فكر واشكر (2)
عائض بن عبد الله القرني
تعيشُ مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً، وعندك الخبزُ الدافئُ، والماءُ الباردُ، والنومُ الهانئُ، والعافيةُ الوارفةُ، تتفكرُ في المفقودِ ولا تشكرُ الموجود، تنزعجُ من خسارةٍ ماليَّةٍ وعندك مفتاحُ السعادة، وقناطيرُ مقنطرةٌ من الخيرِ والمواهبِ والنعمِ والأشياءِ.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
أتريدُ في بصرِك وحدهُ كجبلِ أُحُدٍ ذهباً؟! أتحبُّ بيع سمعِك وزن ثهلان فضةَّ؟! هل تشتري قصور الزهراءِ بلسانِك فتكون أبكم؟! هلْ تقايضُ بيديك مقابل عقودِ اللؤلؤ والياقوتِ لتكون أقطع؟! إنك في نِعمٍ عميمةٍ وأفضالٍ جسيمةٍ، ولكنك لا تدريْ، تعيشُ مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً، وعندك الخبزُ الدافئُ، والماءُ الباردُ، والنومُ الهانئُ، والعافيةُ الوارفةُ، تتفكرُ في المفقودِ ولا تشكرُ الموجود، تنزعجُ من خسارةٍ ماليَّةٍ وعندك مفتاحُ السعادة، وقناطيرُ مقنطرةٌ من الخيرِ والمواهبِ والنعمِ والأشياءِ، فكّرْ واشكرْ {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} فكّرْ في نفسك، وأهلِك، وبيتك، وعملِك، وعافيتِك، وأصدقائِك، والدنيا من حولِك {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا}.