النسمة الخامسة - أين الله (3)
خالد أبو شادي
أخي.. اصدقني القول ما الذي ستفعله لو رجلا صالحا من أقاربك نزل دارك وزارك، ثم طلب إليك أن تصلي معه.. ما هو حالك إذا كنت لاتصلي؟! أو طلب إليك أن تقرأ معه فى كتاب الله.. وإذا مصحفك يعلوه التراب لم تمسه منذ شهر رمضان الذي فات، أو طلب إليك أن تريه أقرب مسجد وأنت قعيد البيت وطريح الوسادة لا تصلي إلا في البيت، ما هو حالك وما هو رد فعلك؟!.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
3. الملائكة: استح من الملكين الحفظة اللذين يرصدان عليك الكبيرة والصغيرة وينقلان إلى الله أخبارك ويرقبان أفعاك ويحصيان أنفاسك، ما كان لهما أن يغفلا .. ما كان لهما أن يناما، ويريان منك العصيان وهما لا يعرفان معنى العصيان، بل يفعلان ما يؤمران، شاهدان لك أو عليك، واقفان في صفك إن أطعت وضدك إن أسأت، وسيقومان بأداء الشاهدة وتسليم الأمانة في اليوم الذي قال لنا الله سبحانه وتعالى عنه: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف: 49].
قال ابن عباس رضى الله عنه: الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك.
ولذا أخلص لك مجاهد النصح حين أشفق عليك فقال: "اشتكى القوم الإحصاء، وما اشتكى أحد ظلما، فإياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنها تجمع على صاحبها حتى تهلكه".
إن من يفعل الفواحش سرا *** حين يخلو بسره غير خال
كيف يخلو وعنده كاتباه *** شاهداه وربه ذو الجلال
لطيفة: روى مالك بن دينار أن رجلا كان على حماره بجوار نهر، فنزل عنه وأطلق بفمه صفيرا، فاختلف ملك الحسنات وملك السيئات، قال ملك السيئات: ما أراد إلا اللهو، وقال ملك الحسنات: أراد أن يسقى حماره، فبعث الله ملكا يقول: اكتبا الصفير وعلى الله التفسير.
إن من يعتدى ويكسب إثما *** وزن مثقال ذرة سيراه
ويجازى بفعله الشر شرا *** وبفعل الجميل أيضا جزاه
هكذا فى قوله تبارك ربي *** في (إذا زلزلت) وجل ثناه
أخى... استح كذلك من..
4. الرجل الصالح من قومك: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح كما فى ص ج ص رقم 2541).
أخي.. اصدقني القول ما الذي ستفعله لو رجلا صالحا من أقاربك نزل دارك وزارك، ثم طلب إليك أن تصلي معه.. ما هو حالك إذا كنت لاتصلي؟! أو طلب إليك أن تقرأ معه فى كتاب الله.. وإذا مصحفك يعلوه التراب لم تمسه منذ شهر رمضان الذي فات، أو طلب إليك أن تريه أقرب مسجد وأنت قعيد البيت وطريح الوسادة لا تصلي إلا في البيت، ما هو حالك وما هو رد فعلك؟!.
لا شك أنك ستصلي وتقرأ وتروح إلى المسجد حياء منه ومراعات لشعوره وسترا لنفسك، فأين هذه المشاعر مع الله؟!.
أخي.. حذار أن تكون كما قال فرقد الشنجي حين وصف المنافق فقال: إن المنافق ينظر فإذا لم ير أحدا دخل مدخل السوء، وإنما يراقب الناس ولا يراقب الله.