النسمة السابعة - واشوقاه رسول الله - (2)
خالد أبو شادي
فرفع يديه وقال: «اللهم أمتي .. أمتي» وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله سبحانه وتعالى: يا جبريل .. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
- التصنيفات: الزهد والرقائق - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -
2. الرحمة المهداة: قال سبحانه وتعالى: {وما أرساناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء: 107].
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود فى النار.. لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام": إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم؛ لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الأخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم من طول أعمارهم في الكفر.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حفن دمائهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله سبحانه وتعالى رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته.
لطيفة: قال الحسين بن الفضيل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال فيه: {بالؤمنين رؤوف رحيم} [التوبة: 128]، وقال في نفسه: {إن الله بالناس لرؤوف رحيم} [الحج، الآية 65].
اصبر لكل مصيبة وتجلد *** واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها *** نوب تنوب اليوم تكشف فى غد
وإذا أتتك مصيبة تبلى بها *** فاذكر مصابك بالنبي محمد
3. الجماد أحبه.. وأنت؟! لماذا فقد الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح كما فى ص ج ص رقم 5300).
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
ما أشد حبه لنا!! تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله سبحانه وتعالى في إبراهيم عليه السلام: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} [إبراهيم: 36].
وقول عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118].
فرفع يديه وقال: « » وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله سبحانه وتعالى: يا جبريل .. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك (صحيح كما في السلسة الصحيحة رقم 35).