{أَمْ حَسِبْتُمْ}
أحمد قوشتي عبد الرحيم
ما أكثر الأمور التي يحسبها بعضنا حقائق وهي مجرَّد ظنون وأوهام، وقد تكرَّر في كتاب الله ذكر هذه الجملة {أَمْ حَسِبْتُمْ} لتزيل ظنونًا وتلبيسات تُزيِّنها النفوس لأصحابها إيثارًا للراحة وحُبًا للدعة والسلامة، ولتغرس ما يضادها من الحقائق الإيمانية، والثوابت الشرعية، والسنن المطردة التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل...
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
ما أكثر الأمور التي يحسبها بعضنا حقائق وهي مجرَّد ظنون وأوهام، وقد تكرَّر في كتاب الله ذكر هذه الجملة {أَمْ حَسِبْتُمْ} لتزيل ظنونًا وتلبيسات تُزيِّنها النفوس لأصحابها إيثارًا للراحة وحُبًا للدعة والسلامة، ولتغرس ما يضادها من الحقائق الإيمانية، والثوابت الشرعية، والسنن المطردة التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل.
ومن تلك الأوهام التي تحسبها النفوس حقًا مع أنها ليست كذلك.
1- حسبان الجنة رخيصة، لا يكلف دخولها ثمنًا كبيرًا من جهاد ومصابرة، وصدق ويقين، واختبار لِمَا في القلوب، ومس البأساء والضراء.
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين} [آل عمران:142].
وقال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
2- حسبان الإيمان مُتحقِقًا دون جهاد وبذل، ودون إخلاص الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، والبراءة من الشرك والمشركين.
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} [التوبة:16].
3- حسبان الإيمان دعوى مجرَّدة باللسان يكفي لتحققها ألفاظ وكلمات دون أن يصحب ذلك بلاء كاشف وفتنة ممحِّصة لِمَا في القلوب.
قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1].