أين الحكماء؟!
أبو الهيثم محمد درويش
الأوضاع المتردية في بلاد العالم الإسلامي.. تفرِز نتيجة يقينية هي افتقاد الأمة الإسلامية لصنف نادر من الناس هم الحكماء...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الأوضاع المتردية في بلاد العالم الإسلامي.. تفرِز نتيجة يقينية هي افتقاد الأمة الإسلامية لصنف نادر من الناس هم الحكماء..
قال أبو إسماعيل الهروي رحمه الله: "الحِكْمَة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه" (منازل السائرين؛ للهروي، ص: [78]).
وقال ابن القيِّم رحمه الله: "الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي" (مدارج السالكين؛ لابن القيم، ص: [2/449]).
وقال النَّووي رحمه الله: "الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك" (شرح النووي على مسلم: [2/33]).
بعد تعريفنا للحكمة وأهلها فهذه النتيجة التي صدرت بها كلامي وهي افتقاد الأمة لهذا الصنف من الناس دلنا عليها وجود هذا التناحر والتفرق والدماء المسكوبة هنا وهناك في نماذج متكرِّر من المحيط للخليج وكل مشكلة لا تجد من يتسع صدره للجميع ويستطيع احتواء الخلاف أو حقن الدماء ويمتلك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف.
أعراض تُنتهَك.. ودماء تُسفك.. وأنفس تُعتقَل.. وأطفال تُشرَّد.. ومنازل تُهدم على أهلها.. في مشهد مُتكرِّر في عدة بلدان، والعجب كل العجب أن أطراف الصراع هم أنفسهم في كل بلد!
أين نحن من خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي عاد سالِمًا بجيش مؤتة؟ وأين حكماء الأمة ليقودوا أبناء أمتهم ويقفوا أمام الظالم فيُوقِفوه عن ظلمه.. وينصحوا الضعيف ويُوضِّحوا له المفسدة من المصلحة.
ففي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟! قال: « ».
اللهم ارزقنا الحكمة، وارزق أمتنا من أبناءها حكماء يُصلِحوا شأنها يا ربّ العالمين.