النسمة الثامنة - لهذا أحب ربي - (1)
خالد أبو شادي
نعمة الإسلام: فلو لم يكن يحبك ما سماك باسم كلمة الإسلام، ولا سماك باسم الإيمان، أخبرنى.. هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلما؟! هل يزعم أحد منا أنه دعا ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل؟! أو توسل إلى الله أن يجعله من قبضة أهل اليمين وهو بعد في صلب أبيه فاستجاب له ؟!.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
كيف لا تحب من كل نعمة منه.. وكل فضل منه.. وكل حسنة بتوفيقه وكل رحمة بتيسيره؟!
كيف لا تحب من أحبك فغمرك وشملك بإحسانه؟!
روي عن رسول الله صلى الله عيه وسلم أنه قال: « » (ضعيف كما في ضعيف الجامع رقم 176).
ومن أجمل هذه النعم:
1. نعمة الإسلام: فلو لم يكن يحبك ما سماك باسم كلمة الإسلام، ولا سماك باسم الإيمان.
أخبرنى.. هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلما؟! هل يزعم أحد منا أنه دعا ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل؟! أو توسل إلى الله أن يجعله من قبضة أهل اليمين وهو بعد في صلب أبيه فاستجاب له ؟!.
يا أخي.. كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم.. تولد على الكفر وتموت عليه، ولكنه يحبك، فعصمك من عبادة العبيد وأسجدك لمن خلق الملوك والعبيد.. حماك من السجود للصنم وأخضعك لمن خلقك من العدم.
ما للعباد عليه حق واجب كلا *** ولا سعى لديه ضائع
إن عذبوا فعدله أو نعموا *** فبفضله وهو الكريم الواسغ
2. آثار قدرته: ولأنه يحبك أرشدك إليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته لتستدل بها عليه، وتهتدي بها إليه .. هي رسوله الذي أرسله الله للناس غير أنه لا يوحى إليه، وكتابه المفتوح دائما يقرأه الأمي والجاهل.. سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه (البديع) وجمل وأتقن ولذا فهو (الجميل).
عجبا.. كيف لا يعبد من رأى آثاره؟! وكيف لا يعرفه من لمح أنواره؟! إذا كانت أعرابية عرفته وقالت: إذا كانت البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العزيز القدير؟!.
هذا شأن الأعرابية، فما شأنكم يا أصحاب الشهادات؟!.
لا تمتروا في ذاته *** فالكون من آياته
إن صح في حركاته *** أو نام في سكناته
والصبح في إشراقه *** والليل في ظلماته
والجو في إعصاره *** إن هب أو نسماته
والرعد دوى قاصفا *** والبرق في ومضاته
والليث في فلواته *** يختال في خطواته
الطير حلق في الفضا *** أو نام في أوكاره
والورد والعطر الشذى *** يفوح من روضاته
دانت له الأزهار *** والأشواك بعض حماته
والغب ظل وارف *** والروض في ثمراته
والماء صاف في الغدير *** تشف في مرآته
لاتمتروا في ذاته *** فالروح من آياته
والصدر في أنفاسه *** والقلب في خفقاته
والثغر في تسبيحه *** والفم في بسماته
والعقل في إبداعه *** والفكر في سبحانه
والبحر يهدر صاخبا *** والفلك في جنباته
أبعد كل هذه الأيات التي أرشدك إليها تهجره.. تنساه.. تتركه إلى غيره؟! تتودد إلى من يجافيك وتجافي من يتودد إليك؟! سبحانه من إله يتعرف إلى خلق عنه معرضون!!.
فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
والله في كل تحريكة وفي *** كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد