إني أخاف أن يبدل دينكم

منذ 2014-04-19

دأب كل مفسد أنه يلبس على الناس ويخلط الأوراق، ولا يظهر حقيقة دعوته وإنما يضع لها شعارات تروج عند العقول الضعيفة، وتجتذب الجماهير اللاهية، ولا مانع من تغيير اللافتة حسب الظروف..

من العجيب جدًا أن فرعون حينما أراد أن يخوف قومه من دعوة موسى عليه السلام قال لهم: {..إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ...} [غافر:26]، فأراد أن يظهر بمظهر الغيور على الدين والمدافع عن أصالته، والخائف عليه من أي تغيير يصيبه! مع أنه من أكفر خلق الله وأشدهم ضلالاً وعتوًا..

وهكذا دأب كل مفسد أنه يلبس على الناس ويخلط الأوراق، ولا يظهر حقيقة دعوته وإنما يضع لها شعارات تروج عند العقول الضعيفة، وتجتذب الجماهير اللاهية، ولا مانع من تغيير اللافتة حسب الظروف..

فقد لا يكون الشعار هو الخوف على الدين وإنما: (العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الفقراء والطبقة الكادحة)، وكل ذلك ذر للرماد في العيون، والحقيقة أن المقصد عند هؤلاء جميعًا ليس الخوف على الدين ولا على الفقراء، وإنما الخوف على الكرسي والحرص المستميت عليه..

وهذا ما يظهر في فلتات اللسان أحيانًا مثلما قال فرعون وقومه لموسى {..وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس:78]، فالسلطة والكرسي هي المقصد والهدف، وكل ما سواها حيل وألاعيب.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 0
  • 0
  • 1,435

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً