علمني الفيس (1)
علمني الفيس: كما أن الظاهر ليس كافياً في إعطاء حكم دقيق على الشخص، فكذلك الـ (wall) كثيراً ما يكون خادعاً!
مشهد يتكرَّر معي كثيراً.. طلب صداقة، أهلاً ومرحباً.. لأتفحص الـ (wall) قبل الموافقة إذن، ما شاء الله تبارك الله، حالة خشوع تتملكني (تطبيق الأذكار والسنن)، صور دعوية جميلة، قال ابن القيم وقال ابن الجوزي..
وأَهمُّ بالموافقة على صداقة هذا التقي، ولعلها بداية درب نهايته جمعٌ بظل العرش كما هو شعاري مع معارف الفيس الذين لم أشرف بمعرفة أشخاصهم.. تزلف يدي لتضغط على (likes) و(subscriptions)... فلا تسل عن نظرة الوجوم وحالة الذهول بعد الخشوع!
أظنني لا أحتاج إلى تفصيل أكثر.. حسابات تغني صورة البروفايل بالطبع عن تصفحها لتعلم محتواها!
صاحبنا على الـ (wall) مؤذن، وفي الـ(likes) قواد...!
راجعت كثيراً من الحسابات لأجد هذا الانفصام مستشرياً، وأظل ذاهلاً هل يُعقَل هذا؟!
بالتأكيد كلنا فيه الخير والشر، فيه الطاعة والمعصية.. لكن الإصرار والمتابعة ثم التباين التام بين الظاهر والباطن أمر آخر.. حزنت أكثر لما رأيت بعضهم متزوجاً، بل وله أولاد!
هل مثل هذا يفتقر للوعظ ومجرد تبيين الحرمة، أم أن الانفصام صار سمة مسيطرة في حياتنا -إلا من رحم ربي وعصم-؟!
في زمن الفيس صار السقوط أقرب لأحدنا من شِراك نعله، في زمن الفيس أخذت المهاترات كثيراً من نقاء القلب وقوة ثباته، في زمن الفيس...
اللهم سلِّم سلِّم..
- التصنيف: