إلى شيخي الراحل
محمد عطية
سافرتُ وكنت أعد الأيام أستبق نزولي لأزورك حيث كنت، ونزلت مصر لأصاب فيك بعد أيام معدودة بجرح دائم التجدد..
- التصنيفات: أخلاق إسلامية -
وصورتك يا سيدي لم تلبث أن توارت خلف دموعي، ها أنا محمد الصغير الذي فتفت لسانه بكتاب الله..
الصغير الذي لا ينسى لك كلمات تشجعيك، وضربات تقريعك -على قلتها-، الصغير الذي رجع لبيته يطاول السحاب فخرًا يوم ختم (ربع يس) فقلت له: "الآن صرت في عرف الكتّاب أستاذًا، تراجع قبلي لمن دونك في الحفظ!".
كنتُ رحلتُ عن قريتنا ولم أنسك مع كل (لوح) -كما كانت تحلو لك التسمية- أراجعه وورد أرتله.. وأتيتك يا سيدي لأدعوك لحفل زواجي، وهل يتزوج ولد دون حضور أبيه؟! لكني صعقت بخبرين: (أنك رحلت عن القرية، وأنك حبيس مرض شديد)، وحرمت حتى رؤيتك..!
سافرتُ وكنت أعد الأيام أستبق نزولي لأزورك حيث كنت، ونزلت مصر لأصاب فيك بعد أيام معدودة بجرح دائم التجدد، فجر أتى بخبر رحيلك.. أسأل الله إلى الفردوس..
لم أحرم الصلاة عليك والوقوف على قبرك -أمطره الله بالرحمات-، لكن حسرة تلزمني أن لم أدرك تقبيل يدك، كنت أشتاقها يا سيدي صدقًا..
محمد الصغير صار أبًا أنس، وأنس كأبيه سيكونان في ميزانك بإذن الله، هي مسيرة القرآن يا سيدي لا تتوقف، كذا علمتنا..!
شيخي ومعلمي وتاج رأسي: صلاح حمزة
رحمك الله وألحقني بك على الإيمان في ظل العرش مع أهل القرآن
توفي رحمه الله في رمضان ٢٠٠٩م