الدعوة إلى الله (2)

منذ 2014-04-25

لا تصل الدعوة إلى الناس إلا عبر طريقين لا ثالث لهما.

كيف نصل بالدعوة؟
لا تصل الدعوة إلى الناس إلا عبر طريقين لا ثالث لهما.
أما الأول: فهو القدوة بحسن المعاملة وطيب المعاشرة والصدق في الحديث والالتزام بالعهود وإعطاء كل ذي حق حقه، يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21] والناس يلاحظون تعاملك مع ربك، ثم مع نفسك ووالديك وزوجتك وأبنائك، ومعاملتك في الشارع، ومعاملتك مع مرؤوسيك ومن تحت يدك فكيف أنت في هذه الأحوال؟


وقد يكون من آثار سوء القدوة الصد عن سبيل الله، فكم من شخص إذا قيل له: دع هذا عنك، قال: أنتم الملتزمون لا تدعونه. أو يقول: رأيت ملتزمًا مقيمًا عليه، وإن قيل لرجل كافر: لماذا لا تسلم؟ قال: كفيلي كره الإسلام إلي بسوء معاملته وتأخير الراتب وفظاظة خلقه، وهكذا يكون الصد عن سبيل الله عائقًا دون انتشار الدعوة.

أما الأمر الثاني الذي نصل به إلى الناس: فهو البلاغ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة:67] والوسائل في هذا كثيرة: عبر المنبر، والصحيفة، والمجلة، والكتاب والشريط، والمحاضرة وغيرها لا حصر لها، وقد توفر في هذا الزمن ما لم يتوفر من الوسائل والوسائط والسبل منذ عهد آدم مرورًا بالأنبياء عليه السلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالحجة قائمة والرسالة خالدة فأين العاملون؟


وقبل أن تبدأ العمل تأمل في حديث أبي موسى الأشعري وما لاقوه من الشدائد والصعاب، حيث قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي، وسقطت أظافري فكنا نلف على أرجلنا الخرق.." (متفق عليه).

 

كيف أخدم الإسلام؟
تخدم الإسلام في كل حركة وسكنة.. ليس لخدمتك منتهى ولا لها حد ولا تعرف مكانًا ولا زمانًا.. بل في كل حين ووقت وزمان، ومكان.. استفد من الفرص وأوجد بنفسك المناسبات، إن لم تستطع أن يتحول المجلس إلى ما تريد فلا أقل من قطع الطريق على أصحاب الغيبة والنميمة والمزاح والكذب.. اذكر قصة رأيتها عن موت فلان من الناس، أو اذكر بعضًا مما سمعته عن مصائب المسلمين، المجالات كثيرة وطرق الخير مفتوحة؛ فقط أمسك بناصية الحديث ولا يشترط أن تكون خطيبًا مفوهًا!


تأمل في حال نبي الله موسى عليه السلام وما كان يجد من صعوبة في الكلام ومع هذا دعا قومه، ولم يكن ذلك حاجزًا أو سببًا لتوقف دعوته عليه السلام.

قال الحسن رحمه الله في وصف أناس ندعو الله عز وجل أن لا نكون منهم: "إن هؤلاء ملوا العبادة ووجدوا الكلام أسهل عليهم، وقل ورعهم فتحدثوا" وقال الأوزاعي: "إن المؤمن يقول قليلًا، ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يتكلم كثيرًا ويعمل قليلاً".
فاللهم لا تجعلنا من أولئك واجعلنا من عبادك الصالحين.

 

أخي المسلم:
يكفى أنه تحرك بداخلك شعور طيب جعلك تتساءل كيف أخدم الإسلام؟
بقي الجواب منك، وليكن جوابًا عمليًّا.

متى تعمل؟
أيها المسلم يا من رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً إني سائلك فأجب فنحن أحبة وإخوة.
إذا لم تعمل في شبابك ووقت نشاطك فمتى سوف تعمل! إذا هرمت وشخت وحملت العصا؟
إذا لم تعمل وأنت صحيح الأعضاء تسير بقوة وتسمع بوضوح وترى عن بعد!
إذًا متى تعمل؟ إذا قلت أموالك وكثر دائنوك؟
متى تعمل إذا تركت مكانًا لن تعود إليه مطلقًا مثل الجامعة أو المدرسة؟
متى تعمل إذا مت وانتقلت إلى مثواك وقبرك؟
إذًا متى تعمل؟
أنت في هذه الحياة! أمامك أبواب مفتوحة، وطرق ممهدة، وجدد سالكة، فإذا أغلقت الأبواب وحيل بين جسمك وروحك انقطع العمل.
قالت صفية بنت سيرين: "يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب".

 

المصدر: مقتطفات من كتاب (كيف أخدم اﻹسلام).
  • 1
  • 0
  • 1,533

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً