كن ودودًا

منذ 2014-04-16

المتأمل لصفة التودد بالذات يوقن أننا جميعاً في أشد الحاجة لود الأخرين، بل أكاد أجزم أن بعضعهم قد يتودد نفاقاً وتصنعاً، ونقبل منه هذا بصدر رحب ونكل سريرته إلى الله بسبب حاجتنا -وفقط حاجتنا- لمن يتودد إلينا، فالقلب يحتاج للود، والمنطق يعمل بقوة في صف الإنسان المتودد للناس.

كم يكسب الإنسان الودود العطوف من مشاعر لا يكسبها المنفق أو المعلم لغيره، أو فاعل المعروف بمشاعر باردة، هناك صفات لا يولد بها المرء وليست جبلية لديه ولكنه بالدربة والتمرن يستطيع أن يكتسبها, ومنها صفة التودد مع الآخرين.

والمتأمل لصفة التودد بالذات يوقن أننا جميعاً في أشد الحاجة لود الآخرين، بل أكاد أجزم أن بعضعهم قد يتودد نفاقاً وتصنعاً، ونقبل منه هذا بصدر رحب ونكل سريرته إلى الله بسبب حاجتنا -وفقط حاجتنا- لمن يتودد إلينا، فالقلب يحتاج للود، والمنطق يعمل بقوة في صف الإنسان المتودد للناس.

قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]، وقال تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]، قال الطبري: "وقوله: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} يقول: جعل بينكم بالمصاهرة والخُتُونة، مَوَدَّة تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، وَرَحْمَةً رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}" (جامع البيان للطبري:20/86).

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم:96]، عن مجاهد في قوله: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} قال: "يحبُّهم ويحبِّبُهم إلى المؤمنين" (تفسير مجاهد:ص459).

سئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: "الكرم، والبذلة، والتَّودُّد إلى النَّاس" (الموشى للوشاء ص:28).
وعن ميمون بن مهران قال: "المروءة: طلاقة الوجه، والتَّودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج" (المروءة لابن الرزبان:ص70).

- وقال أبو حاتم: "الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد، وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها" (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي:ص:64).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 4,205

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً