النسمة السابعة - واشوقاه رسول الله - (7)
خالد أبو شادي
واسمع إلى حرص أحمد بن حمبل الشديد على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذ كلامه على أنه تعليمات تنفذ وليس دروسا تحفظ، قال رحمه الله: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.
- التصنيفات: الزهد والرقائق - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -
2. اتباع سنته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح كما في ص ج ص رقم 2549).
ولذلك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "ولست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ".
أحمد يتبع سنة أحمد: واسمع إلى حرص أحمد بن حمبل الشديد على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذ كلامه على أنه تعليمات تنفذ وليس دروسا تحفظ.
قال رحمه الله: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.
بل ينقل عنه صاحبه إبراهيم بن هانئ واقعة أغرب من الخيال فيقول: اختبأ عندي أحمد بن حمبل ثلاث ليال، ثم قال لي: اطلب لي موضعا حتى أدور. قلت: إني لا آمن عليك يا أبا عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اختفى في الغار ثلاثة أيام، وليس ينبغي أن نتبع سنته صلى الله عليه وسلم في الرخاء ونتركها في الشدة.
أين إثارك له؟! قال الإمام ابن تيمية: فمن حقه صلى الله عليه وسلم أن يؤثره العطشان بالماء، والجائع بالطعام، وأنه يجب أن يوقى بالنفس والأموال كما قال سبحانه وتعالى: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} [التوبة: 120].
فاعلم أن رغبة الإنسان بنفسه أن يصيبه ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من المشقة حرام، وكذلك من يصون نفسه عن جهاد وبذل وعمل، فهو مفضل لنفسه على نفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم.
- من نام عن صلاة الفجر فهو مفضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
- من أعطى عينه ما تشتهي فأطلقها في الحرام فهو مفضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
- من أهمل لسانه وسله على أعراض الناس، يغتاب وينم ويفتري الكذب فهو مفضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
- من استبدل سماع الغناء الحرام والفاحش من القول بسماع القرآن فهو مفضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
- من طلب مجالس اللاهين وأماكن العصاة، وعافت نفسه حلق الذكر ودروس العلم فهو فضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
- من انشغل بتجارته وماله، أو أهله وعياله عن أداء الفرائض فهو فضل نفسه على نفس النبي صلى الله عليه وسلم.
من يدعي حب النبي ولم يفد *** من هديه فسفاهة وهراء
فالحب أول شرطه وفروضه *** إن كان صدقا طاعة ووفاء