ولا عزاء للمغفلين!

منذ 2014-04-24

أشنع شيء أن تجد منتسبًا للدعوة والعلم يخلط الجد بالهزل، زاعمًا أنه سيقيم اختبارات للمرشحين، ويطرح عليهم أسئلة، وينتظر إجاباتهم عنها، مرجحًا كفة الأكثر دينًا، ومن سيسعى لتطبيق الشريعة، اعتمادًا على أقوال مرسلة، وعهود جوفاء لا دليل مطلقًا على جديتها، ولا وسيلة للإلزام بها، ولا عقوبة على التنصل منها..

وأشنع شيء أن تجد منتسبًا للدعوة والعلم يخلط الجد بالهزل، زاعمًا أنه سيقيم اختبارات للمرشحين، ويطرح عليهم أسئلة، وينتظر إجاباتهم عنها، مرجحًا كفة الأكثر دينًا، ومن سيسعى لتطبيق الشريعة، اعتمادًا على أقوال مرسلة، وعهود جوفاء لا دليل مطلقًا على جديتها، ولا وسيلة للإلزام بها، ولا عقوبة على التنصل منها، ولا قرينة من تاريخ الشخص أو فكره أو أفعاله، أو البطانة المحيطة به على صدقها.

وهذه نماذج يسيرة جدًا عبر عصور مختلفة، تريك طرفًا من التضليل والخداع المستمر من قبل الساسة، القائم خطابهم على الكذب، واستغفال الشعب، واللعب على عواطفهم، بحيث لا يثق في أقوالهم إلا ساذج مغفل، أو ضال مفتون له غرض في نفسه.

1- من خطاب نابليون بونابرت إلى المصريين مع مجيء الحملة الفرنسية الى مصر: "يا أيها المصريون : قد قيل لكم انني ما نزلت بهذا الطرف الا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين أنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وأنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم" (تاريخ الجبرتي:2/183).

2- وفي عام 1805 اجتمع المشايخ والوجهاء وأعيان البلاد بمصر، وركب الجميع وذهبوا إلى محمد علي وقالوا له: "إنا لا نريد هذا الباشا حاكمًا علينا، ولا بد من عزله من الولاية فقال: ومن تريدونه يكون واليًا قالوا له: لانرضى إلا بك وتكون واليًا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير، فامتنع أولاً ثم رضي" (تاريخ الجبرتي:3/63).

3- والرئيس جمال عبد الناصر هو أول رئيس مسلم في التاريخ يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعًا (مرتلا ومجودًا) في ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين، وفي عهد الزعيم جمال عبد الناصر تم زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، وفي عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية (مادة إجبارية) يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقي المواد لأول مرة في تاريخ مصر، بينما كانت اختيارية في النظام الملكي، وفي عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية (الإسلام في عهد جمال عبد الناصر).

4- (أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة) الرئيس المؤمن صاحب شعار: (دولة العلم والإيمان) أنور السادات.
5- "إن نهضة الأمة تعد فريضة إسلامية وهي السبيل لإقامة الشعائر المفروضة، مما يؤكد أن الإسلام دين التعمير والسماحة وليس دين التخريب والإرهاب، ولا بد من ضرورة الربط بين العلم والعمل، حتى تستطيع الأمة الصمود في ذلك العالم المتغير" (الرئيس محمد حسني مبارك في خطابه أمام المؤتمر الإسلامي 2004م)، وللدكتور ربيع بن هادي المدخلي رسالة صغيرة بعنوان: (دعوة جادة إلى العالم الإسلامي لتطبيق ما صرّح به الرئيس المصري حسني مبارك في المؤتمر الإسلامي).

6- لقد تعهد المشير (السيسي) أمامنا بتطبيق الشريعة وعدم سن أي قانون يخالفها.
كلمة لم تقل بعد لكن ربما نسمعها بعد أيام قلائل من أحدهم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 0
  • 0
  • 1,105

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً