ المجلجل بالبلاغة يا همام، أنتَ الذي إن قمتَ تخطب كالرعود تشق أسماعَ النيام"!

فتعاظمت نفس الزعيم وقال: "أحسنتَ وصفًا، ما أخطأت شيئاً، ولك العطايا والوسام، جهز منصة خطبتي، واجمع جميعَ الشعب من بائعي الذمم الكبار، ووزرائيَ الحمقى! حتى الرعاع من الطغام".

وتجمعَ الحشد العظيم، وتقدم الجمعَ الزعيم، وإلى المنصة راحَ يمشي في تغطرس تائهٍ، فيه الحماقة والتغطرس بانسجام، وعلى المنصة رافعاً أنفاً كبيرًا مثل أحجام الخيام! وقفَ الزعيم المستدام! وفجأة
وجدَ الزعيم أمامه في أول الصف المقدم بالأمام شخصًا وفي يده ملف فيه أسرار، صوَرٌ وأفلامٌ ودرَى
فضائحه الجسام! وعليه صورة نجمة شكلٌ سداسيٌ تمام!

فتنحنح البطل الزعيم ومتأتأً، ومفأفأً، شكرَ الحضور على الدوام، وأعاد كل كلامه فيما مضى: "أن السلام مع اليهود حتمٌ وإنصافٌ! وهام فَدَعوا الجهادَ فإنه عيبٌ وإجرامٌ حرام! والغرب أفضل من يقود شعوبَنا، وله التحية باحترام".

ألقى الوزير بنظرة نحو الزعيم، وبدا عليه الابتسام! وبسره أضحى يقول: "قد كنت أعلم قدرَه، لن يرتقي
نحو الغطارفة العظام، ذاك الذي يختاره شعبٌ أبيٌ لا يضام، ليعيدَ أمجادًا لهم، أمجادَ أجدادٍ كرام".

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 2
  • 0
  • 2,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً