إذا طرق اليقين بابك
أبو الهيثم محمد درويش
قبل أن تطرق الحقيقة بابك فجأة قدم الخوف واعمل لغدك، أما إذا طرق اليقين بابك وحان اللقاء فعليك بالثقة به سبحانه..
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية - الموت وما بعده -
قد يتعب العبد من عناء الرحلة، قد ينصب الجسد من تبعات التكليف..
قد تشرد النفس من صاحبها ناسية أنها على سفر، وفي انتظار الوصول لنقطة النهاية بين لحظة وأخرى..
مع هذا التعب والنصب والشرود قد يبتعد العبد، ولكن فجأة إذا بكلمات الإنذار الشديد تطرق سمعه: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19].
هنا لا ملاذ إلا هو سبحانه، ولا مفر منه إلا إليه، فقبل أن تطرق الحقيقة بابك فجأة قدم الخوف واعمل لغدك، أما إذا طرق اليقين بابك وحان اللقاء فعليك بالثقة به سبحانه.
قال ابن القيِّم: "كلما كان العبد حَسن الظَّن بالله، حَسن الرَّجاء له، صادق التوكُّل عليه: فإنَّ الله لا يخيِّب أمله فيه البتَّة؛ فإنَّه سبحانه لا يخيِّب أمل آملٍ، ولا يضيِّع عمل عاملٍ، وعبَّر عن الثقة وحُسْن الظَّن بالسَّعة؛ فإنَّه لا أشرح للصَّدر، ولا أوسع له بعد الإيمان من ثقته بالله، ورجائه له، وحُسْن ظنِّه به" (مدارج السالكين لابن القيم:1/471).